Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور الجامعة في تمكين طلابها من المشاركة
المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة /
المؤلف
المنهراوي، داليا حافظ شفيق.
هيئة الاعداد
باحث / داليا حافظ شفيق المنهراوي
مشرف / طلعت عبد الحميد فايق
مشرف / محسن محمود خضر
مشرف / فتحية عبد الجواد احمد
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
359 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التنمية
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

في ظل التداعيات السريعة للتطور التكنولوجي والانفجار المعرفي أصبحت المعرفة هى السمة الرئيسية لهذا العصر، كونها تمثل المصدر الحقيقي للثروة،والمعرفة تتطلب التعليم المتطور، والتدريب المتواصل طوال عمر الإنسان وتتطلب تنمية القدرات والمهارات في شتى مجالات الحياة.
مما يفرض تحديًا كبيرًا على المؤسسات التعليمية بَوجه عامَ و الجامعة بوجه خاص ألاَ تهتم بالمعلومة قدر اهتمامها بكيفية الحصول عليها، وتطبيقاتها بل واستثمارها في إنتاج معرفة جديدة،ومن ثم فتتحمل الجامعة أربع مسئوليات مجتمعية رئيسية كل منها يندرج تحتها العديد من المسئوليات الفرعية،هى التعليم والتعلم وتوجه إلى : (الطلاب والعاملين والمؤسسة ذاتها) ، والبحث العلمي الذي يحقق(رفاهية المجتمع والفرد وإستدامة تنميته)،وخدمة المجتمع،وتنمية الثقافة المجتمعية الداعمة للتغيير بأنواعها:(السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها)،حيث تعمل الجامعة على ممارسة مجموعة من المبادئ والقيم من خلال وظائفها الرئيسة المتمثلة في التدريس والبحث العلمي، والشراكة المجتمعية والإدارة المؤسسية،وجوهر هذا الدور الاجتماعي للجامعات هو الالتزام بالعدالة والمصداقية والتميز وتعزيز المساواة المجتمعية والتنمية المستدامة والاعتراف بالكرامة والحرية للفرد وتقدير التنوع والتعدد الثقافي وتعزيز حقوق الإنسان والمسئولية المدنية.
ومن ثم فالجامعة إحدى المؤسسات التعليمية التي تنمي لدى الفرد الرغبة في المشاركة السياسية ، والاجتماعية من خلال العمل التطوعي ، وحق الانتخاب، وترغيبه في العمل السياسي والاجتماعي،وتعلمه آداب الحوار والقدرة على تحمل المسئولية، وتعد هذه المرحلة - بحكم الحرية النسبية عن مؤسسة العائلة- فترة نموذجية تبلغ فيها حاجة الشباب إلى الانتماء وذروتها،إلا أنه يصطدم مجددًا بمؤسسات أقوى وبآليات تعليمية مرهقة، وبهيئة تدريس حزبية وغير محايدة،وبأنشطة غير متواجدة وديكورية،وحركات طلابية محدودة نظرًا لمنع العمل السياسي داخل الجامعة،وضعف العمل التطوعي داخل الجامعة وخارجها،الذي يعد بعدًا مهمًا في ربط الجامعة ومخرجاتها التعليمية باحتياجات المجتمع ومشكلاته،ومن ثم يقتضي الاهتمام بالتعليم بصفة عامة،والتعليم والجامعي بصفة خاصة، فالتعليم الجامعي مصدر رئيسي لإعداد الكوادر البشرية اللازمة لإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونشر المعرفة،والقيام بالأبحاث العلمية التي تحقق التقدم،من خلال البعد السياسي ( المشاركة السياسية،مهارات القيادة ، واتخاذ القرار، العمل الجماعي)،والبعد الاجتماعي (العمل التطوعي)،البعد الاقتصادي (تمكين الطالب من الالتحاق بسوق العمل)،البعد المعلوماتي (من خلال الجامعة يكون الطالب قادرًا على التعامل مع التقنيات للتشارك في إنتاج المعرفة)،أما البعد الثقافي (من خلال تنمية ثقافة المشاركة ، احترام الآخر ، حقوق الإنسان).
