الفهرس 
المقدمة
القسم الأول : كتاب الطلاقيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 32 |  |  |
| | | from | 32 | | |
المستخلص
فقد كان من نعم الله- عز وجل- أن وفقني إلى تحقيق كتَابِ ” تَنْبيه الطالبِ لفَهْم ألفاظِ جَامع الأُمَّهاتِ لابنِ الْحَاجِب-كتاب النِّكَاح” -بحث قدم لنيل الإجازة العالية (الماجستير) - لمؤلفه أبي عبدِ الله محمدِ بنِ عبدِ السلامِ الهواريّ المتوفى عام 749ﻫ.
والناظر في سيرة هذا العَلَم من خلال من ترجم له، وما نقل عن معاصريه، يخلص إلى أن ابن عبد السلام -رحمه الله تعالى -كان إماما، عالما، صحيحَ النظر، قويَ الحجة، رفيع القدر مهابا، وما تَقلُّدُه لقضاء الأنكحة ، وبعده لمنصب قاضي الجماعة بتونس عام733ﻫ إلى أن توفي -رحمه الله تعالى- إلاّ دليلٌ على علو شأنه، وعدله ونزاهته.
ويشهد لهذا أيضا ثناءُ أهل العلم على مؤلَّفه ”تنبيه الطالب” الذي يعتبر من أهم شروح مختصر ابن الحاجب الفقهي على طريقة المدرسة المالكية جمعا وشرحا، واستدلالا وترجيحا، واعتمادُ كثير من الفقهاء عليه في النقل والتأليف على نحو ما نراه في كتاب التوضيح للشيخ خليل بن إسحاق الجندي، وكشف النقاب الحاجب لابن فرحون، و التاج والإكليل لأبي عبد الله محمد بن يوسف المواق، ومواهب الجليل لأبي عبد الله محمد بن محمد المعروف بالحطاب، وغيرها من كتب شروح مختصر الشيخ خليل، وكتب الفتاوى ككتاب فتح العلي المالك للشيخ عليش ، والمعيار المعرب للونشريسي.
ولذا استخرت الله– تعالى- في تتمة بحث الإجازة العالية بأن أقوم بجمع آراء القاضي ابن عبد السلام ، وعرضها ومناقشتها من خلال مؤلفه” تنبيه الطالب” مما يتعلق بأحكام الأسرة ؛ نظرا لما اشتمل عليه شرحه من آراء ، وترجيح بين أقوال العلماء ، وهو أمر له قيمته وفائدته العلمية ، ورغبة في تيسير الاطلاع عليها لكونها مفرقة في ثنايا كتابه ، فلا يسهل الاطلاع عليها إلا بقراءة الكتاب كله الذي هو غير مطبوع أصلا.
لا يخفى أن العناية بمؤلفات القدامى من الفقهاء وغيرهم ، وتتبع أقوالهم لدراسة طرائقهم وأساليبهم في الاجتهاد والتفكير أمر له أهميته وأثره في تطوير أساليب الاجتهاد والدفع بها؛ نظرا لما جد في عصرنا الحاضر من مسائل تتطلب إبداء رأي الإسلام فيها حتى لا يبقى المسلمون حيارى، ولذا جاءت هذه الدراسة لتلقي الضوء على آراء ابن عبد السلام، وطريقته الاجتهادية وصولا إلى نتائج علمية متيقنة في هذا الجانب، وهو ما تتسم به الدراسات العلمية في جانبها التطبيقي .
وترجع أهمية دراسة آراء ابن عبد السلام ودوافع اختيارها إلى أمرين بارزين : الأمر الأول يتعلق بما حبا الله به القاضي ابن عبد السلام من خصال حميدة ، ومواهب جليلة.
قال عنه ابن فرحون:” كان إماما، عالما، حافظا، متفننا، فصيح اللسان، صحيح النظر، قوي الحجة، له أهلية الترجيح بين الأقوال.