Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قضايا الأسلوب في تفسير الألوسي المسمى روح المعاني في تفسير القرأن العظيم و السبع المثاني/
المؤلف
عبد الغنى، عاصم حمدى أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / عاصم حمـدى أحمـد عـبد الغنى
مشرف / محمد يونس عبد العــال
مشرف / محمد إبراهيم الطاووس
مشرف / محمد على سلامة
الموضوع
المعاني علم
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
283ًص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
26/7/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 283

from 283

المستخلص

فتعد قضايا الأسلوب قضايا قديمة جديدة؛ فقد عرض لها دارسون كثيرون وتعددت مناحى النظر فيها.
وقد عرض لها الدارسون العرب القدماء فى موروثهم البلاغى واللغوى والنقدى، وفى كتب إعجاز القرآن والتفاسير ككتب الجاحظ وعبد القاهر الجرجانى والسكاكى وابن جنى والمبرد وابن المعتز وقدامة بن جعفر والآمدى وابن طباطبا العلوى والرمانى كما تكثر هذه القضايا عند النقاد المغاربة بالأخص( ).
ولا شك أنهم عرضوا لقضايا كثيرة تدخل فى صلب الدرس الأسلوبى المعاصر، وبعضها بأسماء مختلفة عن تسميات الأسلوبية المعاصرة.
وإذا ما اتجهت الدراسات للكشف عن جهود هؤلاء القدماء فإن بإمكانها أن تثرى الدرس الأسلوبى المعاصر خصوصا جهود العلماء الذين تناولوا إعجاز القرآن، وعلى رأسهم الزمخشرى فى تفسيره الكشاف( )، الذى ابتكر طريقة جديدة فى تفسير النص القرآنى لم يسبقه إليها أحد( ) أسسها على علمى البيان والمعانى، فقد كان مولعا بآثار العالم الكبير عبد القاهر الجرجانى فعكف على كتابيه دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة وتمثلهما ورأى أنهما يمثلان فكرة مجملة رائعة, تحتاج إلى بسط وشرح وتطبيق، واختار مجال تطبيقه كتاب الله، فكتب على أساس من هذا الفهم البلاغى الناضج كتابه القيم فى التفسير”الكشاف”، ولقد استطاع أن يقف أمام كثير من أسرار بلاغة القرآن فى هذا الكتاب”( )، وتبعه مفسرون كثيرون؛ إذ دعا جهده كتب التفسير التى تلته لتأخذ عنه من أمثال أبى حيان والشوكانى والفخر الرازى والألوسى، واستمر هذا النمط الذى افتتحه الزمخشرى حتى يومنا هذا.
إن من يتابع كتب التراث البلاغى خصوصا كتاب دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجانى يلمح الاهتمام الواسع بمسائل تتصل بشكل واضح بالدراسات اللسانية الحديثة ـ خصوصا التداوليةـ كالاهتمام بأركان الخطاب ومقاصده وأفعال الكلام وغيرها( ).
فالناظر إلى أصل كلمة البلاغة العربية يجد أنها من الفعل بلغ الذى يحيل إلى الغاية، وهنا ندرك مفهوم القصدية فيها، فيقول أبو هلال العسكرى البلاغة سميت بلاغة ”لأنها تنهى المعنى إلى قلب السامع فيفهمه”( ).
وكذلك الناظر إلى تعريف الخطيب القزوينى للبلاغة ”مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته”( )، يلمح أن البلاغة تقوم على عملية اتصال يقوم فيها المتكلم بالنظر إلى السياق المحيط وحال المخاطب ثم يلقى الخطاب المناسب الذى يضمن نجاح عملية التواصل، ويقول السكاكى”البلاغة هى بلوغ المتكلم فى تأدية المعانى حدا له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقها وإيراد أنواع التشبيه والمجاز والكناية على وجهها”( )، كما يكون فيها المخاطب هو الهدف، ومن هنا نجد أن هناك تقاربا شديدا بين التداولية والبلاغة فى الهدف، وإن اختلفا فى المنهج.
