Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بلاغة الخطاب السياسي :
المؤلف
محمود، محمد محمود.
هيئة الاعداد
باحث / محمد محمود محمود
مشرف / منير عبد المجيد فوزي
مشرف / نادية بدر الدين أبو غازي
الموضوع
الخطب السياسية.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
315 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - البلاغة والنقد الأدبي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

تنطلق الدّراسة من صلاحيّة البلاغة العربيّة لتحليل الخطاب السّياسيّ، لاشتمال تعريفها -مطابقة الكلام لمقتضى الحال- على مراعاة المحيط المؤثّر في الخطاب، ولكونها كاشفة لعلاقة الخطيب بالمتلقّي، وما لآليّاتها من نفاذ في بناء القناعة وزحزحتها ؛ لتكون البلاغة ممارسة لغويّة إقناعيّة.
حاججت نماذج في التّراث العربيّ انتصارا لانتمائها القبليّ أو العقديّ، وعمدت إلى استباق ردّ فعل الخصم، وإحراجه أمام جمهور السّامعين ، لقطع سبيل الجدل بوصمه بالسّلبيّ، واتّجه المحاجج القديم -كذلك- إلى توصيف مستقبل علاقة (الحاكم بالمحكوم)، وكان له دور السّفارة بديلا للسّلطة في صراعاتها، يهدّد باسمها ويقاتل بسيفها.
عني باحثون بالخطاب السّياسيّ بوصفه مادّة مكتوبة ؛ فقدّم نفر منهم محمّد حسنين هيكل ناصّا مهيمنا ؛ لكنّ الباحث يتّجه إلى وضع أسلبة الرّئيس موقع النّصّ من قبيل أنّ (الأسلوب الرّجل)، ذلك لانقطاع صلة الكاتب بنصّه، بتعديل الخطيب، وأدائه، وارتجاله، إلخ. بما يخرج الخطاب إلى حيّز دلالي مغاير للمكتوب، ولتمتع الخطيبين –موضع الدّراسة- بمهارات الكتابة الصّحفيّة والفنّيّة ؛ فحقّقا وجودهما الاتّصاليّ قبل هيكل.
شمل التّطبيق الرّئيسين (عبد النّاصر، والسّادات) لسببين :
حالة المقارنة التي تجمعهما بمن تلاهما من رؤساء، سواء في الجوانب الشّخصيّة والأدائيّة، أو في السّياسات العامة.
تصوّر أنصار الرّئيسين أنّهما مثّلا فلسفة سياسيّة مستقلّة بذاتها ، بما يشكّل عبورا لفكرهما في المستقبل.
تأثّر الرّئيسان ببلاغة عصرهما السّياسيّة، وشكّلت قناعتهما، وعمل ذهنهما على تحويل ما حصّلاه من معرفة ثقافيّة إلى ممارسة تشبيهيّة مع الواقع ؛ فقدّما التّناص الدينيّ والاستدعاء التّاريخيّ، وحاججا بالقياس المنطقيّ قياسا على تجارب سابقة ، وخالفا المنطق بغرض نقض قناعة سابقة تبريرا لحدث ما ، كما أعادا تطويع الأفكار السّياسيّة لعصرهما –يمينا ويسارا- بما يخدم رؤيتهما ؛ فاختلف مفهوم النّموذج لديهما عن منبع الفكرة ذاتها .
جاء التّطبيق البلاغيّ - عند الرّئيسين – دالّا على القضايا التي شغلتهما وكيفيّة تداولها ، فعرضا من خلال الآليّات البيّانيّة صراعات داخليّة وخارجيّة تلبّست أطرافها صورا إيجابيّة وسلبيّة ، ونحتا الشّعارات السّياسيّة في قالب المثل ، وجعلا المثل الشّعبيّ شارحا للخطاب السّياسيّ .
استخدم الرّئيسان الآليّات البديعيّة ؛ لمركزة الرّسالة الرّئيسة بالخطبة ، سواء بالتّوكيد تكرارا ، أو بإحداث جرس موسيقيّ يلفت السّامع جناسا ، أو باستعراض إحاطتهما تضادّا واستقاء ، أو بتقديم اختبار للمتلقّي بالمفارقة لتبيان مدى قناعته بالفكرة ، ونهاية لكسر الملل بالسّخرية والفكاهة .
أبانت الآليّات التّركيبيّة عن موقع المتلقّي عند الرّئيسين : مابين خالي الذّهن ، والمتشكّك ، والمنكر ، وعمد الرّئيسان لتوكيد خطابهما بمؤكّد أو أكثر ، كما دلّت بعض حالات التّوكيد لما هو خالي الذّهن أنّ الرّئيس لا يكلّم المستمع المباشر ، بل يكلّم عبره ؛ فأوصلا بالتّهديد والوعيد للفاسد أو المعارض ضرورة المحاسبة، وللعدو الخارجيّ الحرب، وبيّنا الحدث باستعمال الرّوابط الحجاجيّة للتخيير أو التّسريع أو التّرتيب، أو استدراكا، نفى الرّئيسان بغرض نفي المعلوميّة والمسئوليّة السّلبيّة، وانطوى أسلوب الحصر والقصر على نوع من التّخصيص بمعنى التّفرّد مدحا، أو مخالفة المجموع ذما، وكان أسلوب الشّرط والجزاء إشهادا على جرم وحشدا لمنطق وجوب العقوبة.