Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحركات الاحتجاجية وصِناعة الفرصة السياسية في مِصــــر
في ضَوءِ التحولاتِ الاقتصاديةِ والاجتماعية /
المؤلف
المهر، محمود صلاح عبدالحفيظ محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمود صلاح عبد الحفيظ محمد
مشرف / إجــلال إسماعيل حلمــــي
مشرف / علــي حسن فرغلــــــــــي
مناقش / أحمد عبدالله زايد
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
311ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 311

from 311

المستخلص

أولاً مشكلة الدراسة :
تمثلت محاولة الدراسة الراهنة في التعامل مع مشكلة الدراسة من خلال طرح تساؤل رئيسي :
- ما العلاقة بين قدرة نشطاء الحركات الاحتجاجية على صناعة الفرص السياسية، وبين هيمنة السياقات المجتمعية على النشطاء وتحديدها لقدرتهم؟...
ثانياً - تساؤلات الدراسة :
التساؤل الأول: ما الصورة التي تجلى فيها الفاعل الاحتجاجي والفرص السياسية تاريخياً من خلال الفترة من نشأة الدولة المصرية الحديثة وحتى ما بعد ثورة 25 يناير ؟ وما علاقة ذلك بالصراع على نمط الانتاج وحيازة القوة؟
التساؤل الثاني : ما طبيعة البناء الاجتماعي للحركات الاحتجاجية ودور النشطاء في خلق وتأطير الفرص السياسية ؟
التساؤل الثالث : ما خصائص الفاعل الاحتجاجي داخل الحركات الاحتجاجية ؟ وكيف يمكن تحليل الخصائص الأساسية والوعي بالموقع الطبقي والتناقضات الاجتماعية لدى النشطاء؟
التساؤل الرابع : ما تصور نشطاء الحركات الاحتجاجية لعلاقات القوة والاستبعاد المجتمعي ؟ وما علاقة تلك التصورات بالانخراط في الحركات الاحتجاجية ؟
التساؤل الخامس : ما طبيعة بناء القوة وعلاقاته داخل الحركات موضع الدراسة ؟
التساؤل السادس : كيف يستجيب النشطاء للمعضلات التي تواجه خياراتهم الاستراتيجية ؟ وما دور الهوية الجمعية في تحديد خيارات وممارسات الحركة ؟
التساؤل السابع : ما صور وأدوات التعبئة والاتصال والتأطير للقضايا التي يهتم بها النشطاء؟ وما الملامح العامة لخطاب النشطاء ؟
التساؤل الثامن : ما العلاقة بين الممارسة القمعية للسُلطة، وقدرة الحركة على الحفاظ على هويتها الجمعية ؟
ثالثاً : نمط الدراسة وأدوات جمع البيانات
استخدمت الدراسة العديد من الأساليب المنهجية، التي اِعتقد الباحث أنها ملائمة للكشف عن المظاهر المختلفة للحركات الاحتجاجية وصناعة الفرص السياسية، وهذه الأساليب هي: الأسلوب التاريخي، والوصفي، والمقارن المحدود.
رابعاً : حالات الدراسة :
قام الباحث بسحب عينة الدراسة بطريقة العينة العمدية، والتي تخضع لمعايير محددة، تتفق ورؤية الدراسة واِتجاهها، حيث قام الباحث بسحب عينة مختارة من نشطاء الحركات الاحتجاجية الجديدة، بحيث تمثل الحركات الاحتجاجية الجديدة؛ التى ارتبط حِراكها بتحول اجتماعى وسياسى رئيسي في البلاد، وبلغ عدد تلك الحركات ثلاث حركات، وبلغ حجم حالات العينة 20 حال ، حيث كان هؤلاء النشطاء من أبرز النشطاء في الحراك الاحتجاجى طوال الخمس سنوات الماضية.