والناظر كذلك إلى البلاغة العربية يجد أنها قد اعتنت كذلك بالربط بين البنية اللغوية وغرضها، فعندما درس البلاغيون أنواع الخبر ربطوها بحال المتلقى؛ فإن كان المخاطب خالى الذهن من مضمون الخبر كان الخبر الذى يلقى إليه ابتدائيا خاليا من التوكيد وإن كان مترددا كان الخبر الملقى إليه طلبيا مؤكدا بمؤكد واحد وإن كان منكرا كان الخبر الملقى إليه إنكاريا مؤكدا بمؤكدين على الأقل، ثم نظروا بعد ذلك فوجدوا أن السياق قد يتطلب منهم غير ذلك فخالفوا هذا لمطابقة السياق والحال. فهذه أبعاد تداولية واضحة فى البلاغة العربية؛ فالمبدأ الذى انطلق منه هذا التقسيم هو مبدأ وظيفى يقوم على رصد خصائص تراكيب اللغة فى علاقاتها بمقامات إنجازها من جهة وأغراضها التواصلية من جهة أخرى، كما أن تقسيم الخبر مثلا إلى هذه الأقسام باعتبار الأصل يعد تصورا قضويا للخطاب الذى يمكن أن يتغير لمطابقة مقتضى الحال وهذا تصور تخاطبى( ).
ومن ذلك دراسة الأساليب وأغراضها، وانتقالها من الدلالة الحقيقية(القضوية) إلى دلالات وأغراض أخرى (تخاطبية) يقتضيها السياق( ).
وقد كان اختيار الباحث لبحث قضايا الأسلوب فى التفسير مرده عدة أسباب منها أن علم التفسير يتضمن البلاغة بعلومها كإحدى أدواته كما أن التفسير يعتمد على الوصفية فى تناوله للظواهر اللغوية والبلاغية في القرآن الكريم، وهذا يلتقى مع الأسلوبية فى المنهج فكلاهما وصفى، وكذلك إذا كانت الأسلوبية قد استفادت من علوم كثيرة( ) فإن التفسير كذلك استفاد من علوم كثيرة؛ فقد استفاد التفسير من كل علم ممكن، وحتى مع بداية هذه العلوم”فإن مباحث البلاغة والنحو واللغة والتفسير والنقد وغيرها ولدت مختلطة ولا سيما كتب المتقدمين كسيبويه والفراء والمبرد وثعلب وابن قتيبة”( )، بالإضافة إلى خصوصية النص القرآنى التى تؤثر فى توجيه الدرس اللغوى والبلاغى، وكان اختيار الباحث لتفسير الألوسى نابعا من كونه تفسيرا متأخرا جمع جل ما قاله المفسرون من قبله، بالإضافة إلى توجهه اللغوى والبلاغى الواضح الذى أشار إليه الكثير من الدارسين( ).
وقد اختلفت التفاسير فى درجة تناولها لقضايا الأسلوب تبعا لتوجهاتها اللغوية والبلاغية ولعل أكثر التفاسير إفادة فى هذا المجال بعد الزمخشرى تفسير الألوسى المسمى”روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى”( )؛ فجمع فيه الألوسى الكثير مما قاله الزمخشرى وأبو حيان والفخر الرازى، فكان أشبه بحصيلة التفاسير السابقة.
هدف البحث :
أما هدف البحث فهو دراسة قضايا الأسلوب من خلال تفسير الألوسى دراسة تكشف عن طبيعة جهد الألوسى فى هذا المجال من وجهة نظر الدرس الأسلوبى المعاصر.
منهج البحث :
ينتهج الباحث المنهج الأسلوبى المعتمد على الوصف والتحليل الذى يحاول من خلاله استبيان قضايا الأسلوب من خلال تفسير الألوسى.
يبدأ الباحث عند الحديث عن أية قضية بإطار نظرى يتحدث فيه عن القضية فى الدرس الأسلوبى المعاصر وعند القدماء ثم يعرض جهد الألوسى.
لا تخضع الدراسة للإطلاق التام بمعنى وجود الظاهرة كاملة أو انتفائها كلية، فالباحث يضع الإطار العام للفصول ثم يبحث فى جهد الألوسى لبيان ما توافر لديه من تلك القضايا، ولا يسعى إلى لىّ عنق النصوص لإخضاعها لتفسير ما أو تأويلها لسد فراغها من البحث.
الدراسات السابقة :
من اللافت للنظر توجه بعض المهتمين بالدرس اللغوى والبلاغى القديم إلى تناول أعمال علماء النقد والبلاغة واللغة والنحو بهدف الكشف عن أهمية تلك الأعمال والربط بينها وبين الدرس الأسلوبى الحديث والوقوف على مدى التقارب والتباعد بينهما فى حين أن تراث التفاسير لا يلاقى ذلك الاهتمام ذاته من المهتمين بالدرس الأسلوبى بالرغم من ثراء ذلك التراث واستفادته من تلك العلوم.
