الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله الذى جعل القضاء قبساً من نوره الحق، الحمد لله الذى جعل العدل اسماً من اسمائه سبحانه وتعالى، الحمد لله مصرف الأحكام بالنقض والابرام، فلا راد لحكمه وهو الحكيم العليم، فهو القائل جل فى علاه ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً﴾( ). والصلاة والسلام على خير مبعوث لخير أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- وخاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الابرار وصحابته الاخيار واتباعه ومن آمن وصدق به وصار على هديه إلى يوم الدين. وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، وهذا عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين يقول: ”إذا كان فى القاضى خمس خصال فقد كمل، علم لما كان قبله، ونزاهة عن الطمع، وحلم على الخصم، واقتداء بالائمة، ومشاركة أهل العلم والرأى”( ). لقد كان القضاء، ومازال، أمراً عظيماً فى كل المجتمعات المتحضرة، منذ فجر التاريخ، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهو ملجأ يأوى إليه المظلوم الذى هُضم حقه، ليعاد إليه، وهو الوازع الذى جعلته الشرائع السماوية والوضعية سلطاناً يحفظ الحقوق والأموال والدماء والأعراض من الهدر والضياع. ولهذه الاعتبارات كان شعار القضاء هذا الميزان، الذى يزن بالعدل والقسط، فيعيد التوازن، عند اختلاله إلى نصابه الشرعى. |