Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قصص الأطفال المستوحاة من التراث دراسة تحليلية لأعمال ثلاثة أجيال من الكتاب المصريين /
المؤلف
عزت، أماني عبد الخالق .
هيئة الاعداد
باحث / أماني عبد الخالق عزت
مشرف / . اعتماد خلف معبد
مشرف / . إيناس محمود حامد
مناقش / محمد شعبان وهدان
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
225ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الثقافية
تاريخ الإجازة
23/6/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - قسم الإعلام وثقافة الطفل
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 225

from 225

المستخلص

ملخص الدراسة

ملخص الدراسة
مقدمة:
لقد تم تأسيس الأدب الموجه للأطفال في كل من الثقافتين العربية والغربية على التراث سواء العربي أو الغربي أو الإنساني بوجه عام، ولم يقتصر هذا على الكتَّاب الرواد فحسب، وإنما امتد ذلك التأثر لدى أجيال متعاقبة من الكُتَّاب؛ وقد حاولنا في هذه الدراسة أن نتتبع ذلك الاستلهام الدائم والدءوب للتراث منذ بدايات القرن العشرين، وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين؛ لنكون أمام عينة متنوعة وممتدة عبر فترة طويلة نسبيًا من الزمن. ومن هذه النماذج على سبيل المثال؛ من الجيل الأول: رائد أدب الأطفال في العالم العربي كامل كيلاني (1897- 1959م)، ومن الجيل الثاني: عبد الوهاب المسيري (1938- 2008)، كما نجد ذلك أيضا عند جيل الشباب؛ مثل: الكاتبة إيمان سند.
وقد قمنا بقراءة وبحث هذه الأعمال القصصية على مستوى البناء/ الشكل، من ناحية وعلى مستوى الرؤية والمضمون من ناحية أخرى. ومن ثم بحث العلاقات التي تنشأ بين تلك العناصر، وكيفية اختلافها وأسباب هذا الاختلاف. كما حاولنا الوصول إلى الرؤية الجديدة، والقيم الأخلاقية التي سعى الكُتَّاب إلى بثها عبر إعادة صياغة القصص المستوحاة من التراث، وتقديمها مرة أخرى للطفل.
أولا- محتوى الدراسة:
تتكون الدراسة من مقدمة وخمسة فصول كما يأتي:
مقدمة: وفيها عرض لفكرة الدراسة من حيث أهمية الأدب وخاصة القصة بالنسبة للطفل، وكيف أن الكتاب عبر الثقافات المختلفة لجأوا إلى فكرة الاستلهام من التراث في كتاباتهم الموجهة للأطفال.
الفصل الأول: وهو بعنوان ”الإطار المنهجي للدراسة”؛ ويتناول أهم النقاط المنهجية التي تم اتباعها في إنجاز هذه الدراسة.
الفصل الثاني: وهو بعنوان ”الإطار المعرفي للدراسة” يبدأ بتمهيد، ثم عرض للقصة وأهميتها في بنــــاء شخصية الطفل، ثم يعرض مفهوم تداخل النصوص في تاريخ الأدب العربي علــــى نحـــــــو
موجز.
الفصل الثالث: بعنوان ”تداخل النصوص عند كامل كيلاني”، ويبدأ الفصل بتمهيد يعرض مفهوم تداخل النصوص، كما يعرض بإيجاز نظرية التناص في النشأة والبدايات. ثم تحليل كيفي لقصة مدينة النحاس لكامل كيلاني.
الفصل الرابع: بعنوان ”تداخل النصوص عند عبد الوهاب المسيري” ويتم فيــــــه تحليل قصتين همــــــــا مــــــن مجموعة قصصية بعنوان حكايات هذا الزمان؛ القصة الأولى بعنوان: ”نور والذئب الشهير بالمكار”، والثانية بعنوان: ”سر اختفاء الذئب الشهير بالمحتار”.
الفصل الخامس: بعنوان ”تداخل النصوص عند إيمان سند” وفيها تحليل لقصة ”الأميرة لا تنتظر”.
