Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تاريخ مدينة سوسة من الفتح الإسلامي حتى نهاية عصر الدولة الحفصية :
المؤلف
الديب, إيهـاب عـزت عبد الســلام.
هيئة الاعداد
باحث / إيهـاب عـزت عبد الســلام الديب
مشرف / رضــوان محمد البـارودي
مشرف / صبحي عبد المجيد إدريس
مناقش / حمدي عبد المنعم حسين
مناقش / حنان مبروك اللبودي
الموضوع
الحضارة - التاريخ
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
256 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
15/4/2016
مكان الإجازة
جامعة كفر الشيخ - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

من خلال دراسة هذا الموضوع نستخلص النتائج الآتية :
1- مدينة سوسة إحدى المدن الساحلية المطلة على البحر المتوسط ، ويمكن القول أن السبب في اختيار مدينة سوسة ، هو موقعها المتميز برا ً وبحرا ً ، كما أن ساحلها البحري كان سببا ً في طيب هوائها ، إلى جانب تربتها التي لا تسمح بتكون المستنقعات ، وكان ذلك أحد أسباب خلوها من الأمراض والأوبئة ، وبالتالي إقبال السكان عليها ، لذا فكانت عامرةً بالسكان ، ومقصداً للحجاج والمسافرين .
2- مدينة سوسة هي إحدى المدن الهامة الضاربة في التاريخ الإفريقي إذ يرى عدد من الباحثين أن تاريخها يمتد لحوالي ثلاثة آلاف سنة ، فيعود الفضل في إنشاء هذه المدينة إلى الفينيقيين الذين سيطروا على التجارة في الحوض الغربي من البحر المتوسط ، فأسسوا على شواطئ المغرب كلها مراكز للتجارة وموانئ للسفن من بينها مدينة سوسة.
3- أطلق الفينيقيون على مدينة سوسة التي أنشاؤها على الساحل الغربي اسم حضرموت ، وبعد أن حكم الرومان المدينة خلفا ً للفينيقيين اقتدوا بهم في تسمية المدينة فنطقوها هدرومات (Hadrumete) تحريفا ً للأصل الفينيقي واقتدي في أثرهم في ذلك النطق الوندال ثم الروم البيزنطيون ، وعلى الرغم من أن العرب قد دأبوا على الإبقاء على أسماء المدن التي فتحوها إلا في حالة سوسة التي تغير اسمها من حضرموت إلى سوسة ، فيبدو أن الاسم القديم لسوسة ، وهو حضرموت قد أهمل في الفترة ما بين سقوط الحكم الروماني والفتح العربي لسوسة ، فأطلق عليها السكان اسم سوسة ، ويبدو أنه اسم بربري ، فلما تم الفتح العربي لسوسة وجد العرب هذا الاسم هو المتداول بين الأهالي فأقروه كما هو كعادة العرب في الإبقاء على الأسماء الشائعة للمدن والبلدان دون تغيير .
4- ولا شك أن معركة سبيطلة التي خاضها الجيش الإسلامي بقيادة عبد الله بن سعد في مواجهة الجيش البيزنطي بقيادة جرجير ، كان لها أثر كبير على مدينة سوسة التي فتحها العرب لأول مرة بعد الانتصار في هذه المعركة ، والجدير بالذكر أن المصادر لا تمدنا هنا بكثير من المعلومات عن ما اتبعه العرب في المدن التي فتحوها ، وهل تركوا حامية عسكرية أم لا ، وبالتالي فكان لهذه المعركة تأثير على مدينة سوسة ، ويجدر بنا في هذا المقام أن نذكر أن هذه الحملة لم تثبت أقدام المسلمين في إفريقية ، حيث لم تفتح هذه المعركة إلا جزء صغير منها ، ومن بين هذا الجزء مدينة سوسة التونسية ، ولكن يبدو أن الفتح العربي لهذه المناطق لم يستمر طويلا إذ عادت هذه المناطق للانقلاب على العرب بعد رحيلهم .
5- أما الفتح الإسلامي الدائم للمدينة فكان في حملة معاوية بن حديج حيث أرسل سرية بقيادة عبد الله بن الزبير ، حيث نزل بموضع غير بعيد عن سوسة ، ولما علم الجيش البيزنطي ، أرسلوا إليه فرقة منهم تمكن ابن الزبير من هزيمتهم ، فتراجع الجيش البيزنطي إلى مدينة سوسة ، ومن هناك أقلع نقفور ورجاله في البحر ، وولى هاربا ً بعد أن أنزل به ابن الزبير وبقوته الهزيمة ، وهكذا تمكن ابن الزبير من فتح مدينة سوسة.
6- ولعبت مدينة سوسة دور ملحوظ في الأحداث السياسية للدول التي تعاقبت على حكم المدينة كالأغالبة ، والدولة الفاطمية والصنهاجية ، والموحدين وبني حفص .
7- أما من الناحية الحضارية فقد ازدهرت سوسة من الناحية المعمارية فكان بها العديد من المنشآت العمرانية مثل ومسجد بوفتاته و مسجد يحيي بن عمر ومسجد أبي الغصن إلى جانب الأسوار والأبواب والبوابات ودار الصناعة ، أما من الناحية الاقتصادية فقد ازدهرت بها العديد من المحاصيل كالشعير والكتان والزيتون والخضروات ، أما عن الثروة الحيوانية فقد لعبت دور كبير في حياة سكان مدينة سوسة ، فمن البقر والأغنام حصلوا على اللحم الطيب ومنتجات الألبان ، إلى جانب استخدام جلودها في كثير من الأغراض المفيدة ، كما استخدمت الخيول في أمور الحرب ، كما استخدمت الحمير والثيران في الأعمال الزراعية ومساعدة المزارعين ، كما ازدهرت بها العديد من الصناعات كصناعة المنسوجات والصباغة والزيوت وغيرها ، أما من الناحية الاجتماعية فقد تعددت عناصر السكان من بربر وروم وعرب وأفارقة والذين شكلوا طبقات المجتمع في المدينة .
8- أما عن الدور الثقافي للمدينة ، لقد عمت النهضة العلمية بمختلف وجهها في مدن افريقية ، وأضحت كثير من مدنها مراكز مهمة للثقافة والعلوم ، ولقد تبارت تلك المدن في إهداء أنبغ علمائها وأدبائها وأطبائها إلى هذه البلاد ، وكانت مدينة تونس والمدن المحيطة بها مراكز هامة للثقافة والعلوم ، وقد ظهر دور تونس كمركز رئيسي من مراكز الثقافة ، بعد سقوط القيروان في عهد الزيريين في منتصف القرن الخامس الهجري على يد العرب الهلالية وسقوك المهدية على يد النورمانديين في منتصف القرن السادس الهجري ،ومع ذلك فلم تتبؤ مركزها الريادي إلا عندما أسس الحفصيون دولتهم في المغرب الأدنى واتخذوا من تونس عاصمة لهم .