Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الطــب في مصر في العصــر الرومانــي :
المؤلف
رحيِّم ؛ أحـمــد خفاجـــة.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد خفاجة رحيم
مشرف / إبراهيم عبد العزيز جندي
مشرف / نهى عبد العال سالم
مشرف / ااااااااا
الموضوع
الطب- تاريخ- العصر الروماني.
عدد الصفحات
411ص.
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 450

from 450

المستخلص

عانت الإنسانية من الأمراض على مر العصور، وكانت مهنة الطب لها بالمرصاد متبادلة معها كثير من النجاحات والإخفاقات، وقد أفرزت تلك المعاناة تراثًا هائلاً من مبادئ علوم الطب الرائعة في العالم القديم، والتي تأسس عليها مختلف علوم الطب والعلاج في العصر الحديث، وكانت مهنة الطب ولازالت من المهن الراقية التي تهدف لنصرة الإنسانية في صراعها الطويل ضد الألم والمعاناة.
تعرض المجتمع المصري لتفشي كثير من الأمراض، بالإضافة إلى أنواع متعددة من الإصابات التي نتجت عن الحوادث أو الاعتداءات، كما ضربت المجتمع موجات متعددة من الأوبئة والمجاعات على فترات متباينة، وقد ارتبطت هذه الأمراض بعدة عوامل أدت إلى ظهورها أو ساهمت في انتشارها، كان من بينها عوامل طبيعية كالمناخ وعوامل بيئية متنوعة كتأثير المناطق الريفية والحضرية والصحراوية، في الوقت الذي ارتبطت فيه رؤية القدماء للأمراض بالنواحي الغيبية فنظروا للمرض باعتباره غضب إلهي أو مس شيطاني تجلبه الأرواح الشريرة للبشر، وقد أثرت تلك النظرية على وسائل التعامل مع المرض والسبل المطروقة للعلاج.
كان للأمراض والأوبئة أثر كبير في الأحوال الاجتماعية - الاقتصادية بوجه عام، فقد أدت إلى زيادة عدد الوفيات وتشهد النقوش الجنائزية ووثائق البردي على حدوث وفيات جماعية متعددة ارتبطت بتفشي الأوبئة والمجاعات مما ترك تأثيره على أحوال الزراعة والأحوال الاقتصادية، في الوقت الذي بدت فيه ملامح القلق واضحة في محيط الأسرة والأصدقاء خوفًا من هذه الأمراض، وتحمل وثائق البردي خاصة الخطابات العائلية الكثير من هذه الملامح حيث تمتلئ هذه الخطابات بأسئلة متعددة حول صحة المرضى وأبدى المتغيبون عن أسرهم قلقًا شديدًا على ذويهم وغالبًا ما اختتموا رسائلهم بضرورة العناية والاهتمام بأقاربهم المرضى.
لعبت الدولة دورًا محدودًا في مجال الطب والعلاج حيث قامت بالإشراف على الخدمة الطبية المركزية في الإسكندرية التي كان على رأسها كبير الأطباء وقد انحصرت جهود الدولة في الإشراف على النشاط الطبي العام الذي تمثل في الأطباء العموم في سائر عواصم الأقاليم بالإضافة إلى بعض الممارسين المهنيين الذين استفادت الدولة من خدماتهم عند اللزوم.
ورغم هذا الدور المحدود الذي لعبته الدولة في الإشراف على الطب، فقد كانت هناك إدارة طبية حكومية لها ما لها وعليها ما عليها، فعلى الرغم مما وجد بها من سلبيات تكمن في الاهتمام بالمسائل العامة وإهمال الأهالي وتركهم يواجهون أمراضهم بأنفسهم، فقد أشرفت الدولة من الناحية الإدارية بحزم في مجال الطب الشرعي وإجراء الكشف الطبي على المصابين والوفيات الجنائية، كما أشرفت على مهام الطبيب العام ووضعت له الاختبارات وأخضعته للفحص وأوجدت نظامًا للرقابة الإدارية على أدائه وتحكمت في أجوره، وأوجدت رعاية صحية متميزة للجيش الروماني في مصر.