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
تكمن فيما رصدته نتائج الدراسات والبحوث السابقة وحصول مصر المرتبة المتدنية في تقارير التنمية البشرية،حيث أن هناك علاقة تفاعلية بين التعليم الجامعي والتنمية البشرية،فكلاهما يدفع الآخر إلى الأمام أو يجره إلى الخلف،فالتعليم والتنمية البشرية وجهان لعملة واحدة،وإذا كان هناك ثمة أزمة في التعليم الجامعي،فالتعليم بوضعه الراهن في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية لا يواكب التطورات العالمية الآنية،ومن ثم تنتفي قدرته في إحداث تحولات سوسيولوجية فاعلة،وظهر هذا الخلل الجامعي في عدد من المظاهر منها: غياب الفلسفة الموجهة، اخفاقه في تحقيق العدالة الاجتماعية ،تأثره بالحالة القيمية اللاإيجابية للمجتمع،عدم اتفاق المناهج والتكنولوجيا الجامعية مع التطورات العالمية،إسهامه في هجرة العقول والكفاءات المصرية،فضلًا عن عدم ملاءمة مخرجاته لحاجة سوق العمل،ضعف وتدني عائده الاقتصادي،حيث تحولت جامعاتنا إلى مجرد مدرسة أولية لحشو الذاكرة بمعلومات ناقصة، كثير منها يذوب على أرض الواقع، ولا يصمد أمام مطالب الحياة المعقدة، لأنه يفتقر إلى روح المشاركة،وغياب التفاعل بين الطالب والأستاذ،والذي يغذي قيمة المشاركة ويعزز القدرة على التعامل مع مسار الحياة خارج أسوار الجامعة،حيث افتقار الأنشطة والحياة السياسية داخل جامعاتنا.
ومن ثم ركزت الدراسة الحالية على معرفة الوضع الراهن أو طبيعة الدور الذي يمارسه التعليم الجامعي لتحقيق وظائفه وأهدافه من حيث المواصفات المهارية والمعرفية والوجدانية في تمكين طلابها من المشاركة في إحداث التنمية المجتمعية القادرة على تلبية احتياجات المتعلم المتنوعة من أجل وضع تصورات لتطوير هذا الأداء في المستقبل.
وتتحدد مشكلة الدراسة في القضية التالية : ما دورالجامعة في تمكين طلابها من المشاركة المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة؟ وهو ما يتطلب الإجابة على التساؤلات التالية:
- ما مضمون التنمية المستدامة من خلال مراحلها المختلفة ؟
- ما مضمون المشاركة المجتمعية في مجتمعنا المعاصر ؟
- ما الدور الواقعي للجامعة في تمكين طلابها من المشاركة المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة؟
- ما التصور المستقبلي لدور الجامعة في تمكين طلابها من المشاركة المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة ؟
أهمية الدراسة:
ويمكن تحديد أهمية الدراسة في النقاط التالية:
أولا: تستمد هذه الدراسة أهميتها من ضرورة التعرف على الوضع الراهن للجامعة المصرية وما تقدمه من معارف ومهارات وخبرات والوقوف على مستوى ملاءمتها ومدى كفاءتها ودورها التكاملي في الاستجابة لمتطلبات التنمية.
ثانيًا: الأهمية المتزايدة على صعيد الفكر التربوي العالمي لربط الجامعة بالمجتمع وتوثيق العلاقة بينهما ، وألا تقتصر الجامعة في تقديم خدماتها للطلاب فحسب ، ولكن لكافة أبناء المجتمع.
ثالثًا: تفيد الدراسة إلى ما تنتهي إليه من نتائج وتوصيات للمعنين بالعملية التربوية ومن لهم صلة به في الجوانب الآتية:
1- إعادة النظر في سياسة التعليم الجامعي وفلسفته ودوره في تمكين الطلاب نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
2- توفير المعلومات والبيانات اللازمة للمسئوليين عن التعليم حول واقع الأدوار التي تقوم به الجامعة وسبل تطويرها.
3- قد تشكل هذه الدراسة في موضوعها ومنهجيتها ونتائجها أساسًا لدراسات أخرى مستقبلية في المجال نفسه.
أهداف الدراسة:
سعت الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- تعرف الدور الواقعي للتعليم الجامعي ، وذلك من خلال آراء الطلاب والأساتذة .
2- تعرف القيم الجامعية التي تمكن الطلاب من ممارسة الأعمال التطوعية والعمل السياسي.
3- تحديد المشكلات والتحديات التي تعوق الشباب في ممارسة العمل السياسي والاجتماعي داخل الجامعة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة
4- تحديد نواحي القصور في الوضع الراهن للتعليم الجامعي لمعالجتها، ونواحي القوة لتعزيزها وتطويرها، من خلال تطوير كفاءة النظام التعليمي من مدخلات ومخرجات للمساهمة بدور أكبر في التنمية المستدامة مستقبلًا للفرد والمجتمع ، بما يتناسب مع المتغيرات المعلوماتية في العالم.
5- تقديم رؤى مستقبلية طلاب الجامعة والأساتذة لتفعيل دور الجامعة في تمكين طلابها من المشاركة المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة.
