الفهرس 
مدخل إلى الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 325 |  |  |
| | | from | 325 | | |
المستخلص
مقدمة
لما كان الاتجاه السائد حالياً في تربية وتعليم الأطفال ذوي اضطراب التوحد هو العمل على دمجهم داخل الحياة التعليمية والاجتماعية مع أقرانهم العاديين، لذا كان من الضروري العمل على إكسابهم بعض المهارات التكيفية والأكاديمية التي تعمل من جانب على إتاحة وسائل بديلة للتواصل لهم، ومن جانب آخر كونها تعد مهارات وظيفية يتعاملون بها مع أفراد المجتمع من حولهم.
وعلي الرغم من اهتمام المعلمين بتنمية مهارات التواصل، والتفاعل الاجتماعي، والسلوك المقبول لدي الأطفال ذوي اضطراب التوحد، والتي تعد بالفعل من أوضح مظاهر الاضطراب التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، إلا أنهم لابد أن يعطوا مزيداً من الاهتمام بتنمية المهارات الأكاديمية (قراءة، كتابة، حساب) للأطفال ذوي اضطراب التوحد في إطار الدمج، حيث نصت معظم القوانين على أهمية الدمج، وضرورة إكساب المعلمين قدر كاف من المعلومات حول اضطراب التوحد، والاستراتيجيات المستخدمة في تعليم هؤلاء الأطفال داخل مدارس الدمج.
مشكلة الدراسة:
يتضح لمن يتابع أساليب الرعاية التربوية لذوي الاحتياجات الخاصة أن النظام العزلي الذي استخدم مع مختلف فئات ذوي الاحتياجات الخاصة منذ القدم لا يزال يستخدم مع الأطفال التوحديين، حيث تتم رعايتهم داخل المؤسسات والمراكز الخاصة؛ وهو نظام يجعل الطفل لا يعلم عن البيئة الطبيعية إلا ما يتم تقديمه من قبل المسؤولين عن رعايته، وقد أوضحت نتائج العديد من الدراسات أهمية أن تتضمن خطة الدمج إعداداً للأطفال العاديين على تقبل الأطفال التوحديين بينهم، حيث تتم إتاحة الفرص للأطفال التوحديين للتفاعل مع أقرانهم العاديين؛ وبالتالي ملاحظة نماذج إيجابية جيدة من حيث اللغة والسلوك لم تكن متوفرة في ظل النظام العزلي الذي يغيب فيه النموذج الاجتماعي الذي يحتذى به، ومن ثم لا يرى الأطفال التوحديون إلا سلوكيات اجتماعية غير مقبولة مما يحد من فرصهم في اكتساب سلوكيات اجتماعية سوية ومرغوبة.
وتعد مشكلة اكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية (قراءة، كتابة، حساب) من أكبر المشكلات التي تعوق دمج الأطفال ذوي اضطراب التوحد داخل مدارس التعليم العام، والتي ينبغي أن يتم تدريب هؤلاء الأطفال عليها بما يسهم في تحسين تكيفهم داخل المجتمع.
ومما سبق يمكن بلورة مشكلة الدراسة الحالية في السؤال التالي: إلى أي مدى يمكن تنمية بعض مهارات السلوك التكيفي والمهارات الأكاديمية لدى لأطفال التوحديين من خلال برنامج تدريبي يتم إعداده وتنفيذه معهم في إطار الدمج بالمدارس العادية؟
هدف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى تنمية بعض المهارات التكيفية والأكاديمية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد في إطار عملية الدمج وذلك من خلال برنامج تدريبي يتم إعداده خصيصاً لهذا الغرض.
أهمية الدراسة:
يمكن إيجاز أهمية الدراسة الحالية على المستويين النظري والتطبيقي على النحو التالي:
أ- الأهمية النظرية:
1. موضوع الدراسة، واهتمامها بدمج الأطفال ذوي اضطراب التوحد في المدارس العادية، وهو من الموضوعات الحديثة التي يتزايد الاهتمام بها؛ وذلك لأهمية وضرورة دمج هؤلاء الأطفال في التعليم والمجتمع.
2. ندرة الدراسات العربية التي أجريت في مجال الدمج، وخاصة بالنسبة للأطفال ذوي اضطراب التوحد.
3. الإسهام في زيادة كم المعلومات والحقائق عن بعض المهارات التكيفية والأكاديمية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
4. التعرف على أهم المتطلبات التي يجب مراعاتها وتوفيرها لضمان نجاح عملية الدمج.
5. إلقاء الضوء على أهمية الدمج وتأثيراته الإيجابية على جوانب النمو المختلفة لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
6. إبراز أهمية ودور الأمهات والمعلمين في دمج الأطفال ذوي اضطراب التوحد داخل المدارس العادية.
