الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ومن أهم النقاط التي توصلت إليها الباحثة من خلال قراءة متأنية في مراجع أهل السنة ومخالفيهم وموقفهم من العصمة . كان مذهب أهل السنة في موضوع عصمة الأنبياء جاء موافقا مع ما تقتضيه آيات القرآن الكريم والسنة ، ولم يكن بينهم خلاف إلا في مسألة عصمة الأنبياء من الكفر قبل النبوة ، والذي عليه جماعة من السلف جواز ذلك علي الأنبياء ، ورأى هذة الفرقة أنه ليس في القرآن والسنة والعقل ما يدل علي جوب عصمتهم من الكفر قبل النبوة ، كما أنه لا ينكر نبوتهم .- ظهر من خلال البحث أن أهل السنة لا يرون عصمة الأنبياء من الصغائر ، بل أجازوها عليهم ، ولكنهم قالوا : إنهم لا يؤمنوا بها ، بل ينبههم الله تعالي ووفقهم إلى التوبة منها من غير تأخير فالعصمة هنا إنما هي من الإقرار عليها. - وقد تبين من خلال دراسة كتب التى الفاهاهل السنة توبة الأنبياء مع وجود بعض الإختلافات ، تبين أن القول بجواز الصغائر علي الأنبياء عليهم السلام هو القول الذي عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم رضوان الله عليهم . وقد إتضح في هذا البحث أن أهل السنة رأوا أن أهم جوانب العصمة وأعظمها شأناً هي عصمة الأنبياء في التبليغ ، وإنما كان لهذا الجانب تلك الأهمية والمنزلة لكونها ثابتة بدليل الشرع والعقل والإجماع ، ولأن موجبها تصديق الأنبياء وطاعتهم والتسليم بكل ما جاءوا به ، وهذا هو مقصود الرسالة ، وهو الذي تحصل به السعادة ، يمكن أن تحصل بهم السعادة ، ولهذا فإنه يجب علي كل من تحدث عن عصمة الأنبياء أن يعتني ببيان هذا القسم ، وبتقرير أدلته ، وما يترتب علي إثباته . 5- ومن خلال دراسة أقوال الفرق وهى فرقة الشيعة والمتصوفة أثبت أن القول بجواز الصغائر علي الأنبياء هو قول أكثر كتب المعتزلة وكتب الأشاعرة ، وأن ما عرف من أن الأشاعرة قالوا بالعصمة منها لي علي إطلاقه ، وإنما هو قول لعدد منهم . 6- كما ظهر من خلال مناقشة أدلة القائلين بمنع الصغائر في حق الأنبياء أنها أدلة إعتبرها البعض ضعيفة وغير مقنعة تماما ، وأن غاية ما تدل عليه هو أن الأنبياء معصومون من الإقرار علي الصغائر ، لا أنهم معصومون من فعلها . 7- وقد إتضح أن الخلاف في مسألة عصمة الأنبياء من الصغائر ينبغي ألا يكون بهذا القدر ، ولا أن يعطي هذا الحجم الذي يفوق الجانب الأهم في عصمة الأنبياء ، وهو العصمة في التبليغ المجمع عليها ، ذلك أن العصمة التي ادعاها هؤلاء لو كانت ثابتة لم ينتفعوا بها ، لأنها متعلقة بغيرهم –وهم الأنبياء- بخلاف عصمة الأنبياء في التبليغ فإن موجبها تصديق الرسول وطاعته ، وهذا هو مقصود الرسالة . |