لقد كانت مهنة الطب من المهن الراقية إلى حد كبير وقد تمتع الأطباء بمكانة متميزة من حيث التعليم والثقافة والأوضاع الاجتماعية والقانونية وقد انحصرت هذه المهنة في كثير من الأحيان بطبقات معينة وشرائح اجتماعية مرموقة في المجتمع المصري ورغم ذلك فقد أوجد القانون منظومة لعقاب المخالفين، ليس كما ألمح بعض الكتاب القدامى إلى أن الطبيب قادر على أن يقتل دون تحمل المسئولية القانونية.
تعددت وسائل الشفاء في العصر الروماني حيث عرفت الوسائل العلمية التي تبنت المدارس العلمية العمل بها ولعبت مدرسة الإسكندرية دورًا بارزًا في الاتجاه إلى الطب العلمي منذ عصر البطالمة ومن بعدهم الرومان، في الوقت الذي وجدت وسائل أخرى للشفاء تمثلت في الطب المشعوذ الذي يعتمد على الطب الديني والسحري، وقد شاع اصطلاح ”الطب المشعوذ” في كثير من مؤلفات الطب الحديثة عن العصر الروماني، الذي يعتمد على السحر في أغلب الأحيان، أو الإيمان بقوة الدور الإلهي في شفاء الأمراض وقد خاطبت علاجات الكاهن والساحر روح المريض وطاقته النفسية والروحية لدفعه دفعًا إلى مواجهة المرض والتغلب عليه.
في الوقت نفسه عُرف نوع من الطب القائم على التجربة داخل الأسرة وهو الطب الشعبي حيث تلجأ الأسرة إلى علاج أفرادها بنفسها دون الحاجة إلى الطبيب أو الكاهن أو الساحر وذلك من خلال الاعتماد على التجارب القديمة واستعمال عناصر دوائية مجربة من قبل بواسطة أفراد العائلة ورموزها، مع استخدام عناصر إيحائية أخرى لزيادة فاعلية العلاج وتأثيره على مريض العائلة من خلال الابتهال إلى الآلهة وتقديم القرابين والأضاحي واستعمال بعض الرموز والكلمات السحرية.
ومن هنا تنقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول تسبقها مقدمة وتمهيد وتنتهي بخاتمة، وكانت دراسة الطب في العصر البطلمي هي الأنسب للحفاظ على السياق التاريخي من خلال تناوله في تمهيد الرسالة.
ويتناول الفصل الأول وعنوانه ”الأمراض” أسباب الأمراض وأنواعها وتأثيرها على المجتمع المصري في ضوء وثائق البردي المتاحة وهي دراسة في حد ذاتها – متفردة عن بقية الأطروحات، حيث ترصد أنواع الأمراض وعلاقتها بالمجتمع من خلال دراسة أسباب وأنواع الأمراض وأهم الأوبئة والآثار المترتبة عليها والثقافات المختلفة في التعامل مع المرض وأثر الأمراض المتنوعة على الأحوال الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والأسرية.
ثم جاء الفصل الثاني وعنوانه ”الأطباء وممارسة المهنة” بداية بالتعليم الطبي، وممارسة المهنة وأخلاقياتها ، ثم يكشف النقاب عن أنواع الأطباء الممارسين ودور الدولة في تنظيم مهنة الطب، وأخيرًا دراسة الأوضاع العامة للأطباء ومكانتهم الاجتماعية.
وأخيرًا جاء الفصل الثالث بعنوان ”العلاج” حيث تناول طرق الوقاية من المرض على اعتبار أنها الخطوة الأولى للعلاج، بالإضافة لاستعراض طرق العلاج المختلفة باستخدام الأدوية والجراحة، ووسائل العلاج التي استندت على الكهنوت والسحر فيما يعرف بالطب الروحاني، ومن خلال ذلك نطرح العديد من الإشكاليات حول أسباب اللجوء إلى هذا النوع من العلاج، وإلى أي مدى تفاعلت الوسائل المختلفة في العلاج من أجل الوصول إلى الشفاء.
وفي النهاية جاءت الخاتمة لنرصد من خلالها أهم النتائج التي خلصت إليها الدارسة ثم تزييلها بمجموعة من الملاحق ذات الصلة وبعض الجداول والصور.