Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البيزنطيون واللاتين (1096-1204م):
المؤلف
أحمد، مى محمد حسن.
هيئة الاعداد
باحث / اسحق تاوضروس عبيد
مشرف / اسحق تاوضروس عبيد،
مناقش / عبد العزيز محمد عبد العزيز رمضان
مناقش / عبد العزيز محمد عبد العزيز رمضان
الموضوع
البيزنطيون واللاتين.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
136ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 136

from 136

المستخلص

المقدمة
شهد القرن الثاني عشر نهضة اقتصادية وفكرية وسياسية كبرى في الغرب الأوروبي، وجرت فيه آخر محاولة لإحياء الإمبراطورية البيزنطية، ومحاولات لإعادة وحدة الإمبراطورية للعالم المسيحي، واشتد فيه الصراع بين البابوية والإمبراطورية؛ فكانت فيه آخر المحاولات لتحقيق وحدة الكنيسة بين روما والقسطنطينية، وعاشت فيه المدن الإيطالية عصرها الذهبي؛ إذ أرست قواعدها التجارية والمالية في عالم البحر المتوسط.
كما شهد هذا القرن الحركة الصليبية، التي كانت مرحلة احتكاك سياسي وعسكري وثقافي واقتصادي مباشر بين الشرق البيزنطي والغرب اللاتيني- خاصة بعد قطيعة 1054م- التي كانت بمثابة صراع وتصادم فكري ساهم في تشكيل صورة كل منهم في ذهن اللآخر؛ إذ فاقت القسطنطينية غيرها من عواصم الغرب الأوروبي نظراً لحرص البيزنطيين على جعل حاضرتهم تتفوق على غيرها من الحواضر فى النواحي الدينية، والإدارية، والسياسية... وغيرها ؛ لأنهم كانوا يرون أنفسهم الرومان الحقيقيين، وما عداهم مجرد برابرةBarbaroi، ولذلك اتسمت علاقاتهم مع الغرب بشيء من الاعتزاز بالنفس، وذلك جعلهم يطلقون على أنفسهم اسم الرومان، وذلك يعني بالنسبة لهم أنهم ورثة الإمبراطورية الرومانية، وهو ما أدى إلى وجود نوع من العداء لدى الغرب تجاه الشرق البيزنطي، وإلى سوء العلاقات بين البيزنطيين واللاتين فيما بين عامي 670م - 1204م .
ومن هنا كان اتجاه الباحثة نحو دراسة النظرة المتبادلة بين الشرق البيزنطي والغرب اللاتيني؛ فكان كلاً منهما يرى الآخر من وجهة نظره، ويترتب على ذلك طريقة كلا منهما في تعامله مع الآخر، مما جعل كل منهما يحمل في نفسه صورة للآخر بين السلب والإيجاب، حسب سوء فهمه للآخر أو إحسان الظن به، وهو ما شجّع الطالب على دراسة هذا الموضوع، غير أن المكتبة العربية تخلو من دراسة النظرة السلبية والإيجابية المتبادلة بين الشرق البيزنطي والغرب اللاتيني؛ إذ أن معظم الدراسات التي كُتبت عن العلاقات بين العالمين البيزنطي واللاتيني استفدت منها كثيراً في كتابة بحثي، حيث تناول الأستاذ الدكتور/ عبد العزيز رمضان العلاقات بين العالمين البيزنطي واللاتيني خلال عهد مانويل كومنين ، وقد أفادني كثيراً في فهم طريقة تفكير البيزنطيين وسياستهم في مواجهة اللاتين، وكذلك مقالة أستاذي بعنوان ”البيزنطيون بين الهويتين اليونانية والرومانية ، والتي أفادتني في إدراك مدى اعتزاز البيزنطيين بهويتهم المزدوجة، في محور صراعهم الدائم مع اللاتين حول من يحمل الهوية الرومانية، وبالتالي من الأحق بسيادة العالم.
كذلك كانت دراسة الأستاذ الدكتور/ إسحاق عبيد معيناً مهماً في كتابة بحثى، وقد تناول فيها روما وبيزنطة من قطيعة فوشيوس حتى الغزو اللاتينى لمدينة قسطنطين 869- 1204م ، التي أفادتني كثيراً في فهم الأحداث التي كانت تدور بين البيزنطيين واللاتين في تلك الفترة المهمة في العصور الوسطى.