الخاتمة: وهي تحتوي على أهم النتائج التي تم استخلاصها من التحليل الكيفي للدراسة.
المراجع: وهي عبارة عن الكتب والرسائل العلمية والدوريات والمجلات العلمية التي استعانت بها الباحثة في هذه الدراسة.
الملاحق: تحتوي على عناوين وأغلفة للقصص محل الدراسة.
ملخص الدراسة: وهو عبارة عن محتوى الدراسة، وأهم النقاط التي احتوى عليها الإطار المنهجي للدارسة، وكذلك أهم النتائج والتوصيات.
ثانيا- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
من خلال الرصد الدقيق والقراءة المتأنية لقصص الأطفال المستوحاة من التراث لدى عدة أجيال؛ يتضح لنا أن هناك اختلافات على مستوى البناء والرؤية (الشكل والمضمون)؛ ومن ثم فإن كل كاتب قد حاول أن يبث أفكاره، وآراءه، وقيمه، من خلال إعادة صياغة القصص التراثية مرة أخرى؛ وهو الأمر الذي أثار مجموعة من التساؤلات؛ على سبيل المثال:
1- ما أوجه التشابه والاختلاف التي يمكن رصدها على مستوى الرؤية والبناء بين النصوص الأدبية الماثلة (المتمثلة في عينة البحث)، والنصوص الأدبية الغائبة (المتمثلة في النصوص التراثية)؟
2- ما أوجه التشابه والاختلاف بين الأجيال الثلاثة من الكُتاب؟
3- كيف ستؤثر رؤية كل كاتب بشكل حاسم على البناء الفني للقصص؟
ثانيا- أهمية الدراسة:
إن الوصول إلى إجابات واضحة لأسئلة إشكالية البحث من شأنه أن يساعد في:
1- توفير معايير علمية منهجية موثقة للمؤسسات الأكاديمية، والتربوية، وأولي الأمر من المعلمين والآباء، ليحكموا على الأعمال المقدمة للأطفال، وهو ما ييسر اختيار الأعمال القصصية التي تقدم إلى
الأطفال.
2- إلقاء الضوء على بعض الكتابات الإبداعية الأدبية الموجهة للطفل؛ بهدف الكشف عن منظومة القيم التي تعبر عنها؛ وذلك لتشجيع الأدباء والمبدعين على الاهتمام بالكتابة والإبداع الموجَّهَين للطفل.
3- كذلك فإن هذا النوع من الدراسة يمكن أن يمثل بَوْصلة تقود خطى كتاب أدب الطفل؛ إذ تسمح لهم بتأمل الكتابات الأخرى على مستوى الرؤية والقيم والبناء.
ثالثا- نوع الدراسة ومنهجها:
تعد هذه الدراسة دراسة وصفية، إذ إنها تركز على وصف وتحليل مجموعة من الأعمال الأدبية الموجهة إلى الطفل، وسيتم ذلك عبر الاعتماد أساسا على نظرية ”تداخل النصوص”، ثم الإفادة من المنهج البنيوي؛ بوصفهما مدخلين لفهم النصوص الأدبية. هذا بالإضافة إلى محاولة الإفادة من ”التحليل التتبعي القيمي”؛ وهو اتجاه يقوم برصد القيم في الأعمال الأدبية الموجهة للطفل.
رابعا- عينة الدراسة:
1- مدينة النحاس، كامل كيلاني، دار المعارف، القاهرة، ط13، 1993.
2- نور والذئب الشهير بالمكار، عبد الوهاب المسيري، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1999م.
3- سر اختفاء الذئب الشهير بالمحتار، عبد الوهاب المسيري، دار الشروق، القاهرة، ط1، 2000م.
4- الأميرة لا تنتظر، إيمان سند، دار الطلائع للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2009.
