![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يكاد لا يستطيع المرء أن يغفل الاهتمام المتزايد بالدولة التركية، في أوساط دارسي العلاقات الدولية خلال السنوات الأخيرة، سواء كان ذلك داخل تركيا أو خارجها، وسواء كان هناك تغييراً حقاً قد حصل بالفعل، أم لم يكن، فإنه من العسير تجاهل حقيقة أن شيئاً ما يحدث في السياسة التركية. ترك موقع ”تركيا” تاريخياً، والذي شكل ركيزة أساسية لانطلاقها نحو العالمية، (حتى وإن بدا ذلك القول من باب الحديث النمطي)، أثراً عميقاً على إستراتيجيات تركيا، وطريقة تفكيرها السياسي داخلياً وخارجياً، الهادفة لبناء رصيد إقليمي، والارتقاء به، للتحول نحو العالمية، وفي ضوء سلسة من التغيرات شهدها النظام السياسي التركي، تمثلت بوصول ”حزب العدالة والتنمية” للحكم عام 2002، وتقديمه لرؤية وتصورات جديدة لدور تركيا ومكانتها الإستراتيجية، لا أحد يستطيع إنكارها، عمل قادة الحزب و(مازالوا يعملون) على إحداث تغييرات داخلية، وعلى استغلال المعطيات الجيو-سياسية، والجيو- إستراتيجية، لتحويل تركيا إلى قوة كبرى في الوقت الذي تشهد فيه خريطة ما يسمى”الشرق الأوسط”، محاولة لإعادة تشكيل. وعليه، فإن الموضوع المتناول في هذه الدراسة، والذي جاء في ضوء تطورات وتغيرات بنيوية داخلية حدثت في تركيا على مستوى الدولة والمجتمع، وكيف امتدت إلى الخارج حضوراً وتأثيراً، سيحاول تحليل مدى تأثير التغير في النظام السياسي التركي، ودلالات هذا التطور الداخلي، وأثره على الدور الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وما يرتبط به من دراسة لطبيعة و أهداف وأدوات الدور الذي تلعبه تركيا في محيطها الإقليمي. |