Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور المدرسة في تنمية قيم التقدم لدى تلاميذ الحلقة الثانية من التعليم الأساسي /
المؤلف
جمعة، نهلة على عبد المجيد.
هيئة الاعداد
باحث / نهلة على عبد المجيد جمعة
مشرف / نادية يوسف كمال
مشرف / حنان إسماعيل أحمد
الموضوع
المدرسة والمجتمع.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
202 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 202

from 202

المستخلص

مقدمة:
تعد القيم أساس تكوين الشخصية المتكاملة والمتوازنة وأساس تماسك المجتمع وطريقه إلى التقدم. فنوعية الشخصية التي يمكن أن نحـكم على أن النظـام التعليمي قد يعمل على إنتاجها، تتحدد بمنظومة القيم، وليس فقط بالجوانب المعرفية المختلفة.
ولأن الفلسفة التعليمية ما زالت قائمة على التلقين واختبارات الذاكرة وبقاء التعليم على فكرة أن المعلم جهاز إرسال للمعرفة وأن التلميذ جهاز تلقى واستقبال لما يرسله المعلم، أصبح من الضروري حدوث ثورة تعليمية إذا كان المراد هو التنمية الشاملة ( اقتصاديا وثقافيا وخلقيا واجتماعيا)، وأن هذه الثورة التعليمية تقوم في الأساس على فلسفة تتوخى تنمية قيم معينة سميت بقيم التقدم والتي تعمل على بناء مجتمع صحي يسمح بالحراك الاجتماعي الفعال والمثمر وتكون طبقة وسطى عريضة ذات استقرار اقتصادي وتعليم عصري ومناخ ثقافي عام يواكب الزمن الآتي. فتنمية قيم التقدم ضرورة من الضرورات اللازمة للتربية، التي ينبغي على التربية ،بمؤسساتها وطرائقها النظامية وغير النظامية، السعي نحو مناقشتها وتدعيمها لدى الأفراد والجماعات باعتبار أن التربية في تحليلها النهائي مجهودا قيمي مخططا يستهدف تحليل القيم وتنميتها لدى عملائها من الناشئة والكبار معا.
وتأتى أهمية مرحلة التعليم الأساسي في تنمية قيم التقدم في التلاميذ منذ الصغر، لطبيعة مرحلة النمو الخاصة بهم، ولكونهم أعداد ضخمة ويمثلون القاعدة العريضة التي يقوم عليها السلم التعليمي في المجتمع. لهذا أصبح الاهتمام بالتربية القيمية في التعليم الأساسي في العصر الحالي أمرا ضروريا فلا يمكن مواجهة المشكلات التي يتعرض لها المجتمع الحديث إلا إذا أدركت المؤسسات التربوية في المجتمع ضرورة وأهمية التربية القيمية إلى جانب اهتمامها بالمعرفة والمعلومات.
مشكلة الدراسة وأسئلتها:
في ظل ما يشهده العصر الحالي من الإهمال الشديد لقيم التقدم، ويتمثل ذلك في الاستخفاف بأهمية تجويد العمل، وكثرة قضايا الرشوة والاختلاس واللجوء للمحسوبية لإنجاز أعمال غير مشروعة، وافتقاد الرغبة فى العمل المنتج، وانتشار الإهمال والتسيب واللامبالاة والاستهتار، وغيرها من السلوكيات السلبية المتسببة في ضياع الوقت، كذلك توارت قيم الإتقان وتحمل المسئولية والعمل بروح الفريق، وإحلال النزعة الفردية محل النزعة الجماعية فقد سادت القيم الفردية وأصبح الفرد يبحث عن مصالحه الشخصية، وميل الأفراد إلى رفض الآخر في تفاعلات الحياة اليومية.
فالمتتبع لواقع التعليم وخاصة ما يرتبط بالمعلم وأدواره وسماته يرى العديد من ملامح قصور المعلمين في القيام بالدور المنوط بهم كما يجب أن يكون، واتضح ذلك من خلال إجراء دراسة استطلاعية قامت بها الباحثة على بعض المدارس بمحافظة الغربية، وتبين غياب سلوكيات قيم التقدم لدي التلاميذ والمعلمين ، ومن هذه السلوكيات : إهمال قيمة الوقت وقلة وضع خطط عمل وفق جدول زمني محدد ، والتسيب وعدم الانضباط وظهور الأنانية وإلقاء الأخطاء على الآخرين في حالة الأعمال الجماعية ، وظهور العمل الفردي ، والإهمال في الواجبات المدرسية وقلة الاستفادة من الأخطاء. كذلك إدراك التلاميذ بصعوبة الحصول علي عمل بعد التخرج، واهتمام المعلمين بالدروس الخصوصية وإهمالهم للتلاميذ بالمدارس أدي إلي انتشار الإهمال والتسيب واللامبالاة لدي التلاميذ.
