![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يواجه إنسان العصر فى هذه الآونة صراعًا فى الأهداف والغايات، صراعًا يجعله يشعر بضآلته فى هذا الكون الفسيح، كما يشعر بأهمية دوره فى الكون والحياة. هذا ما يدفعه إلى البحث الدائم نحو بلوغ الكمال كي يتهيأ له السلام مع النفس والعالم جميعًا. ولعل القيم الإنسانية هي التى تخفف وطأة هذا الصراع، حيث إنها تبدد ما يُحيط بالانسان من ظلام. فالسؤال عما ينبغي أن يتخذه الإنسان من موقف إزاء هذا العالم المضطرب بالأحداث والثورات، هو سؤالُُ ينتمي إلى مجال القيم. فقبل كل موقف نختاره، أو قرار نتخذه نسأل أنفسنا: ما قيمة ما نعرف ؟ وما قيمة ما نفعل ؟ وما قيمة ما سنحققه؟. بناءً علي ما سبق ؛ تتناول هذه الدراسة موضوعًا معاصرًا، وفيلسوفًا أكثر معاصرةً وهو ” ستيفن كوبرن بيبر ( 1891م ـ 1972 م ) Pepper, Stephen C. ”، الذي يُعد واحدًا من أبرز الفلاسفة غير التقليديين فى الولايات المتحدة الأمريكية. كما تحاول هذه الدراسة الكشف عن فلسفة ” ستيفن كوبرن بيبر ” بصفة عامة ، ولاسيما فلسفته في القيم بصفة خاصة, بما فيها من إشكاليات متنوعة ومختلفة، وذلك من أجل إبراز الملامح والأفكار الهامة التي تؤثر بشكل كبير فى المجتمع الأمريكي المعاصر. وقد تم تقسيم البحث إلي خمسة فصول تسبقها مقدمة البحث ،ومدخل لعرض كيفية انتقال فلسفة القيم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتنتهي الفصول بخاتمة اشتملت علي أهم النتائج التي توصلنا إليها، فضلاً عن ثبت بأهم المصطلحات والأعلام الواردة في البحث، ثم قائمة بالمصادر والمراجع. وقد انتهج الباحث خلال فصول الدراسة منهجًا تحليليًا نقديًا اقتضته طبيعة البحث لبسط وتحليل القضايا وتقديم تفسير لها. بالإضافة إلي المنهج النقدي الذي اعتمد عليه الباحث من أجل نقد بعض آراء ” بيبر”، فضلاً عن المنهج المقارن الذي يظهر أحيانا من خلال مقارنة بعض أفكاره مع بعض من معاصريه مثل ” رالف بارتون بيري”. أما عن أبرز تساؤلات الدراسة فكانت كالتالي : 1.ما الأسباب التي جعلت من ” بيبر ” فيلسوفًا غير تقليدي ؟. 2.ما الدور الرئيس ” للنسق الانتقائي ” و ” الفاعلية الهادفة ” فى النظرية العامة للقيمة عند ”بيبر” ؟ . وما الإشكاليات التى يمكن أن تترتب علي هذه الأسس ؟. 3.ما المقصود بالأنساق الانتقائية الأخري؟ ، وما أنواعها؟، وما دورها فى منظومة القيم عند ” بيبر ”؟، وما علاقتها بالقيم الأخلاقية؟. 4.كيف استطاع ” بيبر ” تطبيق أنساقه الانتقائية الأخري على نظرية التكيف الاجتماعي والأخلاق؟. |