خامساً - نتائج الدراسة :
1-كشفت الدراسة الميدانية المُقارنة لحالات الدراسة تقارب فى طبيعة الخصائص الأساسية لحالات الدراسة في العينات الثلاث، وهو ما يؤكد تقارب الخصائص في مجتمع النشطاء ( كما تجلى من متابعة حالات الدراسة)؛ من حيث المؤهل التعليمى، وغَلبة المُرَكب الشبابي، ولم تَثبُت من متابعة حالات الدراسة – في العينات الثلاث- حتمية علاقة التنشئة في الأسرة بالإقبال على الناشطية السياسية، على الرغم من ورود حالة واحدة تحمل مؤشرات التأثر بنشاط أحد أفراد الأسرة، وهو ما يشير إلى تعددية عوامل الناشطية وارتباطها برؤَاهم الشخصية المتبلورة عبر شبكة العلاقات الاجتماعية لجماعات الرفاق .
2- قدم جميع ناشطي الدراسة – في العينات الثلاث – وعياً واضحاً بعلاقاتهم الطبقية، وما تفرضه عليهم من ضغوط وتحديات، فجميعهم أقرّ بوعيه بالانتماء إلى الشرائح الوسطى في المجتمع، وقدم ما يفيد بأن تلك الطبقة باتت مُستبعَدة، وتضررت في مجالات شتى مثل: التعليم والعمل والدخل وتأخر سن الزواج والمشاركة السياسية .
3- اتفق نشطاء الحركات الثلاثة أن المظالم الاجتماعية التي واجهتهم في حياتهم الاجتماعية لها دور مهم في تحديد انخراطهم في الحركات موضع الدراسة، ورغم إقرار بعض الحالات أن ليس شرطاً التعرض الشخصي لأزمات اجتماعية في التعليم أو العمل أو الأسرة كى ينخرط المرء في تلك الحركات؛ إلا أن أغلب الحالات – في العينات الثلاث- أكدت سوء حال التعليم الحكومى، وعلى سبيل المثال؛ بالرغم من حصول بعض حالات الإخوان على فرص عمل ملائمة لمؤهلاتهم الجامعية إلا أنهم قدموا صوراً نقدية لمستوى التعليم الجامعى، وضعف مهارات وقدرات الطالب فيه، وأثر ذلك على سوق وعلاقات العمل والدخل، وبشكل عام أكدت معظم حالات الدراسة تضررها من نظام التعليم ، وسوء حالة سوق العمل، وغياب أدوات حمائية من قِبل الدولة، وهو ما دفع أغلب حالات الدراسة للإعتماد على أحد أفراد الأسرة فى تلبية كثير من الاحتياجات المادية فى فترات دورية .
4- سيطر الخطاب الوطني على الصور المقارنة المُقدمة من قِبل حالات الدراسة جميعها، بين الواقع من حيث أسلوب إدارة الدولة داخلياً وخارجياً ، وما يطمح إليه النشطاء، وأن سعيهم لتغيير الوضع القائم خلق لديهم ضرورة الإنخراط فى كيان يحتج على الصور الاجتماعية والسياسية القائمة .
5- كان ملحوظاً من نتائج الدراسة الميدانية أن تحليل النشطاء لدور علاقات القوة فى الاستبعاد الاجتماعي على المستويين العام والخاص كان من أبرز عوامل إنخراط النشطاء فى تلك الحركات ، فقد مكنتهم رؤيتهم المقارنة لحالتهم الاجتماعية من العودة إلى جذور مشكلاتهم ، وكان لوجود حركات إحتجاجية ونشطاء (عَبر شبكات إجتماعية : أصدقائهم أو زملائهم فى الدراسة والعمل أو ممن تعرفوا عليهم فى مناسبة ما، أو من شبكة الإنترنت عبر التواصل الافتراضى ) أبلغ الأثر فى قرارهم بالمشاركة فى تلك الحركات؛ إذ إنها عبّرت عن حلول وتصورات لمعالجة جذور مشكلاتهم ، ففى داخل الحركة ومع الرفاق من النشطاء تخف حدة المعاناة، وتزداد حدة الطموح لتغيير علاقات القوة؛ بإعتبار أن الحركة هى الوسيلة لتحقيق ذلك التحول .