ومن هنا تطرح الدراسة الأسئلة التالية:
5- ما طبيعة قيم التقدم في الفكر التربوي المعاصر؟
6- ما دور مدارس التعليم الأساسي في تنمية قيم التقدم لدى تلاميذها؟
7- ما واقع الممارسات السلوكية لقيم التقدم في مدارس الحلقة الثانية بالتعليم الأساسي؟
8- ما التصور المقترح لتفعيل دور مدارس الحلقة الثانية بالتعليم الأساسي في تنمية قيم التقدم لدى تلاميذها؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى ما يلي:
1- تعرف طبيعة قيم التقدم في الفكر التربوي المعاصر.
2- توضيح دور مدرسة التعليم الأساسي في تنمية قيم التقدم لدى تلاميذها.
3- الكشف عن واقع ممارسة قيم التقدم ( الوقت، الإتقان، العمل بروح الفريق، العلم، تحمل المسئولية، التنافسية، العمل ) بمدارس الحلقة الثانية بالتعليم الأساسي.
4- وضع تصور مقترح لتفعيل دور مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في تنمية قيم التقدم لدى تلاميذها
أهمية الدراسة:
تتضح أهمية الدراسة فيما يلي:
1- قد تسهم الدراسة في تفعيل دور مدرسة الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في الاهتمام بقيم التقدم وتنميتها لدى التلاميذ ،وذلك من خلال التصور المقترح الذي تطرحه.
2- من الممكن أن تفيد الدراسة القائمين على التربية وصناع السياسات التعليمية ومتخذي القرار في تضمين قيم التقدم في المناهج الدراسية.
حدود الدراسة:
1- تحددت الدراسة بقيم التقدم التالية:
العلم، والعمل، والعمل بروح الفريق، والإتقان، والوقت، وتحمل المسئولية، والتنافسية.
2- تم تطبيق الدراسة الميدانية على معلمي ومعلمات الصفين الثاني والثالث الإعدادي في نوعين من المدارس الإعدادية بمحافظة الغربية حيث يوجد بها مناطق ريفية وأخرى حضرية لمعرفة مدى تأثر تكوين قيم التقدم باختلاف البيئة الاجتماعية.
3- تم اختيارمدرستين:
أ- مدرسة بالريف وهى مدرسة شبرا ملكان الإعدادية.
ب- مدرسة بالحضر وهى مدرسة طه حسين الإعدادية.
4- كما اقتصر دور المدرسة على ( المعلم، الأنشطة المدرسية) .
منهج الدراسة وأدواتها:
اتبعت الدراسة المنهج الاثنوجرافي Ethnography باعتباره أكثر المناهج البحثية ملاءمة لطبيعة الدراسة ورؤية الواقع بشكل مباشر وملموس.
ولهذا المنهج أدوات خاصة منها الملاحظة بالمشاركة والمقابلة وغيرها، وهى أدوات تتيح للباحث أن يكون قريبا من الواقع الاجتماعي الذي يدرسه، فالملاحظة بالمشاركة: هي أسلوب يعتمد على ملاحظة الباحث للعمل الذي يقوم به من يلاحظهم ، وللأنشطة التي يمارسونها بحيث يكون الباحث جزءا من المجتمع الأصلي موضوع الدراسة. ولذلك استخدمت الدراسة استمارة ملاحظة لرصد واقع الممارسات المرتبطة بتنمية قيم التقدم بمدارس الحلقة الثانية بالتعليم الأساسى0
المقابلة المفتوحة: وتمت المقابلة مع بعض المعلمين والتلاميذ لتعرف الجهود التربوية التي يبذلها المعلمون لتنمية قيم التقدم لدى التلاميذ، والمعوقات التي تحول دون تنمية قيم التقدم وسبل مواجهتها0
نتائج الدراسة:
أن المدرسة ( المعلم، الأنشطة المدرسية ) لا تقوم بدورها المنوط بها كما يجب أن يكون، ويرجع ذلك إلى عدم الجدية من جانب المعلمين بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجههم وتحد من قيامهم بدورهم كما يجب أن يكون. وهذه الصعوبات هي:
- قيود الوقت، قلة الحوافز المادية, الارتقاء بالجانب التحصيلى فقط وأنظمة الامتحانات وإهمال الجانب القيمى، تضخم المناهج الدراسية، ارتفاع كثافة الفصول، ازدحام جداول المعلمين.
