Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإبداع الشعري عند الشاعر الليبي ” عَبْد ربِّه الغَنَّايْ”1920 – 1985م:
المؤلف
هويدي،الفازة رمضان محمد.
هيئة الاعداد
باحث / الفازة رمضان محمد هويدي
مشرف / يوسف حسن نوفل
مشرف / مفتاح محمد عبد الجليل
مناقش / مفتاح محمد عبد الجليل
الموضوع
الشعر العربى
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
159ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الغغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 159

from 159

المستخلص

الحمد لله الذي خلق الإنسان علّمه البيان، ثمّ الصلاة والسلام على من أنزل عليه القرآن الكريم بلسان عربيّ مبين، أفصح من نطق بالضاد، وصاحب جوامع الكلم، وعلى آل الطيبين الطاهرين، وصحابته البررة الكرام، ومن اهتدى بهديهم وسلك سبيلهم، واستن بسنتهم إلى يوم الدّين.
وبعد:
فإن الشاعر المعاصر يكتسب مفردات اللغة ودلالاتها من تجارب حياته العلمية والاجتماعية، فتستقر في وعيه لتصبح جزءاً من عقله ونفسه، وقد أدرك الشعراء المعاصرون أن الثَّبات على شكل واحد في نظم الشعر حالة من الجمود تبعث على الرتابة، ولا تنسجم مع واقع القصيدة الحديثة وآفاق تطورها، والشاعر عبد ربه الغناي من الشعراء الليبيين الذين تابعوا حركة الحداثة الشعرية في شكل القصيدة وبنيتها، وطوّروا في أدواتهم الفنية، فهو شاعر دائم التجريب، ومشغول بألق الإبداع الشعري، ترجم إبداعه الشعري، بأسلوب ثوري قوي، وكانت ثورته هذه ناجمة عن أسباب اجتماعية من ناحية، أهمها تغير الحياة العامة، وانتقالها إلى طور حضاري جديد، ثم غلبة النزعة.
وقد تتبعتُ في هذه الدراسة بعض المعالم الجمالية في شعر عبد ربه الغناي، من صور شعرية وتركيبية، اعتنت بالدراسات النقدية الحديثة، فالشعر ببنيته التركيبية نسق تركيبي وتصويري منظم، والصورة ببنيتها الشعرية نسق مخيل لذلك الشعر والصورة يتداخلان عضويا في نسيج القصيدة.
وهكذا نرى أن معالم الجمالية في الشعر كثيرة، تشمل الصورة الشعرية، وبلاغة التركيب، فهي نتاج نظمي تخيلي وواقعي، تأسيساً على هذا يسعى المبدع لأن يكون من خلالها شاعرا بارعا همه التصوير بلغة الشعر. والتخيل الشعري عملية ذهنية عصية تتداخل في إنجازها عوامل كثيرة مادية ونفسية واجتماعية، لا يقدر على إنجازها إلا شاعر ملهم، تتوافر له أسباب الإبداع ممثلة بمخيلة واسعة، وذائقة نفسية تترصد بها، وزاد شعري مكتسب، تتضافر في أبعادها عناصر اللغة والحس والرغبة في تأكيد الذات لإبراز نصها الشعري.
ومن ثم جاءت هذه الدراسة لتتناول معالم الإبداع في شعر الشاعر عبد ربه الغناي، لأنه أحد الشعراء الليبيين المميزين، وأقدر بصعوبة الإحاطة بقصائده جميعها فضلا عن دواوينه كلها.
أسباب اختيار الموضوع :
ولقد دفعتـني إلى اختيار هذا الموضوع أسباب ودوافع كثيرة، منها:
1- رغبتي في الوقوف على الشعر الليبي المعاصر، بصفة عامة، لكون تخصصي في الأدب العربي، واللغة العربية.
2- كون البحث في الأدب العربي المعاصر يسهم في دراسة الأدب الليبي بخاصة، والأدب العربي بعامّة، وقلة الدراسات الأكاديمية ـ على حد علم الباحث ـ عن الأدب الليبي وشعرائه.
3- أنه من بين أهمّ الموضوعات والقضايا النقدية والأدبية في الأدب العربي.
4- كونه يسهم في تنمية ذوقي ومستواي اللغوي والأدبي والنقدي.
5- الشعور بالحاجة إلى إثبات براعة الشعر العربي الليبي من خلال دراسات نقدية جمالية وإن كانت متواضعة.
6- إظهار الشعراء الليبيين لكي يعرفهم غيرهم من خلال حياتهم وأعمالهم؛ فمعظم الشعراء الليبيين مجهولون في العالم، في الوقت الذي تضم فيه ليبيا عدداً كبيراً من الشعراء.
الدراسات السابقة:
لإعطاء تصور عن الدراسات السابقة، ومن خلال مسحي للمكتبات الليبية في مدينة الزاوية وطرابلس فإنني لم أعثر على دراسة وافية عن عبد ربه الغناي، وإن وجدت فلم أحظ بها؛ بسبب أوضاع الدولة في هذه الفترة الحرجة، وصعوبة التنقل بين المدن، وسمعت أن هناك بعض الدراسات في جامعة بنغازي، لكن لم أحظ بها، لصعوبة الأوضاع هناك، لكنني عثرت على بعض المقالات القصيرة على الإنترنت عن حياته، وعن بعض أعماله، وجهوده الشعرية والنقدية.
أسئلة البحث :
فقد استوقفتـني تساؤلات عدّة عند دراسة شعر هذا الشاعر النابغ، منها:
1- من هو الشاعر عبد ربه الغناي ؟ وما هي دواوينه ؟ وما هو أسلوبه الشعري في مختلف قصائده ؟.
2- ما اللغة الشعرية للشاعر عبد ربه ؟ وما هي البنية الفنية لشعره ؟ وما البنية المعمارية والإيقاعية التي وظفها الشاعر في شعره ؟ وما أهم الموضوعات التي تناولها الشاعر في شعره ؟.
3- ما قيمة أبياته وقصائده في خدمة قضايا الشعب الليبي بخاصة، والشعب العربي بعامة.
أهمية البحث:
تأتي أهميّة هذا البحث من أنه يسهم في:
1 ـ بيان وجه من وجوه الشخصيات الشعرية الليبية.
2 ـ إنه يبحث عن الجوانب التركيبية والفنية والإيقاعية لنصوص شعرية عالية الجودة، وبذلك يكتسب أهمية في توضيح القصائد بشكل واضح.
3 ـ إنه يبرز جانباً من نضج الشعر الليبي المعاصر من خلال شعر شاعر نابغ.
4 ـ إنه يبحث في الشعر العربي المعاصر.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى إجراء:
1 ـ بحث نظري تطبيقي في شعر عبد ربه الغناي.
2 ـ اكتشاف الأوجه الجمالية والفنية لشعر الشاعر عبد ربه الغناي.
3 ـ خدمة الوطن من خلال الاهتمام والكتابة عن أحد شعرائه.
4 ـ خدمة الأدب الليبي المهمش.
منهج الدراسة:
وظفتُ في هذا البحث المنهج المتكامل، فاستعملت المنهج التاريخي في دراسة شخصية الشاعر عبد ربه الغناي، والتحليلي الوصفي والتطبيقي في دراسة شعره، والمنهج النقدي في الجانب التطبيقي عند تناول الأبيات وتحليلها.
هيكل البحث:
قسم هذا البحث بعد المقدمة والتمهيد وقبل الخاتمة إلى فصلين؛ أما المقدّمة فقد بيّنتُ فيها أسباب اختيار الموضوع، والدّراسات السّابقة، وأسئلة البحث، وأهميته، وأهدافه، والمنهج الذي اتبعته في دراسة الموضوع، والخطة التي سرتُ عليها لإنجازه.
وأما التمهيد فتناولت فيه نبذة عن حياة الشاعر عبد ربه، واللغة الشعرية في الإبداع الشعري عنده.
وجاء الفصل الأوّل بعنوان ”بنية القصيدة العمودية عند عبد ربّه الغنايّ”، ويضم ثلاثة مباحث:
- تناولت في المبحث الأول اللُّغة الشِّعريَّة في شعر عبد ربه الغناي.
- وفي المبحث الثاني ”الصورة الفنّيّة في شعر عبد ربه الغناي”.
- وفي المبحث الثالث ”معماريَّة القصيدة في شعر عبد ربه الغناي”.
وأما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان ”معالم الإبداع في شعر عبد ربه الغناي”، ويضم ثلاثة مباحث:
- تناولت في المبحث الأول ”استدعاء التراث في شعر الشاعر عبد ربه الغناي”.
- بينما تناول المبحث الثاني ”بلاغة التركيب في شعر عبد ربه”.
- واستعرض المبحث الثالث ”البنية الإيقاعية في شعر الشاعر عبد ربه الغناي”.
أمّا الخاتمة فقد اشتملت على أهمّ النتائج التي توصّل إليها البحث.
وإنني إذ أقدم هذا العمل المتواضع أرجو الله - عزّ وجلّ - أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به المهتمين بالأدب العربي عامة، والشعر العربي خاصة، ويسد به فراغاً في المكتبة العربية الليبية كغيره من المجهودات المبذولة في سبيل الإسهام في خدمة الشعر العربي القديم والمعاصر، وأن يعم نفعه جميع طلاب الليبيين والعرب، وبخاصة المتخصصون منهم في الشعر العربي ونقده.
هذا، وإن كنتُ مصيبة فيما كتبته فذلك من فضل الله تعالى عليَّ، وإن كان غير ذلك فحسبي أنّي حاولتُ وبذلتُ قصارى جهدي، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين