Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
عَــرقة عصـر الحـروب الصليبيـة
(491- 688هـ/ 1099- 1289م) /
المؤلف
النمر، آيـة محمـد علـي حسـين.
هيئة الاعداد
باحث / آيـة محمـد علـي حسـين النمر
مشرف / عفاف سيد صبره
مشرف / نادية مرسي السيد صالح
مشرف / نجلاء مصطفى عبد الله شيحه
مشرف / عادل عبد الحافظ حمزة
الموضوع
الحروب الصليبية فى فلسطين والشام. لبنان - تاريخ - العصر الإسلامى.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
314 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
23/6/2016
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

فمن المعروف أن الصليبيين أثناء الحملة الصليبية الأولى، وبعدها بسنوات معدودة، تمكنوا من إقامة مملكتهم في بيت المقدس وإماراتهم الثلاث: الرها في أعالي الفرات، أنطاكية في شمال بلاد الشام، وأخيراً طرابلس على الساحل الشامي، وكان ذلك بمثابة صدمة كبيرة للقوة الإسلامية، وتحدي لمشاعر المسلمين في مختلف بقاع العالم الإسلامي، ومنذ ذلك الوقت بدأ الاحتكاك بهم فظهرت فكرة الجهاد في أرجاء العالم الإسلامي ضدهم.
ومن ثم فقد أدت تلك الإمارات الصليبية دوراً محورياً في تاريخ الحروب الصليبية، وخاصة إمارة طرابلس، نظراً لكونها أطول الإمارات الصليبية عمراً باعتبارها آخرهن سقوطاً في أيدي المسلمين، وكذلك لكونها من أبرز مراكز الثقل الصليبي في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي.
وضم هذا الكيان عدداً من المدن التي كانت تتبع تلك الإمارة، والكثير منها لم تنل الحظ الكافي من الدراسة، فكان اهتمام المؤرخين بالمدن الرئيسية، لوفرة المادة العلمية عنها، وعلى العكس من ذلك المدن الصغيرة لم تنل حظها لأن مادتها العلمية شحيحة، وما وجد عنها متناثر في المصادر والمراجع، وقد تخيرت من بين تلك المدن مدينة عرقة رأس قائمة المثلث الدفاعي لمدينة طرابلس، والتي لعبت دوراً كبيراً على مر العصور لتكون موضوع البحث الذي أتقدم به للحصول على درجة الماجستير في تاريخ العصور الوسطى تحت عنوان عرقة في عصر الحروب الصليبية (491-688هـ/ 1099- 1289م).
وكذلك هناك دافع آخر شجع الباحثة على الخوض في دراسة هذا الموضوع، ويتمثل في خلو المكتبة العربية من دراسة مستقلة بذاتها تتناول مدينة عرقة في عصر الحروب الصليبية خلال القرنين السادس والسابع الهجريين/ الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين إذ أن معظم الدراسات ركزت على تاريخ مدينة طرابلس الشام بوجه عام، ومن أبرزها ما قدمه أ.د/ السيد عبدالعزيز سالم، عن تاريخ طرابلس الشام في التاريخ الإسلامي بداية من الفتح الإسلامي لها حتى الفتح العثماني، وكذلك ما أسهم به أ.د/ عمر عبدالسلام تدمري تحت عنوان: ”تاريخ طرابلس السياسي والحضاري” بشكل عام، كما أن أكثر الباحثين العرب ركزوا على دراسة تاريخ طرابلس، بينما اقتصر مؤلف أ.د/ جوزيف عبدالله، على دراسة التاريخ العكاري للمنطقة الشمالية السورية، والتوسع في تاريخ تلك المنطقة على حساب تقلص مركز ومكانة عرقة.
أما عن أهم المشكلات والمصاعب التي واجهت الدراسة فتتمثل في ندرة المادة العلمية التي قدمتها المصادر على الرغم من كثرتها، إلا أن معظمها معلومات مكررة، اختصت بإبراز الأخبار السياسية والعسكرية لعرقة، في حين ندر الاهتمام بالجوانب الحضارية، وطبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها المدينة.
