Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقات الليبية الإيطالية منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى مطلع القرن العشرين :
المؤلف
العماري، محمد أبوراوي.
هيئة الاعداد
باحث / محمد أبوراوي العماري
مشرف / عبد اللطيف الصباغ
مناقش / مصطفى الغريب
مناقش / عبد اللطيف الصباغ
الموضوع
العلاقات الخارجية.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
351 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 351

from 351

المستخلص

تكتسي دراسة هذه المرحلة من تاريخ الشعبين الليبي والإيطالي أهمية كبيرة لاعتبارات عدة أهمها: تعرضها لخلفيات العلاقة بينهما، وتحليل أبعادها، والأطوار التاريخية التي مرت بها، ذلك أنها تشكل البداية الحقيقية للتطور التاريخي الممنهج في علاقاتهما في العصر الحديث بالإضافة إلى تداعيات هذه الحقبة على الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، على ليبيا وقاطنيها، باعتبارها أولى إرهاصات الخلاص من الحكم العثماني، والذي لم يكن متاحا قبلها. وحاولت في دراستي تحقيق الأهداف التالية: أولاً: محاولة تفسير مبررات الدولة الإيطالية الجديدة نحو الاستعمار، والبحث في مدى جدية المعضلات والمشاكل التي ترتبت على إعادة بناء الكيان العتيد، وحدود تأثيرها على العلاقة مع ليبيا. ثانياً: محاولة استبيان أسباب تأخر استعمار ليبيا، من خلال دراسة الأوضاع الدولية التي كانت سائدة خلال هذه المرحلة، وإبراز دورها فيه. ثالثاً: إبراز الخصائص التي شجعت إيطاليا على تطوير علاقاتها مع ليبيا، والوسائل والسبل التي انتهجتها في ذلك. رابعاً: محاولة تتبع مراحل التطور في العلاقات بين الجانبين بدءاً من المجهودات الفردية التي كان يقوم بها بعض أفراد الجالية الإيطالية في ليبيا، مرورا بدور عدد من المؤسسات الخاصة، إلى أن تم تبنيها من سلطات روما وفق برامج معد لها بعناية كبيرة. خامساً: محاولة إظهار بعض التعقيدات التي واجهت الحكومات الإيطالية، خلال فترة سعيها للحصول على مباركة الدول الكبرى لمشروعها الرامي لاحتلال ليبيا وكيفية تعاملها معها وحجم التنازلات التي قدمتها لإرضائها. سادساً: محاولة طرح هذه القضية من منطلق الفارق الزمني والحضاري بين الجانبين، أو بمعنى آخر البحث في تأثيرات التردي الحضاري على المنحى الذي اتخذته العلاقات بين الطرفين بعيدا عن الأحكام المسبقة. جاءت الدراسة في أربعة فصول وتمهيد وخاتمة، وجعلت التمهيد منها، توطئة عن الأحداث والمتغيرات الدولية التي شهدتها أوروبا خلال هذه الفترة وتداعياتها على الأوضاع داخل إيطاليا التي تمكنت من إنجاز وحدتها خلال هذه الفترة، وكذلك تناول المستجدات التي مرت بها ليبيا، بعد زوال حكم الأسرة القرمانلية، وعودتها مجددا للحكم العثماني الآيل للسقوط، وحتى قبيل الغزو الإيطالي. أما الفصل الأول فقد دار الحديث فيه عن جذور العلاقات الليبية الإيطالية قبل الوحدة وبعدها، من خلال الجالية الإيطالية والأنشطة التي مارستها، والاهتمام الذي حظيت به من القنصلية الإيطالية في طرابلس بعد الوحدة، وأثره عليها، بالإضافة إلى الدوافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قادت إيطاليا لبسط سيطرتها على ليبيا، والأسباب الكامنة وراء تأخر احتلالها، إلى أن أقدمت إيطاليا عليه، هذا فضلا عن الحديث عن موقف إيطاليا من المشاريع الأوروبية فيها. واختص الفصل الثاني بالتسويات الاستعمارية التي جرت حول ليبيا، من خلال الأدوار المتعددة التي قامت بها الدبلوماسية الإيطالية مع الدول الأوروبية الفاعلة، المنضوية في التحالف