الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد البحث في الحضارات من أهم الدراسات التي تبحث في الاجتماع الإنساني وما يرافقه من أمور التمدن والتحضر ولا شك وأنها تندرج في سياقات الفكر الإنساني وتطوره للتطلع نحو تحقيق الريادة والبقاء. وللحضارة بوجه العموم لها عوامل في قيامها كما لها أسباب للسقوط والإنهيار فمتى غابت الأصول والقواعد التي بنيت عليها سقطت وأنتهى أمرها. وإنما يتحقق البقاء والازدهار في ظل الأمن والاستقرار. وبذلك فتتحد عوامل إنسانية وظروف بيئية في بناء الحضارة وارتقاؤها. فيشارك الإنسان بفكرة وتطوره في الاهتمام في شتى مناحي حضارته والدفع بها في مواكبة حضارات السيادة والقيادة. فيدفع بإنتاجه الثقافي في كل صور الحضارة السياسية والإقتصادية وغيرها من مظاهر الحضارة المختلفة فإن حاجته الدائمة وإحساسه بالنقص هو ما يسكبه السعي نحو إيجاد متطلباته وإشباع رغباته وتقويم ضعفه ونقصانه. وأما البيئة وما لها من دور مؤثراً في الحضارة متمثل في مظاهرها الجيولوجية فتحدد المصير للحضارة في قيامها أو تعجيل سقوطها فهي تتحكم بنوع من السيطرة في مجالات التقارب والاتصال بين الدول المختلفة بل بين الشعب الواحد وأثرها أيضا في مجالات الإقتصاد الزراعية والتجارية. وهي لا شك تعد عاملا رئيسياً في صنع حضارة أو فناؤها متى ثارت الطبيعة أو افتقرت مقوماتها. وللتمدن في دراسته أهمية كبرى في معرفة جانب التأثير والتأثر وتحديد علاقة الحضارة بالحضارات الأخرى وكيف فعل تلك الإتصال التأثيري في نهوض الحضارات وأرتقاؤها فتسهم الحضارة في زمانها وفي مكانها إنتاجاً حضارياً وتمدنا لا تجد الحضارات الأخرى المجاورة والمعاصرة البعيدة أيضاً حرجاً في إقتباسه وتطبيق اسسه في حضارتها. وحتى تؤسس نهوضها وتحقق هدفها، وتعالج مواطن ضعفها. |