وكذلك فقد كان لارتباط عرقة بطرابلس على مر العصور، أثره في المشكلات التي واجهت تلك الدراسة حيث تمثلت الصعوبة الشديدة في استخلاص المعلومات التي تخص عرقة، وفصل تاريخها عن تاريخ طرابلس.
أما الحدود المكانية لموضوع الدراسة فكما هو واضح من عنوانه فإنه يشمل عرقة وملحقاتها، فنظراً لموقعها المتاخم للقوة الإسلامية، وغير الإسلامية فإن هذا الوضع قد أدى إلى سلسلة متصلة من الحلقات السلمية والحربية بين الطرفين.
وعن الحدود الزمانية فقد شغل موضوع الدراسة تاريخ عرقة منذ قدوم الحملة الصليبية الأولى من سنة (491هـ/ 1099م) حتى استردادها على يد المنصور قلاوون (688هـ/ 1289م).
وقد تم تقسيم البحث إلى خمسة فصول تسبقها مقدمة ودراسة لأهم مصادر البحث، والمدخل الذي يعرض الإطار الجغرافي لعرقة وموقعها ونشأتها وتطورها منذ أقدم العصور، وتعقبها الخاتمة والملاحق والخرائط، وقائمة المصادر والمراجع.
جاء الفصل الأول تحت عنوان (حصار الصليبيين لعرقة 491هـ/ 1099م)، ويبدأ بنظرة سريعة لأوضاع العالمين الإسلامي والغربي قبيل مجيء الحملة الصليبية الأولى، ودعوة البابا أوربان الثاني للحملة الصليبية الأولى، وتقدم الحملة الصليبية الأولى نحو الشرق الإسلامي، وتناول خط سير الحملة حتى الوصول إلى عرقة، وحصار ريموند الصنجيلي لها، المناوشات التي دارت بين المعسكرين الصليبي والإسلامي أثناء الحصار، والخلاف بين الزعماء الصليبيين بسبب طول فترة الحصار، وفشل الحصار الصليبي لعرقة وأسبابه، ومساعدة الموارنة للوجود الصليبي في بلاد الشام عامة وعرقة خاصة، والمفاوضات التي دارت بين فخر الملك أمير طرابلس والصليبيين أثناء حصار عرقة.
أما الفصل الثاني فكان عن (سقوط عرقة في أيدي الصليبيين 502هـ/ 1108م) وبدأ بحصار وليم جوردان لعرقة، واستنجاد فخر الملك بالقوة الإسلامية المجاورة لنجدة أراضيه، وسقوط عرقة في أيدي الصليبيين، النزاع بين وليم جوردان وبرتراند بن ريموند الصنجيلي حول عرقة، وما أعقب ذلك من نتائج، وأثر سقوط عرقة على طرابلس ونتائجه، وكانت خاتمة الفصل وضع عرقة بالنسبة لكونتية طرابلس.
أما الفصل الثالث فكان عن (محاولات المسلمين استرداد عرقة 532- 688هـ/ 1136-1289م) بدأ بمحاولات الزنكيين استرداد عرقة، ثم دور الأيوبيين (الناصر صلاح الدين وخلفاؤه في استرداد عرقة)، والمفاوضات بين السلطان الظاهر بيبرس وبوهيمند السادس أمير طرابلس (669هـ/ 1271م) وكانت خاتمة الفصل نجاح المنصور قلاوون في استرداد عرقة من أيدي الصليبيين (688هـ/ 1289م).
أما الفصل الأخير فكان بعنوان: ”الأوضاع الحضارية في عرقة”؛ فتناول النشاط الاقتصادي لعرقة بدءًا من مصادر المياه والأنهار في عرقة، والنشاط الزراعي والرعوي، وكذلك النشاط الصناعي، مروراً بحرفة الصيد، وانتهاءً بالنشاط التجاري، سواء كانت تلك التجارة داخلية أو خارجية، وتناول أيضاً الأوضاع الاجتماعية والبناء الاجتماعي وعناصر السكان المختلفة، وتوضيح الخلاف المذهبي والتباين الاجتماعي في المجتمع الصليبي داخل عرقة، وأيضاً دور العلماء والشعراء والوضع الثقافي في عرقة، وكانت خاتمة الفصل شرح مفصل للرسم الهندسي والمعماري لعرقة.