الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الإنسان محور الأديان التي نزلت على هذه الأرض والفلسفات التي ظهرت عليها, وهو - بلا شك - محور التنظيم القانوني؛ لذلك فقد شغل موضوع الحريات المتعلقة بالأفراد مكانًا مهمًا في الفكر القانوني في مختلف النظم السياسية التي اتخذت لها مذاهب وفلسفات متباينة. ولاشك أن الحريات عمومًا تمثل قيمة اجتماعية عالية بالنسبة للإنسان, فهي ترتبط به وجودًا وعدمًا, إذ تعد الانعكاس الحقيقي والطبيعي لإنسانيته, ويمكن إلتماس هذا الارتباط الوثيق من خلال صراع الإنسان ونضاله في سبيل صيانة حرياته وضمانها، فجميع الثورات والانتفاضات التي أشعلتها الشعوب ضد الحكام المستبدين كانت مؤسسة على باعث يكاد يكون واحدًا, وهو انتزاع الحقوق وتأكيد الحريات، فكانت ثمرة هذا الصراع أن تعمد الحكومات على مختلف أنظمتها السياسية إلى تكريس هذه الحقوق والحريات في دساتيرها وقوانينها؛ لضمان ممارستها والتمتع بها, وبقدر تمتع الأفراد بها يمكن للفرد تحقيق ذاته وطموحاته وتفجير طاقاته سواء أكانت هذه الحقوق هي الحريات الشخصية أم السياسية أم الاجتماعية أم الاقتصادية. |