الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد غدا الاهتمام بالمعاقين عقليًا من أكثر المجالات جذبًا وظهورًا فى وقتنا الحالى، سواء على المستوى البحثى أو على المستوى التربوى، بل وأصبح من أهم مقتضيات العصر. حيث أن لهذه الفئة اضطرابات عديدة فى حاجة ماسة إلى التغلب عليها وعلاجها، مما أدى إلى ابتكار أساليب عديدة لعلاج هذه الاضطرابات، مما تساعد على تنمية قدراتهم وشخصياتهم، وإعدادهم لفهم العالم من حولهم، وذلك من خلال تحسين التقبل الاجتماعى لديهم من خلال البرامج الإرشادية والتدريبية المختلفة. ويُعد وجود طفل معاق عقليًا داخل الأسرة مؤثرًا على حياة أفرادها وخاصة إذا صاحب الإعاقة اضطرابات سلوكية، حيث تتأثر طريقة تفاعل الأسرة مع بعضها البعض ومع المجتمع وخصوصًا فى الأسر التى تنكر وجود إعاقة لدى أبنائها مما يؤثر بالسلب على اندماج الأطفال المعاقين عقليًا فى المجتمع. ومع زيادة معدل اكتشاف الاضطرابات السلوكية التى تظهر لدى معظم المعاقين عقليًا تظهر الاضطرابات السلوكية التدميرية، وغالبا ما تكون هذه الاضطرابات غير واضحة هل هى خاصية من خصائص الإعاقة أم هى حالة ضمن حالات الاضطرابات السلوكية؟ وحتى فى حالة عدم وجود اضطراب لدى الأطفال المعاقين عقليًا، يظهر سلوك التحدى بشكل كبير مع أقرانهم العاديين ( christensen L., 2012). ويقسم الدليل التشخيصى الخامس للأمراض العقلية والنفسية الصادر عن الرابطة الأمريكية للطب النفسى American Psychiatric Association (APA, 2013) الاضطرابات السلوكية التدميرية Descriptive Behavior Disorder إلى ثلاثة أنواع وهى: اضطراب نقص الانتباه المصحوب بفرط الحركة Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)، واضطراب التحدى المعارض Oppositional Defiant Disorder (ODD)، واضطراب المسلك Conduct Disorder (CD)، وعلى الرغم من أن هذه الاضطرابات السلوكية التدميرية تشترك فى بعض الملامح إلا أن هناك بعض الفوارق التى تجعل كل واحدة منها منفردة ومتميزه عن الأخرى. وهذه السلوكيات التدميرية لها عواقب سلبية كبيرة لذوى الإعاقة العقلية، وتفرض قيود كبيرة عليهم فى المشاركة فى البرامج الترفيهية، والتعليمية، وانخفاض الفرص المهنية فى فترة ما بعد المدرسة، وغالبًا ما تكون سببًا رئيسًا لانخفاض السكينة والطمأنينة داخل المجتمع (Stewart L., et al, 2010). ومع تعدد الاضطرابات السلوكية التدميرية التى تحدث عند الأطفال المعاقين عقليًا فإن من أكثرها شيوعًا اضطراب التحدى المعارض حيث يسبب الاضطراب اختلال فى السلوك والتواصل والأداء الاجتماعى والأكاديميى أو المهنى (Laplame M.,& Dery M., 2009). ومن هنا كان الدافع إلى الدراسة. |