6- رغم إتفاق جميع النشطاء على ضرورة تغيير علاقات القوة لتجاوز الاستبعاد الاجتماعى على المستويين الشخصى والاجتماعى؛ إلا أن تصوراتهم لتغيير علاقات القوة تباينت بوضوح ، فنشطاء 6 أبريل يرون ضرورة الحل الثوري، من خلال الحركات والقوى الثورية؛ باِعتبار أن مشروع ثورة 25 يناير لم ينجح بعد فى تحقيق أهداف الشعب المصري، والتى خرج من أجلها فى 25 و28 يناير، بينما يري نشطاء تمرد ضرورة البحث عن مجموعات وقيادات وطنية وقوية، يكون لها مشروعها الاجتماعى والوطني المستقل والمعادي للتبعية ( التأثر بتراث التجربة الناصرية)، في الوقت الذي رأت فيه حالات الإخوان العودة إلى الشرعية السياسية، واِعتبار أن مشروع الثورة لا يمكن أن يكتمل فى الميادين فقط، وأن لا بد من العودة إلى الإجماع والإتفاق الشعبى عبر صناديق الانتخابات الحرة، وهو الأمر الذى يكشف عن تفاوت فى حدود وآليات التغيير بين الحركات الثلاث ؛ وبما يكشف فى الوقت ذاته عن صراعات القوة، والتنافس على التعبئة ، خاصة عقب نجاح إعتصام الحركات الاحتجاجية الشبابية فى إرغام مبارك على التنحي، خاصةً مع زيادة سقف ووعود النجاح، إرتفعت طموحات الشباب وتطلعاتهم، وأيضاً صراعاتهم معاً، ومع جماعة الإخوان ، التى حرصت على إتخاذ مسار نظامى يَعتدْ على الإجراءات السياسية التقليدية للوصول إلى مقاليد القوة الرسمية ، وهو الأمر الذى زاد من صراعاتهم مع نشطاء الحركات الاحتجاجية؛ الذين كانوا يرون ضرورة انتهاج الحلول الثورية الشاملة من خلال الشارع والميادين قبل الإنضواء تحت أية عملية سياسية تقليدية؛ قد تعيد إنتاج العلاقات السياسية والاجتماعية القديمة ، وهو الأمر الذى خَيّمَ بظلاله على حركة النشطاء لمدة فترة زمنية ليست بالقصيرة .
7- لكل لحركة من حركات الدراسة الثلاث بنية مميزة لعلاقات القوة ، فحركة 6 أبريل جمعت بين دقة التنظيم ومرونته بشكل واضح، فالمكتب السياسي للحركة هو المركز الرئيسي لإدارة نشاط الحركة، وهو يتكون من تسعة لجان مختلفة النشاطات، ولكل لجنة مسئوليها وأعضائها، وكشفت الدراسة الميدانية عن أنه بالرغم من توزيع الأدوار بشكل نظامي، وعلى أساس الانتخاب الحر بين الأعضاء العاملون بالحركة؛ إلا أنه يمكن القول بوجود صفوة للحركة تتكون من الأعضاء القِدام الذين شهدوا نشأة الحركة، أو أولئك الذين انضموا إليها مبكراً.
كانت علاقات القوة فى تمرد متمحورة حول عدة نشطاء والذين كانوا من المؤسسين والمتحدثين الإعلاميين للحركة، وبالرغم من ثِقل المهمة فى جمع توقيعات ملايين المواطنين إلا أن بناء القوة للحركة لم يتسع نظراً للتحديد الشديد لخطة وأهداف الحركة : جمع توكيلات والمطالبة بالتنحي، وهو الأمر الذى ساهم فى تنفيذة آلاف النشطاء الميدانيين من دون تغيير يُذكر فى بناء القوة بالحركة نظراً لدقة وتحدد الغايات والمدى الزمني، وتوفر الإجماع على تلك الإجراءات.
