الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص للأندلس في نفوسنا مكانة كبیرة ، ومنزلة سامیة ، ومردُّ ذلك إلى الحضارة العظیمة التي یطالعها المسلمون بالاعت ا زز والإكبار تلك التي شیدها جدودهم المسلمون في تلك البلاد البعیدة مدة ثمانیة قرون من عمر الزمن. فأیة جانحة لا تخفق بحب هذا الجزء الغالي من تاریخنا ، وأي قلب لا ینبض بقوة حین یستروح نسمات المسلمین الأوائل في تلك البقاع الأوربیة ، وأیة نفس لا یعتصرها الحزن ، على هذا المجد الضائع والفردوس المفقود. ویطلق المؤرخون والجغ ا رفیون العرب كلمة ” الأندلس ” على شبه جزیرة أیبیریا المكونة من إسبانیا والبرتغال . ویعد عصر ملوك الطوائف واحداً من أزهى العصور الإسلامیة في المغرب الأقصى حیث أ ا رد كل ملك جعل مملكته الأكثر قوة ‘ والأبهى رفاهیة لتكون درة البلاد جمالاً وسح ا رً ‘ فعم الترف أنحاء البلاد ‘ وانتشرت الحضارة بكل جوانبها في ثنایا تلك البقعة النائیة عن مركز الخلافة الإسلامیة في الشرق آنذاك بل ا زدت رغبة بعض الملوك فاتخذوا من ممالكهم عواصم لاتقل في زینتها وزخرفتها وروعتها عن مدن المشرق الكبیرة . وتلا هذا العصر عصر الم ا ربطین والموحدین ثم آل أمر الحضارة الإسلامیة في هذه البقعة إلى الضعف فسقطت آخر معاقلها وهى غرناطة في ید النصارى لینتهي بذلك حكم المسلمین لتلك البلاد تاركاً حضارة ‘ وعمارة ‘ وتاریخاً إنسانیاً سیظل شاهد صدق على قوة وعظمة المسلمین في تلك البقاع . ١ ولعل من أجمل مایذكر عن الحضارة الإسلامیة في هذا العصر أنها قد أظلت بنورها حقبة تاریخیه ا رئعة امتزجت فیها دیانات متعددة وأجناس مختلفة من الشرق والغرب كما تغلغلت في حیاة الشعوب الأوروبیة وتركت فیها آثا ا رً عمیقة ما ا زلت معالمها واضحة حتى الیوم . ( ٨٨ - المقدمة أ ) ومما لا شك فیه أن الت ا رث یعتبر مصد ا رً هاماً من مصادر الإلهام في الفنون المختلفة لما یعكس من إبداعات تطرح معها ثقافة وقیم شعب له تاریخه مما یضیف على الأعمال الفنیة قیمة جمالیة مرتبطة بالأصالة. |