Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المصطلحات عند الخطيب القزوينيفي الإيضاح :
المؤلف
طالب, أُميمة علي جمعة.
هيئة الاعداد
باحث / أُميمة علي جمعة طالب
مشرف / مصطفى إبراهيم علي عبدالله
مناقش / عبد الحكيم راضى
مناقش / الموافى الرفاعى البيلى
الموضوع
المعاجم. اللغة العربية - المعاجم.
تاريخ النشر
2015
عدد الصفحات
455 ص. ;
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

أصبح العلم الحديث يدرك أهمية الدراسة والبحث في المصطلحات ، ويجعله هدفَا من أهدافه ، فمفاتيح العلوم مصطلحاتها ، ومصطلحات العلوم هي ثمارها القصوى فهي مجمع حقائقها المعرفية ، وخدمة للعلم وصونًا له من التداخل والالتباس نشأ علم المصطلح،وهو علم حديث النشأة وهو أحد فروع علم اللغة التطبيقي و من أهم مجالات البحث فيه، فالمصطلحات في أي فن من الفنون هي الكلمات المُتّفق على استخدامها بين أصحاب التخصص الواحد للتعبير عن المفاهيم العلمية لذلك التخصص.
وفي هذه الدِّراسة عرضت الباحثة لبعض تطبيقات هذا العلم في مجال المصطلح التراثي عند عالم بعينه في مؤلَّف من مؤلفاته،فجاء عنوان الدراسة كما يلي:” المصطلحات عند الخطيب القزويني ” ت: 739ه”في الإيضاح”،حيث يُعدّ هذا الموضوع من الدراسات الحديثة التي تنتمي إلى علم المصطلح،وفي ذلك تعريف للدارسين بأهمية البحث في هذا الجانب، حيث إن الربط بين علم المصطلح والمعجم و الدلالة ، هو الاتجاه السائد في الدراسات اللغوية الحديثة ، ومع كثرة الدراسات حول المصطلح و تنوعها فإنَّه لا يُوجد بينها ما يشير إلى دراسة المصطلحات عند القزويني في كتابه الإيضاح وفق الدراسات الحديثة في المعجم والمصطلح،ممَّا يتيح فرصة النهوض بهذه المصطلحات ، وما هذه الدراسة إلاّ محاولةٌ تأتي مكملة لجهود السابقين في علم المصطلحات لتوضيح قضية المصطلح عند القزويني،وإظهاراً لأهميته قياساً بسابقيه باعتباره يمثِّل مكانة مهمة في مجال اختصاصه،أضف إلى ذلك رغبة أستاذنا المشرف في قسم اللغة العربية آداب المنصورة،وتشجيعه لخوض غمار البحث في هذا النوع من الدراسات الحديثة.
وفيما يتعلّق بصاحب الإيضاح فهو عَلَمٌ من أعلام القرن السادس الهجري ، واسمه بالكامل كما جاء في كتب التراجم هو: جلال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن دُلَف بن أبي دُلَفالعجلي القزويني الدمشقي الشافعي ، وقد كان الخطيب القزويني على جانب كبير من الثقافة ، ولهذا تولّى التدريس والخطابة والقضاء، وكان على علم بأصول الدين ، وأصول الفقه ، وأصول العقيدة ، وأصول التشريع ، وقد كثرت الدراسات والترجمات حوله وحول كتابيه التلخيص والإيضاح، ولعلّ من أشهرها كتاب د. أحمد مطلوب ” القزويني وشروح التلخيص ” حيث تناول فيه شرحًا مفصلاً عن القزويني ومؤلَّفيه التلخيص والإيضاح ، وتناول بالدراسة بعض القضايا المتعلقة بمباحث من الإيضاح عنده ، ويمثلُ الإيضاحُ خاتمةً لمن سبقه في الدرس البلاغي ، حيث استعان فيه بآراء لمن سبقه من جهابذة البلاغة واللغة ، وقد أشار د. مطلوب في كتابه سابق الذكر إلى أنَّ البلاغة العربية وقفت عند القزويني ، ولا يعني حديثنا عن الدرس البلاغي أنَّ موضوع المصطلحات المدروسة محصور في مصطلحات البلاغة العربية ، وإن كان للمصطلحات البلاغية نصيب الأسد في هذه الدراسة بحكم طبيعة المؤلَّف ومجاله العلمي ،إلا أنها تناولت كل ما استعمله القزويني من مصطلحات اللغة ، والأدب ، والمنطق ، وبعض المصطلحات العامة كما سيأتي في الدراسة .
وفيما يتعّلق بطريقة إحصاء المصطلحات ، فقد قامت الباحثة بتجميع المصطلحات عند القزويني ووضعها في جذاذات لتسهيل عملية الوصول إليها ثم دراستها معجميا ودلاليا ، وشملت تلك المصطلحات ما استعمله القزويني صراحة بلفظه ومفهومه ، وما أشار إليه دون ذكر صريح لمفهومه باكتفائه بذكر أمثلة له، ولم يكن اختيار تلك المصطلحات عشوائيا وإنما كان وفق شروط وسمات المصطلح العلمي التي أشار لها أكثر من لغوي.
