Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التقية بين أهل السنة ومخالفيهم /
المؤلف
محمد، أحمد محمد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد محمد محمود محمد
مشرف / عبدالقادر البحراوى
مناقش / ثروت حسن مهنا
مناقش / عبدالقادر البحراوى
الموضوع
فلسفة.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
220 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - فلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

فقد بعث الله تعالى محمدابرسالته الخاتمة إلى العالمين، فختم به الرسل، وختم برسالته الرسالات، فبلّغ الرسالة،وأدى الأمانة،ونصح الأمة، وكشف الغمة،وجمع الكلمة،وبيّن للناس دين الله القويم، وصراطه المستقيم، فآمن به واتَّبعه من وفَّقهم الله تعالى فنالواْ سعادة الدارين، وتنكَّب طريقه أهل الضلالة فباءواْ بشقاوة الدارين، ولقى رسول الله  ربه،وأمَّةُ الإسلام متحدة الكلمة، مجتمعة الرأى،راسخة البناء،شرعها كتاب الله وسنة رسوله، وشعارها لا إله إلا الله محمد رسول الله فقد كان الصحابة الكرام والسلف الصالح النموذج الأمثل لتطبيق هذا الدين في واقع الحياة, وذلك حينما ضحُّواْ من أجل عزَّته بكل ما يملكون, وبذلواْ في سبيل نصرته كل ما يستطيعون, ولم تمنعهم من دعوتهم إلى الله المخاوف والأخطار, ولم تزدهم الشدائد والمحن إلاّ إيمانا وصلابة, وبذلك كانواْ من أهل قول الله سبحانه:ثم بدأ نور الإيمان يضعف في قلوب الناس, وانساق كثير منهم وراء شهواتهم, حتى طمع الأعداء فيهم, وأحاطواْ بهم من كل جانب حتى يفتنوهم عن دينهم, فمنهم من صحا من غفوته ونذر نفسه لله, ومنهم من ازداد ضعفاً على ضعف, وهواناً على هوان, وأصبح كما وصف الله ومن ثمَّ تحوَّل الإيمان تدريجياً عند هؤلاء من نور يملأ قلوبهم إلى كلمة تترد على ألسنتهم, وألفاظ لا أثر لها في القلب, ولا تطبيق لها في واقع الحياة, ولذلك كان من اليسير لدى هؤلاء أن يتخلُّواْ عن دينهم حينما يتعرضواْ لأقل إيذاء, وقد أخبر الله سبحانه عن أمثال هؤلاء,وحتى يبرر هؤلاء لأنفسهم هذا التخاذل, ويلتمسواْ العذر لما أصابهم من الوهن, فإنَّهم قد سارعواْ إلى الإدِّعاء بأنَّ ما يفعلونه من موالاةٍ لأعداء الله وسيرٍفى ركابهم وتركٍ للفرائض,كُلُّ ذلك يجوز لهم تقيَّة وحرصاً على استبقاءأنفسهم.وهكذا يتحول الإنحراف السلوكى إلى انحراف فكرى يدعمه ويؤيده,وبذلك تصبح التقيَّة تِرْساً يتترَّسُ به هؤلاء في كل صغيرة وكبيرة.
وإذا كان الإنحراف في مفهوم التقيَّة ومجالاتها قد أصاب كثير من المسلمين في هذه الأيام, فإنَّ هناك فرقة تُعَدُّ من أكبر الفرق الإسلامية,وهى فرقةالشيعة, قد جعلت من هذا الإنحراف في مفهوم التقيَّة أصلاً من أصول مذهبها, ودعَّمت هذا الإنحراف بروايات ادَّعت نسبتها إلى أئمة أهل البيت, وقد نشأ انحرافهم هذا مبكراً وما زال موجوداً حتى يومنا هذا, وكان منفذاً من منافذ الغلو الذى ازداد يوماً بعد يومٍ تحت ستار التقيَّة.ومن هنا كان لزاما عَلَىَّ أن أُمِيْطَ اللثام عن هذه العقيدة الخطيرة من عقائد الشيعة, وأن أبيِّن موقف أهل السنة مما أقدم عليه الشيعة من انحرافات في مفهوم التقيَّة ومجالاتها.