![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تُعد حاسة السمع واحدة من أهم الحواس التي يعتمد عليها الفرد في تفاعلاته مع الآخرين في مواقف الحياة المختلفة ، وذلك نظراً لكونها بمثابة الاستقبال المفتوح لكل المثيرات والخبرات الخارجية ، كما أن لها تأثيراً علي تكوين البناء المعرفي للفرد الأصم ؛ حيث يفتقد القدرة علي التواصل باستخدام اللغة والتي تعتبر الأساس في اكتساب المفاهيم والخبرات التي تؤهله ليكون عضواً طبيعياً ونافعاً في المجتمع ، ويتضح مما سبق أن أخطر ما يترتب علي الإعاقة السمعية تأثيرها علي النمو الشخصي ، العقلي ، والمعرقي ، والاجتماعي ، والانفعالي ، الاكاديمي ، وهذا يؤثر علي المراهقين الصم ويجعلهم يعيشون في عالم صامت ، وعدم قدرتهم علي فهم من حولهم ، وعدم قدرة من حولهم علي فهمهم ، مما يجعلهم يشعرون بالعزلة الاجتماعية ، والوحدة النفسية ، وانخفاض تقدير الذات ، وعدم القدرة علي تحمل الغموض ، والخوف من الفشل ، وعدم القدرة علي مواجهة أحداث الحياة الضاغطة ، والخوف والقلق من المستقبل. ومن الواضح أن القلق أصبح سمه أساسية لعصرنا الذي نعيش فيه ، نظراً لما يشهده هذا العصر من تغيرات كبيرة في شتي مجالات الحياة ، لذا يمكن بحق أن نسمي عصرنا هذا بعصر القلق ، حيث أصبح جميع أنواعه هو السمة السائدة ، الأطفال قلقون ، والكبار يقلقون ، ونحن جميعاً نعيش القلق ، فنحن قلقون لأسباب تتعلق بالماضي ، حيث الطفوله بكل أحداثها ، ونحن قلقون لأسباب تتعلق بالحاضر وذلك نظراً لأحداث الحياة الضاغطة ، ونحن قلقون لأسباب تتعلق بالمستقبل الغامض غير الواضح الذي بمثابة ضبابة سوداء. ومن هذا المنطلق يري الباحث أن قلق المستقبل يتعرض له الكثير من المراهقين الصم ، حيث أن هذا النوع من القلق يرتبط بالتوقع السلبي للأحداث المستقبلية ، وبما يمكن أن يأتي به المستقبل مما يسبب لهم الكثير من الارتباك ، والشعور بالضيق والتوتر والتشاؤم ، وضعف القدرة علي تحقيق الآمال والطموحات المستقبلية ، وذلك نظراً للغموض الذي يحيط بمستقبلهم. وفي ضوء ما سبق يعد الإرشاد المعرفي السلوكي ذات أهمية في خفض قلق المستقبل عند المراهقين الصم ، وذلك من خلال التغلب علي الأفكار الخاطئة واستبدالها بأفكار ايجابية ومنطقية ، وكذلك يشتمل الإرشاد المعرفي السلوكي علي العديد من الفنيات والتي منها إعادة البناء المعرفي ، وحل المشكلات ، والنمذجة ، ولعب الدور ، والتعزيز ، والإسترخاء ، والواجب المنزلي ، وفي ضوء هذه الفنيات التي يتضمنها البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي ينخفض قلق المستقبل عند المراهقين الصم ، مما يجعلهم يشعرون بالتوافق النفسي والاجتماعي والتفاؤل تجاه الحياة الحاضرة والمستقبلية وعدم القلق منها. ثانياً: مشكلة الدراسة: تتلخص مشكلة الدراسة الحالية في التساؤل الآتي: ما فاعلية البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي في خفض قلق المستقبل عند المراهقين الصم؟ ثالثاً: أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الحالية إلي الوقوف علي مدي فاعلية الإرشاد المعرفي السلوكي في خفض قلق المستقبل عند المراهقين الصم ، ودراسة الحالة عند ذوي قلق المستقبل المرتفع وأيضاً المنخفض. رابعاً:أهمية الدراسة: 1- ندرة الدراسات التي تناولت قلق المستقبل لدي المراهقين الصم ، وكذلك قلة البرامج الإرشادية المقدمة لهم. 2- تفيد نتائج هذه الدراسة في تحسين الخدمات المقدمة للصم في مؤسسات ومدارس التربية الخاصة في المجتمع. خامساً: مصطلحات الدراسة: تقوم الدراسة الحالية علي عدة مفاهيم أو مصطلحات ، وهي: الإرشاد المعرفي السلوكي ، وقلق المستقبل. سادساً: حدود الدراسة: تتوقف إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة علي حدودها الموضوعية ، والبشرية ، والمكانية ، والزمنية. سابعاً:الإطار النظري والبحوث والدراسات السابقة: تم إعداد إطار نظري يتضمن تأصيلاً نظرياً لكل من الإرشاد المعرفي السلوكي ، وقلق المستقبل ، والدراسات السابقة. ثامناً: فروض الدراسة: 1- توجد فروق دالة أحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياس القبلي والقياس البعدي علي مقياس قلق المستقبل لصالح القياس البعدي لدي المجموعة التجريبية. 2- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة علي مقياس قلق المستقبل لصالح القياس البعدي لدي المجموعة التجريبية. 3- لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياس البعدي والقياس التتبعي للمجموعة التجريبية علي مقياس قلق المستقبل. 4- يوجد اختلاف في البروفيل النفسي عند مرتفعي ومنخفضي قلق المستقبل. تاسعاً: منهج الدراسة: تعتمد الدراسة الحالية علي استخدام المنهج التجريبي ، ودراسة الحالة. عاشراًً: عينة الدراسة: تكونت عينة الدراسة الأساسية من (35) طالباً من المراهقين الصم المقيدين بالصف الثاني الثانوي بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بدمو ، وتم استخراج المجموعة التجريبية والضابطة من هذه العينة باستخدام معايير مناسبة لأهداف الدراسة ، وتكونت المجموعة التجريبية من (7) طلاب من الذكور ، وكذلك المجموعة الضابطة من (7) طلاب من الذكور أيضاً. وتم إجراء دراسة الحالة علي حالتين ، وهما طالبان ، الطالب الأول: يُعاني من قلق المستقبل المرتفع ، والطالب الثاني لديه قلق مستقبل منخفض ، وهذان من خارج عينة البرنامج. حادي عشرً: أدوات الدراسة: تم استخدام مقياس قلق المستقبل للمراهقين ، والبرنامج الإرشادي كأدوات أساسية للدراسة التجريبية ، وتم استخدام مقياس المستوي الاجتماعي الاقتصادي للأسرة ، والملفات المدرسية كأدوات لتكافؤ أفراد المجموعة التجريبية والضابطة ، كما تم استخدام استمارة المقابلة الشخصية ، ومقياس جودة الحياة الأسرية ، ومقياس قلق الإعاقة ، ومقياس التوافق النفسي لمتحدي الإعاقة ، وكذلك مقياس التفاؤل والتشاؤم ، واختبار ساكس لتكملة الجمل الناقصة كأدوات لدراسة الحالة علي ذوي قلق المستقبل المرتفع والمنخفض. ثاني عشر: إجراءات الدراسة: تم إجراء الدراسة وفقاً للخطوات التالية: 1- تحديد مشكلة الدراسة. 2- مسح الدراسات والبحوث السابقة التي تناولت متغير الدراسة. 3- إعداد الإطار النظري للدراسة. 4- إعداد البرنامج الإرشادي المستخدم في الدراسة. 5- الحصول علي أدوات الدراسة وتصميم البعض منها. 6- اختيار أفراد العينة: 7- أفراد العينة الاستطلاعية. 8- أفراد العينة الأساسية. 9- تطبيق أدوات الدراسة علي العينة الاستطلاعية بهدف التحقق من مدى مناسبة الأدوات للمرحلة العمرية لعينة الدراسة ، وذلك من خلال حساب صدق وثبات الأدوات. 10- تطبيق الأدوات علي العينة الأساسية ، وذلك لتحديد عينة الدراسة التجريبية. 11- توزيع أفراد العينة علي المجموعتان التجريبية والضابطة. 12- التطبيفق القبلي لأدوات الدراسة علي أفراد المجموعتان التجريبية والضابطة. 13- تطبيق البرنامج الإرشادي علي أفراد المجموعة التجريبية. 14- التطبيق البعدي لأدوات الدراسة علي أفراد المجموعتان التجريبية والضابطة. 15- التطبيق التتبعي لأدوات الدراسة علي أفراد المجموعة التجريبية. 16- تفريغ بيانات الدراسة وجدولتها وفقاً لمتغيرات الدراسة. 17- معالجة البيانات إحصائياً بأستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة. 18- استخلاص النتائج وعرضها ومناقشتها وتفسيرها. 19- تطبيق اختبار ساكس لتكملة الجمل الناقصة وبعض المقاييس النفسية والتي منها (مقياس جودة الحياة الأسرية ، وقلق الإعاقة ، والتوافق النفسي لمتحدي الإعاقة ، والتفاؤل والتشاؤم) ، وذلك علي دراسة الحالة الخاصة بالأعلي درجة والأقل درجة علي مقياس قلق المستقبل المستخدم في الدراسة. 20- تقديم بعض التوصيات ، وبعض الدراسات والبحوث المقترحة. ثالث عشر: نتائج الدراسة: 1- توجد فروق دالة أحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياس القبلي والقياس البعدي علي مقياس قلق المستقبل لصالح القياس البعدي لدي المجموعة التجريبية. 2- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة علي مقياس قلق المستقبل لصالح القياس البعدي لدي المجموعة التجريبية. 3- عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات القياس البعدي والقياس التتبعي للمجموعة التجريبية علي مقياس قلق المستقبل. 4- يوجد اختلاف في البروفيل النفسي عند مرتفعي ومنخفضي قلق المستقبل. |