الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف الدراسة الراهنة إلي الكشف عن مدي تأثير التكنولوجيا علي تشكيل ثقافة الشباب المصري ومعرفة مدي تأثيركلاً من وسائل التكنولوجيا علي اتجاهات وسلوكيات الشباب ، والكشف عن أثر التكنولوجيا ووسائل الاتصال علي لغة الشباب ، ومعرفة تأثير هذه الوسائل علي أنماط السلوك المكتسبة ، وعادات الشباب في المأكل والملبس . وقد اعتمد الدراسة علي منهج المسح الاجتماعي بالعينة ، واستخدمت الاستبيان كأداة لجمع البيانات مطبقة علي (200) شابًا وشابةً تتراوح أعمارهم ما بين 18-40 سنة من محافظة الفيوم ، مقسمة إلي 100 من الشباب ” منطقة حي الجامعة ” بمدينة الفيوم باعتبارها حضرًا و 100 من الشباب ” قرية فدمين ” بمركز سنورس باعتبارها ريفاً ، واعتمدت الدراسة علي المنهج المقارن للكشف عن الفروق بين الريف والحضر؛ من حيث خصائص وسمات واتجاهات الحياة الثقافية والاجتماعية التي حدث لها تغير في ظل تطور وسائل التكنولوجيا . وقد كشفت الدراسة أن وسائل التكنولوجيا الممثلة في ( الإنترنت والفضائيات والهاتف المحمول) أثرت علي أفكار وسلوكيات الشباب المصري بالإيجاب والسلب ، وقد ساعدت هذه الوسائل الشباب في الوصول إلي المعلومات والأحداث والأخبار واكتساب مهارات وتعلم ثقافات جديدة ، وتساعدهم في تكوين علاقات جديدة والتواصل مع الآخرين ، وأثرت بشكل سلبي مما جعلهم يفضلون العزلة والابتعاد عن المحيط الاجتماعي ؛ مما أدي إلي زيادة الفجوة والخلافات بين الأجيال ، إن الشباب الحضري أكثر تأثرًا من الشباب الريفي ؛ ذلك لأنهم بطبيعة الحال يعيشون في مجتمع متفتح ويجذبهم إلي تقليد كل ما هو جديد ، وذلك لا يعني عدم تأثر الشباب في المجتمع الريفي ، ولكنهم تأثروا فحاولوا الخروج من الروتين ، والتخلص من القيود وتجربة كل جديد . وقد توصلت الدراسة إلي أن ما تعرضه وسائل التكنولوجيا أدي إلي اكتساب الشباب أنماطاً وعادات جديدة في المأكل والملبس ؛ مما جعلهم أكثر انجذابا إلي كل تغيرحادث في المجتمع ، فأصبح الشباب يسيرون الموضة ، ويقلدون كل ما يرونه ؛ سواء مخالفاً أو مقيداً لمبادئ وقيم المجتمع ، مما يؤدي إلي انهيار وهدم كل ما تربي عليه الشباب من عادات وقيم وتقاليد . وكشفت الدراسة أن وسائل التكنولوجيا أثرت بشكل فعال علي الشباب ، سواء في الريف أو الحضر؛ مما أدي إلي انهيار البناء الفكري ، والثقافي ، والأخلاقي الذي قامت الأسرةببنائه من قبل. وقد أوصت الدراسة بضرورة توعية الشباب بأهمية وسائل التكنولوجيا في حياتنا ، وبالدور الذي تقوم به في تقديم المعلومات والمعرفة والتسلية ، مع إبراز عدد من الآثار السلبية التي تتخللها والتي تضر بالعادات والقيم ، فيجب تبصير الشباب بهذه الآثار لكي لا يتأثرون بها ولا يسايرونها ، وتتم هذه التوعية من خلال مؤسسات التنشئة وهي الأسرة والمدرسة والجامعة وغيره . وقد أوصت إلي تنشئة الشباب وفق برامج تساعده علي تكوين فكر نقدي حر، قادر علي تحديد الإيجابي ، وترك كل ما هو سلبي ، وترجمة الثقافة الدينية إلي اتجاهات وتوجهات قيمية وسلوكية ، وتتم هذه التنشئة في ظل الربط بين متغيرات العصر والثقافة والعادات والتقاليد ، في ظل سياسة الانتقاء وفق القيم الثقافية والدينية للمجتمع . وقد أوصت الدراسة إلي توعية الشباب إناث وذكور بالكيفية التي يجب أن تكون فيها العلاقات الاجتماعية ، بما يتلاءم مع المحددات الدينية وقيم المجتمع وثقافته ، وتوعية الشباب بقيم الادخار، والتعاون ، وبر الوالدين ، ودورهما الإيجابي في الحياة ، والابتعاد عن الاستهلاك غير المنضبط ، والأنانية والفردية واللامبالاة ؛ لأن مجتمعنا المصري ينبذ هذه القيم لنتائجها السلبية وينفي المنتمين إليها . |