Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التداخل بين الرواية والتاريخ في روايات ”صنع الله إبراهيم” /
المؤلف
عبد المحسن, ابتهال نظير نظير.
هيئة الاعداد
باحث / ابتهال نظير نظير عبد المحسن
مشرف / عبدالعاطى كيوان
مشرف / احمد عبدالمقصود
مناقش / مصطفى الضبع
مناقش / ايهاب المقرانى
الموضوع
الادب العربي - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
202 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
الناشر
تاريخ الإجازة
25/7/2016
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - قسم اللغة العربية وآدابها.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 201

from 201

المستخلص

طرح هذا البحث إشكالية التداخل بين الرواية والتاريخ، من خلال روايات الروائي المصري ”صنع الله إبراهيم”، وبمحاولة كشف طبيعة وحدود العلاقة بين الفني والمرجعي، ظهرت هذه العلاقة في حالة من التذبذب بين اللحظة التي يتحول فيها الفني إلى مرجعي لتصبح الرواية في هذه اللحظة تاريخا نابضا بالحياة، واللحظة التي يتحول فيها المرجعي إلى فني يخضع لمتطلبات السرد، تلك اللحظة التي تلاشت فيها الفواصل بين سردية التاريخ وتاريخية الرواية، وانطلاقا من هذا المنظور، فقد خلص البحث إلى الملاحظات الآتية:
1- تعد روايات ”صنع الله إبراهيم” - من منظور العلاقة بينها وبين التاريخ- تأريخا للوضع المصري، اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، فقد عبرت تلك الروايات عن واقع الإنسان وأسئلته الوجودية، وكشفت عن علاقات متعددة بين الفرد والقضايا العامة، من خلال الشخصية الروائية التي عايشت أهم وأشد القضايا والأحداث المعاصرة، تعقيدا ومعاناة، مما طبّع هذه القضايا بسمة الفردية، وكأنها قضية كل إنسان يتفاعل معها، فتقربت هذه الروايات من خصوصية الإنسان بوصفه صانع التاريخ.
2- لقد أسهم البناء الزمني في الخطاب الروائي للكاتب، في جعل الرواية فنا تاريخيا، يستند إلى أحداث حقيقية (زمانية ومكانية)، ليجسدها كحقائق تاريخية، وفي الوقت نفسه تنأى بنفسها عن هذه الحقائق، لكونها في الأساس بنية فنية متخيلة، أساسها الرمز والمفارقة وتعدد الدلالات، لتصبح الرواية من هذا المنطلق نصا تسجيليا لأحداث التاريخ الواقعي، مدعما بإطار أدبي تخيلي، تقدم التاريخ بصورة فنية عبر مجموعة من الرموز والدلالات التي ينتج عنها العديد من التأويلات، وقد جعل هذا من ”صنع الله إبراهيم” مؤرخا حقيقيا لوقائع اجتماعية وسياسية وتاريخية حقيقية، ويسلط الضوء على تلك الوقائع التي تنتمي للمهمشين والمقموعين، الذين يعانون في صمت، ويعيشون في اغتراب، وفي حالة من البحث الدائم عن معنى للوجود، وبهذا تغدو كل روايات صنع الله إبراهيم، تاريخية، تطرح قضايا الحاضر والماضي، مركزة على بشر مغيبين هم صانعو التاريخ الحقيقي.
3- لم يكن هدف الروائي حين استمد من معطيات التاريخ، إعادة تأويل التاريخ فقط، وإنما رغبته في فهم قضايا الواقع المعاصر، فالواقع المتأزم جعل العودة إلى التاريخ واستحضار نماذجه أمرا ملحا لاستيعاب الحاضر وفضحه، فكما ظهر في بعض الروايات من استحضارها التاريخ القديم بما يشكل تصورات تسهم في تأسيس الواقع الراهن، فعالجت الرواية قضايا الحاضر بإسقاطها على قضايا الماضي، التي ربما تساعد في فهم وتفسير الأزمة الراهنة، والإجابة على سؤال الحاضر: لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟
4- تتأسس روايات ”صنع الله إبراهيم” على إعادة هيكلة البناء الروائي بحيث يغدو التاريخ إطارا للحركة السردية، فحكت الرواية عن التاريخ بطريقة تقوم على كشف المسكوت عنه، والخاص والمهمش، في محاولة تأويلية للحاضر بالقياس على الماضي.
5- تعاملت الروايات مع التاريخ انطلاقا من مفهومين: النص المدون لأحداث تاريخية مضت، وبذلك استمدت من التراث التاريخي القديم، والثاني: التاريخ المعيش، وبذلك استندت إلى التاريخ الحديث والمعاصر، وفي الحالتين أعادت قراءة التاريخ الموروث والمعيش في إطار تخييلي.
6- يمكن قراءة الواقع المصري والعربي من خلال الأعمال الروائية لـ ”صنع الله”، عبر الفترات التاريخية التي ركز عليها السرد، فهيمنت على الروايات أبعاد سياسية وإيديولوجية على حساب الأبعاد الفنية والجمالية، فجاءت المادة التاريخية في كثير من الروايات دون استغلال جمالي داخل الإطار السردي، بما يعكس الوضع الفكري للفرد العربي والمصري بوجه خاص، الذي يعاني من التشتت وعدم القدرة على تمثيل ذاته وهويته.
7- تمكن الكاتب من خلال مسيرته الروائية تقديم نماذج واقعية لأحوال المجتمع السياسية والفكرية والاجتماعية والحضارية، التزمت الروايات بهذا الواقع محاولة احتواء الأزمة، طارحة رؤية تاريخية طامحة وحالمة بالتغيير للأفضل.
8- تميزت الروايات بالتعددية في أشكال الوعي، فظهر تعدد الأصوات على نطاق واسع بشكل يصعب معه إسناد أي إيديولوجية للرواية في النهاية، فحيث عرض الكاتب شتى الأفكار المتعارضة والمتصارعة بشكل متكافئ داخل البناء السردي، دون ضغط فكري على القارئ، واعتمدت رواياته بشكل أساسي على المنظور الإيديولوجي، فبدت الإيديولوجيات مكونا أساسيا ضمن المحتوى السردي، ويتميز الكاتب بأنه يخضع كل الإيديولوجيات للمسائلة والنقد، حتى تلك التي يتبناها، كاشفا عن أوجه الكمال والنقص فيها، فيتخطاها جميعا، ليظهر في النهاية تصوره الشمولي الذي تعدى كل هذه الأفكار.
9- على مستوى الرؤية السردية، فقد جاءت الرؤية ناقدة للمجتمع وللتاريخ، للأنا وللآخر، عبر عن ذلك بشكل تقريري حينا، وبشكل ساخر حينا آخر، وتجسدت الرؤية من خلال شخصية السارد، التي تعد انعكاسا لشخصية المؤلف، وبقدر ما كانت الرؤية قاتمة، بقدر ما أعطت أملا في التغيير والمستقبل.