وخلصت الدراسة بوضع تصور مقترح لتفعيل دور مدارس الحلقة الثانية بالتعليم الأساسي في تنمية قيم التقدم لدى تلاميذها، ويشمل ذلك مكونات التصور المقترح، وآليات تنفيذها والمعوقات التي تواجهه وطرق التغلب عليها.
مكونات التصور المقترح وآليات تنفيذها:
يمكن تحديد مكونات التصور المقترح وآليات تنفيذها على النحو التالي:
1- دور المعلم في تنمية قيم التقدم بالمدرسة:
المعلم الفعال هو الذي ينقل قيم التقدم من خلال قيامه بأدواره التي تعتمد عليها فاعلية التعليم داخل الفصل، حيث يمكن إدراك هذه الفاعلية من التلاميذ أنفسهم ومن المعلمين، وهذا يفرض ضرورة إعداد المعلم ليحمل قيم التقدم ويتشبع بها في قوله وسلوكه، ويحافظ عليها ،وهذا كله يقربه إلى نموذج القدوة الذي يحتذي به التلاميذ.
وتتمثل آليات التنفيذ فيما يلي:
أ- تمكين المعلم من القيام بدوره في تنمية قيم التقدم من خلال
• إعداد دورات تدريبية للمعلمين تتعلق بقيم التقدم.
• الارتفاع بالمستوى المادي والأدبي للمعلم لتشجيعه على القيام بدوره القيمى مع تلاميذه.
• عقد اجتماعات دورية للمعلمين من أجل المناقشة وإجراء الحوار حول وجهات النظر المختلفة وعلى أساس الخبرات المختلفة.
2- دور الأنشطة المدرسية اللاصفية في تنمية قيم التقدم:
تلعب الأنشطة المدرسية دورا فعالا في اكتساب القيم والمهارات، حيث يمارسها المتعلم تحت إشراف وتوجيه المعلم .فهي تعمل على تنمية قيم التقدم لدى التلاميذ، لأنها توفر مجالا خصبا لممارسة تلك القيم وترسيخها، وبذلك تعين على تربية جيل يكون له دور إيجابي في النهوض بمجتمعه. فبممارسة التلميذ للسلوكيات الاجتماعية والمشاركات الإيجابية التي يتم توجيهها من قبل المعلمين، يكتسب المفاهيم الاجتماعية المختلفة بطريقة عملية، كالعدل والعلم، والعمل والتعاون، وتحمل المسئولية، والقيم الدينية والأخلاقية السليمة .
وتتمثل آليات التنفيذ فيما يلي:
أ‌- قيام الأنشطة المدرسية بدورها في تنمية قيم التقدم من خلال
o تخفيف الأعباء التدريسية علي المعلمين ،حتى يتمكن المعلم من تخصيص وقت كافي للنشاط.
o تنظيم برامج تدريبية لإرشاد المعلمين وتوجيههم لممارسة النشاط، حتى يتحقق لهم نموا علميا ومهنيا في مجال النشاط.
o إعداد دليل للنشاط المدرسي يوضح أهميته وأنواعه وكيفية ممارسته، ودور رائد النشاط الناجح في ممارسته، والمهارات اللازمة لإنجاحه، وكيفية تفاعله مع تلاميذه، وكيفية تخطيط النشاط وتنفيذه وتقويمه وتوظيفه مع البرنامج الدراسي الذي يقدم داخل فصول المدرسة.
o توعية أولياء الأمور بأهمية الأنشطة المدرسية للحصول علي تأييدهم ودعمهم لتلك الأنشطة.
وقد يواجه التصور المقترح بعض المعوقات منها:
نقص الموارد المادية بالمدارس, تركيز المعلمين على الجانب التحصيلى وإهمالهم الجانب القيمى .
ويمكن التغلب على هذه المعوقات من خلال:
1- إعداد نشرات للمعلمين في مدارسهم تحتم عليهم ضرورة الاهتمام بالجانب القيمى للتلاميذ مع إرفاق دليل بها يبين كيفية تنفيذ ذلك.
2- التغلب على نقص الموارد المادية بالمدارس من خلال تنسيق الجهود بين وزارة التربية والتعليم والجهات الأخرى في المجتمع.