تمتع تنظيم الإخوان بتنظيم دقيق ومعقد يجمع بين المركزية واللامركزية فى بعض الأمور، هذا فضلاً عن ارتباط حالات الدراسة بالجماعة عبر برنامج معقد للتنشئة التنظيمية، حيث تتم عملية تطبيع للفرد داخل هياكل الجماعة، وبما يرسخ علاقات القوة فى صورة هرمية من القاعدة إلى القمة، وهو الأمر الذى أفاد حالات الدراسة بعد مرحلة 30 يونيه ، فاللجوء إلى بناء كيانات إحتجاجية ضد تحالف 30 يونيه اعتمد هياكل وكوادر الجماعة، التى اتجهت للعمل سراً بنفس آلية العمل داخل الجماعة ، مع تصعيد قيادات جديدة لإدارة شئون الجماعة والحركات الاحتجاجية معاً
8- ثبت من الدراسة الميدانية أن انتماء النشطاء للحركة الاحتجاجية يُغير من مواقفهم الشخصية ورؤاهم، بحيث تتجه رؤيتهم للتوحد مع رؤية جماعة النشطاء فى الحركة، وتتعزز تلك العملية بقوة الهوية الجمعية لنشطاء الحركة، وبتنوع وعمق خيارات وغايات الحركة، وهو ما يفسر صور التضحية والتحمل رغم المخاطر التى يتعرض لها الناشط .
9- لجأ ناشطو الحركات إلى أدوات عديدة لتعزيز قدرتهم على فتح دورة التعبئة، وإطالة أمدها، ومن ثم الوصول إلى ذروتها التى يحدث فيها التغيير، وكان التواصل مع أصحاب المظالم والمستبعَدون، وتم ذلك عبر خطاب طوره نشطاء كل حركة لمخاطبة جمهورها وأنصارها .
كشفت الدراسة الميدانية عن أن تفكيك خطاب السلطة وتحالفاتها كان أبرز أدوات التعبئة والتأطير التى استخدمها نشطاء الحركات فى تعبئة الأنصار والمحتجين .
10- حرص نشطاء الحركات الاحتجاجية على التواصل المباشر مع جمهورهم وأنصارهم ، عبر الذهاب إليهم فى تجمعاتهم ، وعبر المسيرات التى كانت تجوب بعض المناطق الشعبية للتعريف بالحركة ومطالبها لضم قطاع أكبر من الأنصار ممكن لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى الافتراضى .
حرص نشطاء الحركات الثلاث على تنمية خطاب للمعارضة الميدانية، عبر حث المحتجين على تغيير الوضع القائم من خلال عمل إحتجاجى ميدانى .
11- نجحت السلطة في إنتاج معانيٍ مضادةٍ لخطابات تلك الحركات ؛ حيث نجحت فى تغيير معنى الثورة والاحتجاج ونشطاء الحركات ، ونشر قناعة أن تلك المعانى هى مرادف للاضطرابات الاجتماعية والأزمات السياسية والاقتصادية، فالقمع – في حد ذاته – لم يكن كافياً لتفكيك الحركات الاحتجاجية ونشطائها؛ بل كان القمع مصحوباً بفرص بنائية من حيث الأزمات السياسية والاجتماعية – بعد 30 يونيه- عندما نجحت السلطة وتحالفاتها فى تأطير تلك الفرص البنائية لتصبح فرصاً مدركة perceived عندما يدرك الجماهير أن تكلفة التحول والتغيير أعلى من تكلفة الإستمرار فى الوضع القائم باعتباره بديلاً عن صراعات أكثر دموية وفوضوية.