Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدين وعلاقته بالسياسة عند نيكولاس برديائف /
المؤلف
محمود، شيماء فتحي السيد.
هيئة الاعداد
باحث / شيماء فتحي السيد محمود
مشرف / عبير الرباط
مناقش / محمد عبدالحفيظ
مناقش / عبير الرباط
الموضوع
الفلسفة تاريخ.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
204 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 204

from 204

المستخلص

بدأ برديائف حياته ماركسياً، ثم تحول عن الماركسية إلى نزعة اشتراكية إنسانية، تفسح مجالاً للجوانب الأخلاقية والروحية والدينية، وبالتالي فقد تجاوز برديائف مسألة الخصام والعداوة التقليدية بين الماركسية والدين بوصفه أفيوناً للشعوب، فهو يتطلع إلى اشتراكية تحترم الشخصية الإنسانية الفردية وتقدس حرية الإنسان. يرى برديائف أن ديانات التوحيد الإبراهيمية ولاسيما المسيحية تتصرف وتنحرف عن مسارها الروحي عندما يتحالف رجال الدين مع السلطات السياسية القائمة، وهنا يتحول الدين من أداة للحرية إلى أداة لخدمة السلطة، ولتحقيق أطماع السياسيين. من هنا يرى برديائف أن الكنيسة كمؤسسة لاهوتية لعبت دوراً أساسياً في اغتراب وتموضع الدين من مضمونه الروحي، ومن جوهره الأخلاقي، وتحول إلى دين وضعي. يرى برديائف أن الدين ليس مجرد علاقة بين الإنسان وربه فحسب، بل هو الرابطة الأساسية بين الإنسان والجنس البشري كله، فهو التقاء واتصال روحي يوحد البشرية. وقهر العزلة يتم من خلال فعل الإيمان الذي يعيد خلق رابطة الإنسان بذاته وبالآخر وبالعالم وبالكون. إن فكر برديائف الديني السياسي جاء كرد فعل مضاد للنزعة المتطرفة، فالماركسية التي سادت في المجتمع الروسين، هي التي جعلته يتخذ موقفاً معاكساً للثقافة السائدة. ومع ذلك فلا يمكن لنا أن نعتبر الموقف الروحي لبرديائف مجرد تعبير عن رؤية لاهوتية متزمدة، لأنه جعل الحرية هي الهدف والغاية التي يسعي إليها الإنسان، فالله عند برديائف ليس فقط مجرد محبة وفقاً للعقيدة المسيحية، ولكنه أيضاً حرية، ولذلك يرفض برديائف اقتران الإيمان بالعبودية أو بالخضوع والاستسلام لأي قوة متسلطة. إن الحرية والتمرد هما عنصران أساسيان في مسيرة حياة برديائف، وفي تطور أعماله، وهذا يفسر اهتمامه بدراسة روايات الكاتب الروسي العظيم ”فيدور دوستويفسكي” خاصة روايته الأخوة كارامازوف، والتي يمثل فيها إيفان كارامازوف عنصر التمرد. ولقد سمي برديائف بفيلسوف الحرية لأنه أحب الحرية أكثر من سواها، فالحرية بالنسبة له هي شرط الوجود ومصدره الأساسي، وهو يعترف بأنه ظل طوال حياته يناضل من أجل صياغة فلسفة للحرية. ويذكر أن قناعاته الفلسفية قادته إلى أن الله موجود وفعال حقيقة في الحرية. يصف برديائف نفسه بوصفه متصوفاً إنسانياً أو فيلسوفاً صوفياً، فهو ليس صوفياً بالمعني التقليدي الذي يؤسس لمذهب صوفي، ولكنه هو بالأصل فيلسوف مهتم بالفكر الصوفي وبالممارسات الصوفية. وهو ينظر إلى الخبرة الصوفية باعتبارها طريقاً عرفانياً للوصول إلى الحقيقة، فضلاً عن أنها السبيل إلى التوحد مع الله سعياً إلى تحقيق حلم التحرر الكامل. أخيراً فإن المشكلة الرئيسية التي جعلها برديائف هدفاً له هي قهر تشيؤ الإنسان، والتشيؤ هو حالة الاغتراب التي بمقتضاها يفقد الإنسان جوهره الروحي ويتحول إلى شيء بلا روح وبلا إنسانية. إن إنسانية الإنسان تكمن فيما هو روحي، وإذا فقد الإنسان بعده الروحي فقد إنسانيته وتحول إلى تشيؤ. وبالنسبة لبرديائف فإن العالم المتشيء أو الإنسان المتشيء هو الإنسان الذي يوجد في حالة من السقوط، وهو عالم يتميز بالاغتراب بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والخالق، وبين الإنسان وذاته. حرية الاتحاد بين الإنساني والإلهي هي السبيل إلى الانتصار علي التشيؤ وقهر العزلة.