خامسا- أهم نتائج التحليل الكيفي:
من أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة:
1- ترى الباحثة أن هناك اختلافات على مستوى البناء والرؤية (الشكل والمضمون) في القصص محل الدراسة؛ ومن ثم فإن كل كاتب قد حاول أن يبث أفكاره، وآراءه، وقيمه، من خلال إعادة صياغة القصص التراثية مرة أخرى؛ وذلك عبر تقنيتي المحاكاة والمخالفة. وقد كان لأوجه التشابه والاختلاف بين النصوص الماثلة والنصوص الغائبة؛ أثر كبير على الرؤية العامة للنصوص الأدبية محل الدراسة، إذ تمكن كل كاتب من بث منظومته الفكرية والقيمية عبر تناصه مع النصوص التراثية.
2- لقد اهتم الكاتب ببعض القيم التربوية والأخلاقية؛ مثل: انتصار الخير على الشر، ونبذ الطمع والترغيب في القناعة، وكذلك تقديم العبرة في نهاية القصة حيث جاء جزاء الأشرار وعقابهم؛ إذ وجدنا الملك ”مرموش” ووزيره ”أنبوش”؛ اللذين تفننا في إيذاء جيرانهما؛ يتحولان إلى جوادين يجران عربة زفاف الأمير والأميرة. وهذه النهاية جاءت لتحمل لنا قيمة العدالة والإنصاف.
3- ترى الباحثة أن كامل كيلاني على المستوى القيمي لم يقدم قيما مستحدثة، إذ قدم لنا تلك النظرة النمطية التقليدية للأنثى فهي مجرد كيان هش ضعيف ليس له أية مميزات سوى شكلها، وأيضا ليس لها أية عيوب سوى شكلها؛ بدون النظر إلى أي من سماتها الشخصية الجوهرية. ولكن كامل كيلاني على مستوى البناء أو الشكل استطاع أن يحدث نقلة كبيرة في قصته؛ حيث استخدم تقنيات سردية حديثة تمثلت في تعدد زوايا الرؤية عبر الراوي، والتضمين، وكذلك مدى المفارِقات الزمنية.
4- نجح المسيري في بث مجموعة من القم؛ مثل: قيمة التمرد المنظم والخلاق؛ إذ يحث الطفل على عدم الاستسلام إلى الحكايات القديمة بقيمها السلبية، وقيمة الرحمة؛ إذ تلفتنا ”الجدة” إلى قيمة الرحمة والرفق، فهي لم تنس أن الذئب يحتاج إلى الطعام. كما يؤكد على أهمية القدرة على تغيير الأفكار والمواقف، ومن ثم الأفعال والتصرفات طبقا للمتسجدات التي قد تصادف الإنسان في حياته.
5- كذلك نجد المسيري يعطي دلالة تربوية عبر موقف الجدة العقابي من الذئب؛ حيث تطلب منه تنظيف الحديقة، وهذا يخرجنا من حيز العقاب البدني التقليدي إلى آفاق أخرى يمكن استخدامها في العقاب؛ وكأن المسيري الذي يعي أهمية التربية بالنسبة للطفل، لا يفوته أيضا أن الكبار يحتاجون كذلك إلى إحداث نقلة نوعية في طريقة تفكيرهم، وطريقة تعاملهم مع الأطفال؛ ومن ثم فهو يقدم حلولا مبتكرة، يمكن من خلالها معاقبة الطفل نفسه.
6- انتصرت إيمان سند المسيري لمجموعة قيمية مغايرة تماما لما هو سائد فقد قدمت صورة للأميرة لا تعتمد على جمالها الخارجي فحسب؛ بل تعتمد على الذكاء ورجاحة العقل وحسن التصرف والاستعداد لمد يد العون بالمساعدة للآخر. ومن ثم فهي تلفت المتلقي/ الطفل إلى أن الأنثى ليست مجرد شكلا فحسب؛ بل إنها كيان مكتمل له أبعاده الداخلية. وهو الأمر الذي يسهم في تشكيل اتجاهات جديدة ومغايرة نحو الصورة الذهنية للمرأة لدى الطفل. لتقف في مقابل تلك الصورة الذهنية السلبية التي تم تشكلها عبر الأدب الموجه للطفل.
