الفهرس 
ماهية النظرية البنائية وأسسهايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 656 |  |  |
| | | from | 656 | | |
المستخلص
تشهد المجتمعات عديد من التغيرات فى مناحي الحياة المتعددة السياسية
والاجتماعية والاقتصادية، ونتيجة للتقدم الهائل وظهور العديد من التقنيات الحديثة
التى قللت الكثير من أعباء الإنسان ، إلا أنها من ناحية أخرى أدت إلى ظهور
المشكلات والأخطار التى تتعلق بشعور الإنسان بالأمان ، مما يعنى أن هناك
حاجة إلى تربية أمانية.
وتهدف التربية الأمانية إلى إعداد التلاميذ للحياة فى المجتمع باستقرار
ونجاح، بإكسابهم معلومات وإتجاهات ومهارات لتحقيق الأمان ، بحيث يؤثر ذلك
على سلوكهم تجاه أنفسهم والآخرين ، وفى فهمهم للخطر ومصادره، وكيفية اتقائه
وتجنبه ، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال تنمية المفاهيم الأمانية والوعى الأمانى
ومهارات اتخاذ القرار المرتبطة بالأمان.وتظهر أهمية تنمية المفاهيم الأمانية والوعى الأمانى خاصة من الأخطار
الطبيعية ، فقد أدى حدوث زلزال عام ١٩٩٢ م فى مصر إلى عديد من الخسائر
البشرية ،وعند البحث عن الأسباب وجد أن تلك الخسائر تضاعفت بسبب عدم
توفر القدر الكافى من التربية الأمانية والوعى الأمانى .
كما تمر مصر بظروف صعبة فى جميع النواحى خصوصاً السياسية ،
بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ م ؛ فظهرت تجربة ديمقراطية جديدة ، الأمر الذى جعل
كثرة الاحتجاجات والتظاهرات أمراً عادياً ،فصاحب تلك الاحتجاجات والتظاهرات
سلوكيات غير أمانية كأعمال حرق وتكسير وتخريب من قبل بعض المتظاهرين ،
إضافة إلى استغلال فئة من البلطجية ومثيرى الشغب تلك التظاهرات فى حدوث
أعمال بلطجة ترهب وتؤذى المتظاهرين ، مما يجعل وجود وعى أمانى وتنميته
مفاهيم الأمان أمراً ضرورياً عند الخروج للتظاهرالسلمى .وتأتى أهمية تحقيق الأمان من الإنترنت؛ حيث يستخدم الكثير من
المراهقين الإنترنت استخداماً سيئاً بهدف الوقوف على معرفة القيم والعادات الغربية
ومحاولة تقليد هذه القيم والثقافات مما ينعكس على سلوكياتهم بالسلب ، الأمر الذى
يؤدى إلى ظهور المشكلات الاجتماعية والأخلاقية والصحية والتعليمية لديهم .
وينصح الكثير من العلماء والباحثين بأهمية الاهتمام بتلاميذ المرحلة
الإعدادية وضرورة فهم طبيعتها ومتطلباتها ، لانها تمثل مرحلة خطرة ومهمة ،
تظهر فيها بعض التغيرات الاجتماعية والجنسية والحركية والإنفعالية والعقلية ،
والتى إذا أساء المراهق التعامل معها جعلته معرضاً للعديد من الأخطار مما يعنى
وجود وعياً أمانياً يمثل أمراً ضرورياً ، كما تتسم بالاستقلالية والاعتماد على
النفس ومحاولة الانفراد باتخاذ القرارات ، ويمكن الاستفادة من ذلك في توجيه
التلاميذ توجيهاً صحيحاً لتنمية مهارات اتخاذ القرار المتعلقة بمشكلات الأمان من
الأخطار التى تهددهم .وتمثل مناهج الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الإعدادية أقرب المناهج إلى
حياة التلاميذ وتجيههم أمانياً ، فيعد من أهم حقوق التلاميذ البيئية التى ينبغى أن
تهتم بها تلك المناهج لإعداد الأجيال الحالية والمستقبلية هو حقهم فى العيش فى
بيئة آمنة وملائمة تضمن لهم الصحة والسلامة .
ويمكن تنمية المفاهيم الأمانية والوعى الأمانى ومهارات اتخاذ القرار
بمناهج الدراسات الاجتماعية من خلال نماذج تطبيقية للنظرية البنائية كما فى
نموذج التعلم التوليدى ، فمن الأساسيات التى تعتمد عليها تلك النظرية وذلك
النموذج زيادة الوعي بين من يعرفه وما يريد معرفته وذلك من خلال تنمية
المفاهيم والوعى، مما يساهم فى ازدياد حساسية الإنسان للطريقة التي يستطيع بهاالقيام بنشاطاته وأفكاره حتى يساعده على حل مشكلاته واتخاذ القرارات السليمة .تحددت مشكلة البحث فى” وجود قصور فى المفاهيم الأمانية والوعى
الأمانى ومهارات اتخاذ القرار المرتبطة بالأمان لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية ”.
وقد تبين ذلك القصور من خلال ما أشارت إليه نتائج وتوصيات الدراسات
السابقة ، ونتائج تطبيق الاستبيان الذى طبقه الباحث على مجموعة من معلمى
ومعلمات الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الاعدادية حول مدى اهتمام وتضمين
مناهج الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الإعدادية أهداف وموضوعات تساعد فى
تحقيق الأمان لدى التلاميذ ، ودور المعلمين فى ذلك ، والمقابلتين الشخصيتين مع
عدد من الأسر عن سلوكيات أبنائهم غير الأمانية ، ومع عدد من أفراد الدفاع
المدنى والطوارئ حول مدى تمكن الأفراد بصفة عامة وتلاميذ المرحلة الإعدادية
لمهارات الأمان عند حدوث اخطار طبيعية ،ونتائج تحليل أهداف مناهج الدراسات
.(WHO ) الاجتماعية بالمرحلة الإعدادية توصيات منظمة الصحة العالمية.