ب- الأهمية التطبيقية:
1. تقييم المهارات الأكاديمية الأساسية (قراءة، كتابة، حساب) للأطفال ذوي اضطراب التوحد من خلال مقياس معد خصيصاً لذلك.
2. تمكين المعلمين من القيام بدورهم بفاعلية في دمج الأطفال ذوي اضطراب التوحد، وتنمية مهارات السلوك التكيفي والمهارات الأكاديمية لدى هؤلاء الأطفال.
3. توضيح كيفية مشاركة الأمهات في تنفيذ البرامج التربوية المقدمة لأطفالهن ذوي اضطراب التوحد، وما قد يترتب على ذلك من تأثيرات إيجابية في نجاح عملية الدمج، وتعميم هذا الأثر الإيجابي.
4. تقديم نموذج تطبيقي عملي لكيفية تنظيم وتهيئة بيئة غرفة الدراسة العادية، وغرفة المصادر لاستقبال الأطفال ذوي اضطراب التوحد.
5. توفير برنامج يتم إعداده على أساس علمي دقيق يتضمن استخدام مجموعة من الفنيات، والاستراتيجيات، والأنشطة المختلفة التي تساعد في تحسين المهارات الأكاديمية والتكيفية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد في إطار الدمج.
فروض الدراسة:
في ضوء هدف الدراسة ومتغيراتها تم صياغة فروض هذه الدراسة على النحو التالي:
1- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج وبعده على مقياس تقييم المهارات الأكاديمية الأساسية لدى الأطفال لصالح القياس البعدي.
2- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج وبعده على مقياس السلوك التكيفي للأطفال لصالح القياس البعدي.
3- لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي (بعد مرور شهر) على مقياس تقييم المهارات الأكاديمية الأساسية لدى الأطفال.
4- لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي (بعد مرور شهر) على مقياس السلوك التكيفي للأطفال.
منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة الحالية على المنهج (شبه) التجريبي، وهذا المنهج يتطلب التعامل مع متغيرين أساسيين أحدهما مستقل والآخر تابع؛ حيث يُعد البرنامج التدريبي المستخدم بمثابة المتغير المستقل، وتُعد المهارات التكيفية والأكاديمية بمثابة متغيرين تابعين.
عينة الدراسة:
تتكون العينة النهائية للدراسة الحالية من مجموعة واحدة قوامها (6) أطفال من ذوي اضطراب التوحد (مرتفعي الأداء)،ممن تراوحت أعمارهم ما بين (6-9) سنوات، بالإضافة إلى أمهاتهم ومعلماتهم (معلمات التربية الخاصة، معلمات التعليم العام).
د- أدوات الدراسة:
تم استخدام مجموعة من الأدوات لتحقيق هدف الدراسة وهي على النحو التالي:
1- مقياس تشخيص اضطراب التوحد للأطفال (إعداد/ عبد العزيز الشخص، 2013).
2- اختبار المصفوفات المتتابعة المطور لرافن J. C. Raven (تقنين/ أمينة كاظم وآخرون، 2005).
3- مقياس السلوك التكيفي للأطفال (إعداد/ عبد العزيز الشخص، 2014).
4- مقياس المستوى الاجتماعي- الاقتصادي للأسرة (إعداد/ عبد العزيز الشخص، 2013).
5- مقياس المهارات الأكاديمية الأساسية لدى الأطفال (إعداد/ عبد الرحمن سيد سليمان، والسيد يس، والشيماء الوكيل، 2015).
6- استمارة التشخيص الفارق لاضطراب طيف التوحد (إعداد/ عبد العزيز الشخص، ومحمود الطنطاوي، تحت الطبع).
7- البرنامج التدريبي (إعداد/ الباحثة).
الأساليب الإحصائية:
اعتمدت الباحثة في الدراسة الحالية على بعض الأساليب الإحصائية الملائمة لمتغيرات الدراسة، وذلك من خلال استخدام الرزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية Statistical Package for the Social Sciences (SPSS)، واستخدمت من خلالها الآتي:
- اختبار ويلكوكسون Wilcoxon Test لمجموعتين مرتبطتين للكشف عن الفروق بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي، ومتوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي.
- معامل ارتباط بيرسون لحساب صدق الاتساق الداخلي للمقياس.
- معامل تصحيح سبيرمان براون لحساب ثبات المقياس بالتجزئة النصفية.
- معامل ألفا كرونباخ لحساب ثبات المقياس.
- الإرباعيات.
- المتوسط الحسابي.
- الانحراف المعياري.
نتائج الدراسة:
أسفرت نتائج الدراسة عن تحقق جميع فروضها، مما يدل على فاعلية البرنامج التدريبي المستخدم في تنمية بعض المهارات التكيفية والأكاديمية لدى الأطفال التوحديين في إطار الدمج.