الثنائي والوفاق الودي، والدول غير المرتبطة بالتكتلات مثل روسيا القيصرية، والتنازلات التي قدمتها لنيل موافقاتها على احتلالها. وحفل الفصل الثالث بالبحث في تطور العلاقات بين الجانبين إبان مرحلة الإعداد للعمل العسكري، وما شهدته من دراسات استكشافية وتجسسية، وأنشطة اقتصادية وثقافية، مارستها الأذرع التنفيذية للحكومة الإيطالية، بهدف إيجاد شكل من أشكال التعايش السلمي بين الأهالي ومؤسساتها العاملة في ليبيا، قائماً على التعاون المشترك والمثمر والذي يمكن أن يقود إلى استحواذها عليها دون إراقة دماء جنودها، أو في أسوأ الاحتمالات خلق مصالح اقتصادية يمكن التذرع بحمايتها لتبرير أي عمل عسكري قد تضطر لتنفيذه هناك. وجاء الفصل الرابع ليتناول ردود الأفعال الخارجية والداخلية تجاه المشاريع الإيطالية في طرابلس، من حيث تعامل السلطات العثمانية معها، وتجاوب الأهالي من عدمه مع مغرياتها، وموقف الأحزاب الإيطالية من العمل العسكري الذي قاربت الحكومة على الانتهاء من الإعداد له وتنفيذه. وقد خلصت الدراسة للعديد من النتائج نذكر منها ما يلي: أولا: عبَرت إيطاليا مرحلة الخصام والفرقة، التي ظلت سائدة بين مكوناتها ردحا من الزمن، إلى مرحلة الدولة الموحدة، مستغلة مرحلة التحولات الكبرى التي طرأت على أوروبا منذ بداية القرن التاسع عشر، وسعت جاهدة للتمكين لوجودها بين قريناتها، آخذة بأسباب القوة والتطور، وهو ما مكنها من تحقيق نسبة لا بأس بها من النمو وفي مختلف المجالات، وفي زمن قياسي. ثانياً: خلصت الدراسة إلى أن ما شهدته ليبيا بعد عودتها للحكم العثماني، مرة أخرى إثر انهيار حكم الأسرة القرمانلية، من ثورات وقلاقل وعدم استقرار، وما جابهتها به السلطات التركية من قمع وبطش وعنف، ترتب عليه وضع اقتصادي متردٍ، واجتماعي غاية في البؤس، قاد في محصلته إلى اتساع الهوة التي كانت تفصل بين سكانها وأسيادهم، الذين لم يكترثوا لذلك، واستمروا في إخضاعهم بالوسائل ذاتها، في وقت كانت فيه بعض الدول الاستعمارية تتحفز لمنازعتهم ملكيتها. ثالثاً: تناولت الدراسة جذور العلاقات الليبية الإيطالية، وأكدت على قدمها وعراقتها، وأفردت مساحة لا بأس بها للجالية الإيطالية في طرابلس، والأدوار التي قامت بها قبل الوحدة وبعدها، والاهتمام الذي أولته الحكومات الإيطالية بها، والإجراءات التنظيمية التي اتخذتها القنصليات الإيطالية العاملة فيها لتأطيرها، والاستفادة من الأنشطة التي كانت تقوم بها لصالح مشروعها الاستعماري. رابعاً: أظهرت الدراسة الأطماع الاستعمارية لعدد من الدول الأوروبية في ليبيا، والمخاوف التي انتابت السلطات الإيطالية من مشاريعها تلك وموقفها منها، والسبل التي اتخذتها لدرئها عنها، كما ناقشت الدراسة جدية هذه المطامع من عدمها، وتعامل السلطات التركية معها، ومدى نجاحها في استخدامها لإعاقة وعرقلة الأنشطة الاستعمارية الإيطالية فيها. سادساً: ظهر واضحا من خلال الدراسة بأن المعوقات التي أخرت احتلال ليبيا كل هذا الوقت لم تكن لعدم قيمتها وضآلة مردودها، وإنما كانت نتيجة للتعقيدات الدولية التي كانت مرتبطة بوجود الدولة العثمانية أساسا، وما قد يترتب على زوالها من صراعات بين الدول الكبرى التي كانت تتحين الفرص للانقضاض على ممتلكاتها ووراثتها. سابعاً: تطرقت الدراسة للتسويات السياسية، التي قامت بها الحكومات الإيطالية مع الدول الأوروبية الاستعمارية الكبرى، وكشفت عن التعقيدات التي واجهت علاقاتها معها، والتنازلات التي قدمتها لها، والآليات التي استخدمتها في الضغط عليها، واستفادتها من التناقضات التي كانت قائمة بين عدد منها.