أما الدراسات التي تناولت تفسير الألوسى تحديدا فقد ركز أغلبها على القضايا اللغوية فى تفسير الألوسى منها دراسة الباحث: عفيفـى رمضـان عفيـفى أحــمد والمسماة ”القــراءات القرآنيــــة دراسة لغويـة من خلال تفسير الألوسى”( )، ودراسة الباحث: جمعة محمد السيد مدكور والمسماة ”آراء الزمخشرى النحوية والصرفية فى كتاب (روح المعانى) للعلامة الألوسى المتوفى1270 هـ وموقف الألوسى منها”( ).
وقد التفتت دراسات أخرى إلى دراسة منهج الألوسى فى التفسير مثل دراسة الباحثة: إيمان محمد نصر أحمد والمسماة”منهج الألوسى فى تفسيره روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى مع مقارنته بما كتبه القاسمى فى تفسيره محاسن التأويل”( )، ودراسة الباحث: محسن عبد الحميد أحمد المسماة” الألوسى مفسرا”( ).
وهناك من درس علم المعانى فقط فى تفسير الألوسى، وهو الباحث: عبد الهادى عبد الرحمن عبد العال فى رسالته المسماة”مباحث علم المعانى فى تفسير الألوسى”( ).
وهناك من درس ظاهرة واحدة من الظواهر البلاغية فى تفسير الألوسى ومنها دراسة الباحثة: منال محمد محمد البسيونى المسماة”صور الإيجاز فى القرآن الكريم كما يراها الألوسى”( ).
وهناك من درس سور (الفاتحة والبقرة وآل عمران) فقط من خلال جهود الألوسى البلاغية، وهى دراسة الباحث: العادل محمد أحمد سليمان والمسماة”المباحث البلاغية فى تفسير الألوسى حتى آخر سورة آل عمران”( ).
فصول البحث :
وقد قام الباحث بتقسيم هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة وثبت للمصادر والمراجع.
ففى المقدمة: عرض الباحث أهمية البحث وأسبابه والمنهج المتبع فيه والدراسات السابقة.
وفى التمهيد : عرض الباحث للتعريف بالألوسى وتفسيره.
وفى الباب الأول:
عرض الباحث لقضايا الأسلوب فى تفسير الألوسى، وفيه فصلان:
فى الفصل الأول: عرض الباحث للتلقى ومفهومه فى الدراسات المعاصرة والتراثية، ثم عرض له فى تفسير الألوسى باعتبار التلقى المشاركة الفعالة بين النص والقارئ المتلقى. أى إن الفهم الحقيقى للنص ينطلق من وضع القارئ فى مكانه الحقيقى وإعادة الاعتبار له باعتباره هو المرسل إليه والمستقبل للنص.
وفى الفصل الثانى: عرض الباحث للعدول، ومفهومه فى الدراسات المعاصرة والتراثية، ثم عرضه فى تفسير الألوسى.
وفى الباب الثانى:
عرض الباحث لمستويات التحليل الأسلوبى فى تفسير الألوسى وفيه خمسة فصول:
فى الفصل الأول: عرض الباحث للمستوى الصوتى فى تفسير الألوسى وتناوله للدلالة الصوتية والعدول الصوتى.
وفى الفصل الثانى: عرض الباحث للمستوى الصرفى فى تفسير الألوسى وتضمن الحديث عن معانى بعض الصيغ الصرفية وبيان سبب اختيارها دون غيرها والعدول الصرفي.
وفى الفصل الثالث: عرض الباحث للمستوى التركيبى فى تفسير الألوسى وتناوله للعدول التركيبى ومظاهره التى منها التقديم والتأخير والذكر والحذف والالتفات.
وفى الفصل الرابع: عرض الباحث للمستوى الدلالى وركز فيه على السياق.
وفى الفصل الخامس: عرض الباحث للمستوى التصويرى فى تفسير الألوسى وتناوله للصور القرآنية وأدواتها من تشبيه واستعارة ومجاز وكناية.
وفى الخاتمة ذكر الباحث أهم النتائج التى توصل إليها البحث.
وفى ثبت المصادر والمراجع ذكر الباحث أهم المصادر والمراجع والدوريات التى اعتمد عليها البحث.