7- ترى الباحثة كذلك أن الكاتبة ”إيمان سند” نجحت في بلورة قيمة المساواة بين الرجل والأنثى في السعي نحو حل المشكلات مهما بلغت صعوبتها، بدون أي إنقاص لشأن أي منهما. كما أهتمت بتقديم مجموعة من القيم؛ مثل: قيمة ”الحرية” التي قامت الأميرة من أجلها بخوض غمار التجربة؛ وقيمة التعاون، ومد يد المساعدة لمن يحتاج، والانتصار لقيمة الخير في مقابل الشر.
8- لقد لاحظت الباحثة أن الكُتَّاب الثلاثة لم يهتموا بتحديد الفئة العمرية المستهدفة من كتابة هذه القصص؛ وهو الأمر الذي يلقي بشيء من التقصير في هذه الجزئية على الكتاب أنفسهم؛ إذ يصعب على الشخص المعني بجلب هذه القصص للأطفال تحديد مدى ملاءمة هذه الأعمال للفئة العمرية؛ التي يُبْتَغى تقديم هذه القصص إليها.
سادسا- أهم توصيات الدراسة:
هناك مجموعة من التوصيات التي أريد أن أدرجها في نهاية هذه الدراسة؛ من أهمها:
1- تشكيل لجنة من المتخصصين في التربية وعلم النفس والأدب والنقد، لانتقاء الأعمال الأدبية المقدمة للطفل على أسس قيَمية وفنية تصاغ وفقا لاحتياجات كل مرحلة من مراحل الطفولة.
2- أغلب القصص والكتب الموجهة للطفل لا تحدد الفئة العمرية المستهدفة، لذلك يجب ألا يتم التصريح بالطباعة أو النشر لأي قصة أو كتاب إلا بعد أن يتم تحديد الفئة العمرية المستهدفة.
3- هناك ندرة شديدة في حجم المطبوعات الموجهة للطفل، لذلك يجب تقديم الدعم المادي من قِبَل الدولة لدور النشر، وإعفائها من مختلف النفقات؛ مثل الضرائب والرسوم الجمركية المختلفة، لتشجيعهم على الاهتمام بنشر وتوزيع كتب الأطفال.
4- إدراج أدب الطفل بوصفه مادة مهمة للدراسة في الكليات أو الأقسام المعنية بدراسة الأدب.
5- تشجيع الكُتاب والمبدعين على الاهتمام بالأدب الموجه للطفل؛ وتقديم الدعم المادي والمعنوي من خلال رصد جوائز مادية قيمة للأعمال المميزة المقدمة للطفل، وكذلك توفير منح تفرغ تتيح لهم فرصة للدراسة والبحث فيما يتعلق بهذا المجال؛ ومن ثم تجويد المنتج الفني والأدبي الموجه للطفل.
6- إن الإعلام المرئي له مفعول السحر في توجيه الناس سواء الكبار أو الأطفال؛ لذلك يجب عليه أن يقوم بدور توعوي في ترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال. وكذلك تقديم الدعم الإعلامي من خلال تقديم برامج تدفع الطفل إلى القراءة، وتقوم بإرشاد الآباء والقائمين على تربية الطفل، إلى كيفية اختيار الكتاب أو القصة المناسبة لكل مرحلة عمرية.
7- إن الكاتب والمبدع لأدب الأطفال يسهم في بناء شخصية الطفل، لذلك فهناك عبء كبير ملقى على عاتقه؛ ومن ثم يجب عليه أن يكون على معرفة جيدة بتقنيات وفنيات الكتابة الأدبية، وأن يكون ملمًا -على الأقل- بمعرفة علم نفس النمو، للتعرف على سمات كل مرحلة من مراحل الطفولة المختلفة.
8- كذلك على المبدعين في مجال الكتابة للطفل التمرد عبر الكتابة على تلك الصور الذهنية النمطية الراسخة في أذهاننا جميعا حيال صورة الأنثى أو الحاكم أو صورة البطل التقليدي، الذي يعتمد دائما على قوة خارقة، أو تلك الثروات التي تهبط على رأس بعض أبطال الحواديت والحكايات فتنقلهم من حياة البؤس والشقاء إلى الرغد والثراء بدون أدنى مجهود.