كذلك كانت دراسة الأستاذ الدكتور/ طارق منصور مرجعاً مهماً في كتابة بحثى، وقد تناول فيها بيزنطة مدينة الحضارة والنظم ، التي أفادتني كثيرا فى توضيح آراء المؤرخين الصليبيين وإنبهارهم بمدينة القسطنطينية.
كذلك استعنت بالكتابات الأجنبية مثل رسالة الدكتوراة للباحث أرباجي الذي تناول فيها صورة بيزنطة في أعين اللاتين 800-1204م ، ورسالة الدكتوراة الخاصة بالباحث مارك كريير باللغة الفرنسية، وقد تناول فيها صورة البيزنطيين في الملاحم الصليبية: المراسم البيزنطية فى تصورات اللاتين وردود أفعالهم تجاهها منذ 1096 – 1204م.
وقد قسمت هذا البحث إلى أربعة فصول تسبقهم دراسة لأهم مصادر البحث، وتعقبهم الخاتمة وقائمة المصادر والمراجع، ويدرس الفصل الأول ” عوامل تشكيل صورة الآخر (1096-1204م) ” ويتناول إشكالية الهوية بين البيزنطيين واللاتين، واختلاف الثقافات بينهما، والدبلوماسية البيزنطية في نظر اللاتين. أما الفصل الثانى وعنوانه ”البيزنطيون في أعين اللاتين بين السلب والإيجاب” فيتناول الصورة السلبية والإيجابية للبيزنطيين في الكتابات اللاتينية، إذ يصف اللاتين البيزنطيين فى كتاباتهم باليونانيين المخنثين، واليونانيين الخبثاء، واليونانيين المتكبرين، واليونانيين الخونة ناقضي العهود، ، أما الشق الثاني من الفصل يتناول ”الصورة الإيجابية للبيزنطيين في الكتابات اللاتينية”، ويدرس أسباب إعجاب اللاتين بالقسطنطينية وبالحكام.وكان الفصل الثالث بعنوان ” الهراطقة ” والذي يدرس الاختلافات المذهبية بين البيزنطيين واللاتين وأسباب اتهام كل منهما للآخر بالهرطقة. والفصل الرابع بعنوان ”اللاتين فى نظر البيزنطيين” ويتناول الصورة السلبية لللاتين في الكتابات البيزنطية وقد وصفهم البيزنطيون باللاتين الخونة، واللاتين الحاقدين، اللاتين الهمج، اللاتين الحقراء.
أما عن مصادر الدراسة؛ فقد تناولت المصادر البيزنطية المواجهة الحضارية والسياسية والدينية والعسكرية أحياناً، فنجد آنا كومنينا Anna Comnena(1083 – 1148م) ابنة الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين Alexios Comnen(1081- 1118م)، والتى عاصرت الحملة الصليبية الأولى وكان عمرها أربعة عشر عاماً وقت وصول الصليبيين إلى القسطنطينية، وعندما تعدت الخمسين من عمرها كتبت مؤلفها عن عصر أبيها في عام 1118م بعد وفاته، وهو الذي يعرف بالألكسياد Alexiad، والذي أعطى صورة حية عن سلوك وانطباعات اللاتين فى القسطنطينية في فترة ما بين 1068م و 1118م من وجهة النظر البيزنطية .
كذلك تناول كيناموسJohn Kinnamos (1118- 1180م)الفترة التى أعقبت الحملة الأولى حتى الحملة الصليبية الثانية فى عصر الإمبراطورين يوحنا ومانويل كومنين، فهو يكمل ما انتهت إليه الأميرة آنا كومنينا حتى وفاة الإمبراطور مانويل كومنين، إذ ولد كيناموس بعد وفاة الإمبراطور يوحنا كومنين الثاني، والتحق فى مرحلة طفولته بهيئة سكرتارية الإمبراطور مانويل، حيث ذكر أنه في مرحلة صباه صاحب الإمبراطور مانويل كومنين فى العديد من الحملات ، وكان شاهد عيان على العديد من المعارك مثل حملة مانويل على جنوب إيطاليا في عام 1155م ، وقد كان يُكن الولاء للإمبراطور، ومجد مؤلفه الإمبراطورين يوحنا ومانويل؛ إذ كان متعصباً لبني جلدته ”الإغريق”؛ وامتلأ كتابه أيضاً بالنقد اللاذع للاتين، الأمر الذى جعل ألكسيوس الثانى - ابن الإمبراطور مانويل كومنين – يطرده من البلاط الإمبراطورى، فكتب لنا مؤلفه نتيجة فراغه بعد وفاة الإمبراطور مانويل كومنين ، وهو يعدُّ مصدراً رئيسياً لتاريخ بيزنطة وعلاقاتها بالقوى الإيطالية واللاتين في الفترة التي عاصرها ذلك المؤرخ (1118 – 1180م) .