منهج الدراسة وأدواتها:
استعانت الدراسة الحالية بالمنهج الإثنوجرافي، كما قامت الدراسة الحالية باستخدام أسلوب دراسة الحالة مع أربع حالات من الطلاب( منهم ثلاث طلاب، وطالبة واحدة ) يتسمون بالمشاركة في الأعمال التطوعية المختلفة،وذلك لفهم أعمق للمشكلات والتحديات التي تواجه الطلاب أثناء عملهم الاجتماعي أو الأعمال التطوعية،وكذلك التعرف على المشكلات والتحديات التي أرغمتهم على العزوف عن العمل السياسي، واستخدمت الدراسة الحالية عدة أدوات لجمع البيانات منها، المقابلات المتعمقة،أداة الملاحظة المباشرة، أداة المجموعات البؤرية ، للتعرف على أبعاد القضية بعمق وتحليلها وتفسيرها لإعطاء صورة تقريبية لواقع حياتهم المعاش للطلاب والطالبات والأساتذة.
حدود الدراسة :
1- حدود مكانية : نظرًا للظرف السياسية العصيبة التي يمر بها المجتمع المصري بصفة عامة والمجتمع الجامعي بصفة خاصة، وقيام طلاب تنظيم الإخوان من إثارة من خلال عمل المظاهرات التي اتسمت بالعنف المسلح داخل الجامعة ومحاولة الأمن السيطرة عليها، وصعوبة الحصول على موافقة لإجراء الدراسة الميدانية، اقتصرت الدراسة الحالية على طلاب وطالبات جامعة عين شمس.
2- حدود زمانية :عايشت الباحثة مجتمع الدراسة لمدة خمسة أشهر من (17/4/2014 إلى 22/9/2014).
3- حدود موضوعية : تهتم الدراسة الحالية بالكشف عن مدى تمكين طلاب الجامعة من المشاركة المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة
خطوات الدراسة :
وصولًا إلى الإجابة عن تساؤلات الدراسة الحالية، وتحقيقًا لأهدافها الأساسية، واتساقًا مع المنهجية العلمية المتبعة، فإن الدراسة الحالية تسير وفق الخطوات التالية:
أولًا: حللت تطور مفهوم التنمية والتي تشمل مفهوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وشروط التنمية، وتطور مفهوم التنمية البشرية وأبعادها، وتحليل مفهوم التنمية المستدامة، وتطورها، وأبعادها وأهدافها، ومؤشراتها .
ثانيًا: تناولت تحليل مفهوم المشاركة المجتمعية، وفلسفتها، وخصائصها، وأهدافها، وأهميتها، ودواعيها، وأنماطها المتمثلة بشقيها الأول ”المشاركة السياسية” والتي تمثلت في دور الحركات الاجتماعية والسياسية كشكل من أشكال الحديثة للمشاركة السياسية والاجتماعية للشباب، ودواعي نشأة وظهور الحركات الاحتجاجية الاجتماعية والسياسية في مصر، ومدى تأثير المجتمع الافتراضي على المشاركة المجتمعية ، أما الشق الثاني المتمثل في ”المشاركة الاجتماعية” والتي تعد إحدى صور المشاركة المجتمعية مبرزًا دور القطاع المدني والعمل التطوعي، وعلاقة المشاركة المجتمعية بالتنمية البشرية، والتحديات والمعوقات المشاركة المجتمعية للشباب الجامعي.
ثالثًا: استهدفت تعرف واقع نظام التعليم الجامعي من عمليات ومدخلات ومخرجات ومدى إسهام التعليم الجامعي في تكوين فاعل تنموي قادر على المشاركة الفعالة المؤثرة، من خلال التعرف على الإمكانات والظروف التي تجعلهم قادرين على المشاركة المجتمعية داخل الجامعة وخارجها، وذلك باستخدام أسلوب دراسة الحالة، كما استخدمت الدراسة الحالية عدة أدوات لجمع البيانات وكانت كالآتي: المجموعات البؤرية والملاحظة المباشرة والمقابلات المفتوحة المتعمقة ، مما يسهم في تقديم رؤى مستقبلية طلاب الجامعة والأساتذة لتفعيل دور الجامعة في تمكين طلابها من المشاركة المجتمعية لتحقيق التنمية المستدامة.
رابعًا: في ضوء نتائج الدراسة الحالية (النظرية والميدانية)، تم صياغة سيناريوهات مستقبلية في ضوء البدائل المستقبلية التي أشار إليها الأساتذة والطلاب بالجامعة، من خلال وضع تقسيم للسيناريوهات المقترحة للتعليم الجامعي على النحو التالي: السيناريو الامتدادي ، السيناريو الإصلاحي، سيناريو التحولات.