وقد جاءت الأطروحة في قسمين،القسم الأول المعجم،والثاني الدلالة،وفيما يتعلَّق بالمعجم فقد صنفته تصنيفًا ألفبائيًّا راعيت فيه الجذر اللغوي للمصطلح ، فجاءت المصطلحات مرتبة وفق أولوية جذورها المعجمية ، كما راعيت في ذلك أن يكون المصطلح المفرد قبل المركب ، والمركب بكلمة قبل المركب بكلمتين وهكذا ، ثم النظر لصيغته فيأتي المجرَّد قبل المزيد ، ثم المزيد بحرف قبل المزيد بحرفين وهكذا ، وعند الاتفاق في أحرف الزيادة يُراعي الترتيب الداخلي لأحرف المصطلح نفسه ، وإذا كانت المصطلحات مركبة من جزأين أو أكثر،نلاحظ ترتيب أصول الجزء الأول منه ثم الثاني،مع عدم اعتبار ما يتقدَّم المصطلح من حروف جر،أو أدوات،أو ظروف وغيرها،وكذاإذاوقعت هذه الحروف في الوسط لا تُراعى في الترتيب ، ثم يتم تناول كل مصطلح من مصطلحات المعجم من جانبين:المعنى المعجمي لمادته ، وذلك من خلال معاجم اللغة كالمقاييس لابن فارس (ت:395هـ)،واللسان لابن منظور(ت:711هـ) ،والجانب الثاني:نص المصطلح ومفهومه كما ورد عند القزويني في الإيضاح، مرفقاً ببعض الأمثلة للتوضيح،مع الاستعانة بعض الأحيان بتعريف المصطلح عند غيره من العلماء في حالة عدم ذكر القزويني تعريفًا له.
ثم يأتي القسم الثاني من الدراسة وهو الدلالة وهي مكمِّلة للمعجم وشارحة له ، ومبيّنة أهم ما طرأ على المصطلحات في رحلة استعمالهاعندالعلماء ممّن سبق القزويني أو جاء بعده،وذلك لغرض الوصول إلى نوع التغير الذي أصاب المصطلحات عند القزويني ،وفي هذا القسم من الأطروحة ستتم دراسة المصطلحات عند الخطيب القزويني في الإيضاح ؛ وما حدث فيها من تغيُّر دلالي؛ وذلك بتتبُّع المصطلح من حيث لفظه ومدلوله أي من حيث ـالدَّال والمدلول في اصطلاح علماء اللغة المحدثين ــــ عند القزويني وعند بعض من سبقه و من جاءبعده ، وقد حاولت الباحثة قدر الإمكان الاكتفاء بكل ما له علاقة مباشرة بمدلول المصطلح، دون التعمُّق في المناحي الفلسفية والخلافات في أمثلة المصطلحات وأقوال العلماء فيها ، وسيُراعى في دراسة التغير الدلالي للمصطلح ما إذا كان المصطلح مفردًا أو مركبًّا ، فالمركب من كلمتين يدرس التغير في الجزء الأول منه ، وفي حالة كون الجزء الثاني أهمّ يدرس الثاني ،وذلك حسب ما تتطلَّبه دراسة المصطلح ، وفي حالة ذكر التغيُّر الدلالي في مصطلح مَّا، لا يذكر هذا التغير مرة ثانية إذا ما تكرر المصطلح في تركيب آخر ، بل يُكْتَفى بالإشارة إليه بشكل موجز.
من ثمَّ ستتم دراسة التغيّر الدلالي في مدلول المصطلح من جانبين : من جانب ضيقمدلول المصطلح ، والجانب الثاني : اتساع مدلول المصطلح ، فحينما يَفْقِد المصطلح جزءًا من مكونات مدلوله عند القزويني عمّن سبقه أو تقدّم عليه يكون المصطلح قد اكتسب تضييقًا دلاليًا، أما عندما تزيد مكوِّنات مدلول المصطلح من حيثُ التقسيمات أو الأنواع أو أي جانب آخر يكون المصطلح قد اكتسب توسُّعًا دلاليًّا ، أما التَّغيُّر في الدَّال، فستتم فيه دراسة ألفاظ المصطلحات من جانب اللغة أي التَّغيُّر الدلالي الذي طرأ على اللفظ فنقله من مجال اللغة إلى مجال الاصطلاح،مع محاولة توضيح العلاقة بين الأصل اللغوي والمدلول الاصطلاحي، ثم دراسة المصلطحات التي حدث تغيّر في لفظها عند القزويني عن غيره إما بإضافة أو وصف أو تركيب وغير ذلك ، ثمّ أختم دراسة التغير في المصلطحات عند القزوينيبإحصاء المصطلحات التي كان للقزويني السبق في ذكرها واستعمالها في كتابه الإيضاح ،ممّا يمكن القول بأنّها من مصطلحات القزويني الخاصة به، وأشكال التَّغيُّر الدلالي في اللفظ والتي نقلته من مجال اللغة للاصطلاح ، تمثَّلت في انتقال الدلالة بالمجاز وهو على جانبين : الاستعارة لعلاقة المشابهة ، والمجاز المرسل وعلاقاته كثيرة ، وهو في كل ذلك انتقال من مجال اللغة المحسوس لمجال الاصطلاح المجرّد ، بذلك سيتمُّ تصنيف المصطلحات وفق تلك التَّغيُّرات التي طرأت عليها .
ومن أهم الصعوبات التي واجهت الباحثة :
كبر موضوع الدراسة ، حيث بلغعدد المصطلحات المدروسة مئتين وأربعو ثلاثين مصطلحًا، في دراسة للتغير الذي طرأ على دلالة المصطلح و لفظه .
ـوجود صعوبة تكتنف البحث في المصطلحات البلاغية ، وهي تمثِّل مدار مصطلحات القزويني في الإيضاح ؛ وذلك تبعًا لطبيعة هذا الكتاب وتخصصّه في الدرس البلاغي، فمصطلحات الدراسة الأدبية في عرضة دائمة للتغير على مستوى الدلالة أكثر من غيرها،كما أنَّ البحث في مصادر البلاغة بحثًا يشوبه نوعٌ من الغموض والصعوبة في الفهم ، لاسيَّما ذلك الخلط الواضح بين العلماء في ألفاظ المصطلحات ودلالتها.