بيد أن نيقتاس الخونياتيNiketas Choniates جاء ليوجه انتقاداته اللاذعة للإمبراطورين يوحنا ومانويل كومنين Manuel Comnen، حيث اتهمهما بأنهما من أهم أسباب سقوط القسطنطينية في عام 1204م، رغم كتابته عنهما باختصار شديد، إذ كان مستقلاً فى كتاباته غير متأثر بالسلطة الحاكمة، وكان مؤرخا ناقداً لعصره، وقد ولد في عام 1155م ببلدة خوناي على الحدود البيزنطية السلجوقية، وقد أرسله والده إلى القسطنطينية وهو فى التاسعة من عمره ليتعلم النحو والخطابة والشعر والقانون، ثم عمل سكرتيراً للامبراطور مانويل كومنين، وتولى تسجيل القرارات الإمبراطورية، حتى أصبح عضوا في مجلس الشيوخ البيزنطي، وعمل قاضياً ثم أصبح كبير كتاب المراسيم الإمبراطورية، ثم محافظاً لإقليم فليوبوليس 1189م، إلى أن عاد إلى القسطنطينية حتى سقوطها عام 1204م ، ويعد كتابه من المصادر الأساسية للحملة الصليبية الرابعة 1204م كشاهد عيان عليها؛ إذ ذاق مرارة سقوطها، كذلك يعرض كتابه الوقائع المتعلقة بعلاقة بيزنطة بالقوى الإيطالية في فترة (1180- 1204م) من خلال وجهة النظر البيزنطية.
وقداكتسبتالمصادراللاتينيةأهميةخاصةلأنالحروبالصليبيةأنتجتمناللاتينمؤرخينوشهودعيانعلىأحداثها؛فنجدفوشيهالشارتري Fulcher of chartres( 1059- 1127م) الذىوُلدبمدينةشارتربفرنساعام 1059م،كانممنحضروامجمعكليرمون،وشاركفىالحملةالصليبيةالأولى،وكانقسيساًخاصاًلستيفنبلوا،ثمصارقسيساًلبلدوينالبويوني،وذهبمعهإلىالرها،وقدكتبتفاصيلدقيقةجداًعنالحملةالصليبيةالأولىومراحلهافىكتابه ”تاريخالحملةإلىالقدس” .
كذلكجاءالمؤرخالمجهولمنالمصادرالهامةعنعلاقةالصليبيينبالبيزنطيينخلالالحملةالصليبيةالأولى؛إذكانمنأتباعبوهمندالنورماني؛فأعطىتفاصيلالحملةالصليبيةالأولىكشاهدعيانعليهافىكتابه ”أعمالالفرنجةوحجاجبيتالمقدس”،والتيعكستوجهةنظرسيدهبوهمندبالأحداثالمذكورةفيكتابه .
وجاءوليمالصوريWilliam of Tyre ( 1130- 1185م) الذىكانسليلالمستعمرين،وولدفىالقدسلأبوينفرنسيين،ثمأصبحقسيساًبمدينةصورليعتبرأكبرمؤرخيالحروبالصليبيةعلىالرغممنأنهعاشفىالقرنالثانىعشرالميلادي .
وقدجاءأودوالدويلليOdo de Deuilالذيكانمنمقاطعةدويلبفرنسا،وكانراهبافيديرالقديسدينيس،وقدرافقالملكلويسالسابعفىالحملةالصليبيةالثانيةعلىالشرق،وروىهذهالأحداثفيكتابه ”رحلة لويس السابع الى الشرق” ،كشاهدعيانعلىحملةلويسالسابعإلىالشرق،وعلاقتهبالإمبراطورمانويلكومنين،وشهدتوترالعلاقاتبينبيزنطةواللاتين،فكانمعادياًلكلماهوبيزنطي،واتهمبيزنطةبخيانةالحروبالصليبية،وهويعتبرمصدراًمهماًلأثرالحملةالصليبيةالثانيةعلىعلاقةبيزنطةوالقوىالإيطالية.
كذلك كان أوتو الفريزي Otto of Freising (1115 – 1158م) شقيق الملك الألماني كونراد الثالثConrad III ، ووالده ليوبولد الثالث Leopold III حاكم النمسا Austria، وأمه إبنة الإمبراطور هنري الرابع، والذي كتب عن علاقة بيزنطة بالقوى الإيطالية من وجهة النظر الألمانية، في كتابه ”أعمال فريدريك بربروسا” ، الذي يعتبر سجلاً حياً عن أعمال فريدريك بربروسا السياسية والعسكرية.
كذلك كان فيلهاردوينVillehardouin( 1164– 1216م) الذي وضع في كتابه سجلاً حياً لأحداث الحملة الصليبية الرابعة كشاهد عيان عليها، وهو كتاب يسرد الأحداث بأسلوب سهل و شيق، ومصدر هام لعلاقة بيزنطة بالقوى الإيطالية في الفترة التي عاصرها المؤرخ.
وكذلككانروبرتكلاريRobert de Clariشاهدعيانعلىالحملةالصليبيةالرابعة،وكتبعنتفاصيلهافىكتابه ”فتحالقسطنطينيةعلىيداللاتين”،وقدتشابهتروايتهمعروايةفيلهاردوينالذىكانشاهدعيانعلىالحملةالصليبيةالرابعة،وقدعبرالمؤرخانعنجمالالقسطنطينيةوغناها،وعنمدىإعجاباللاتينبها .
وهكذا كانت الحروب الصليبية من خلق الكنيسة، وكانت الأغراض الدنيوية قد اجتذبت جميع الدهماء إليها، فما حدث لتلك الشعوب من المجاعات والأوبئة دفع الناس إلى الهجرة من الغرب إلى الشرق ابتغاء الخروج من الضيق، وأملاً فى الخلاص منه .
وفي النهاية لا يسعني إلا الإقرار بأن سيري على درب العلم الشاق والمرهق لم يكن ليتأتى لي بغير مساعدة أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور/ إسحق عبيد الذي تتلمذت على يديه وتعلمت منه الكثير منذ كنت طالبة في المرحلة التمهيدية، وأشكره على قبوله الإشراف على رسالتي المتواضعة. كما أتوجه بالشكر لأستاذي الفاضلالأستاذ الدكتور/ عبد العزيز رمضان الذي تحمل مشاق كثيرة في مساعدتي على كتابة بحثي، جزاه الله عني خير الجزاء وتقبل مواقفه النبيلة معي في ميزان حسناته. وكذلك أشكرالأستاذ الدكتور/ طارق منصور أستاذ تاريخ العصور الوسطى بآداب عين شمس، والأستاذ الدكتور/ محمد عثمان عبد الجليل على قبول سيادتهما مناقشة رسالتي وتجشمهما عناء قراءتها وتصويبها. كما أتوجه بالشكر لأساتذتى الأستاذ الدكتور/ حاتم الطحاوي أستاذ تاريخ العصور الوسطى بآداب الزقازيق، والأستاذ الدكتور/ الأمين أبو سعده أستاذ تاريخ العصور الوسطى بآداب طنطا، حيثتتلمذت على يديهما في المرحلة التمهيدية للماجستير،وغمراني بعطفهما ومساعدتهمابتوفير الكثير من المراجع والمصادر الخاصةبالبحث، أمد الله في أعمارهم جميعاً ومنحهم الصحة والعافية.
كما أتقدم بخالص الشكر لوالدىَّ وإخوتي، وزوجي الذين قدموا لي الكثير من المساعدات لتقديم بحثي، جزاكم الله عني خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
وتلك هي محاولتي البسيطة في تقديم بحثي فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي