الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة (التجديد فى الفكر الاسلامي عند الشيخ محمد متولى الشعراوي)، والتجديد فى الفكر الإسلامي ما هو إلا محاولة العودة بالدين الإسلامي إلى ما كان عليه يوم نشأ وظهر، وذلك بتقوية ما وَهَىِ منه، وترميم ما بلى، حتى يعود أقرب ما يكون إلى صورته الأولى. فتجديد الفكر ما هو إلا تحريك لكل القوى والمدارك العقلية والانطباعات الوجدانية ، والعقل يتطلع إلي التجديد وذلك لممارسة حق مشروع ، والمجتمع يتطلع إليه لتزويده بالرأي الذى يحقق له المصالح المشروعة التى أقر الإسلام بها فى مبادئه الأساسية والتجديد فى الفكر الإسلامي عند الشيخ الشعراوى له ملامح وسمات وخصائص تُميِّزه عن غيره ، وأول ما يميز فكر الشيخ الشعراوي انطلاقه من مصدرى الشريعة الإسلامية القرآن والسنة وعليه يصبح الفكر الإسلامي فى منأى بعيداً عن الأهواء الإنسانية الخاصة، ولم يجمع الشيخ فى دراسته الواسعة بين الكتاب والسنة وعلومهما فقط ، وإنما جمع فى فكره أهم ما يحتاجه ويتطلبه فهم النص الشرعى وإدراك مغزاه من أهم العلوم الإنسانية كالطب والفلك والرياضيات وعلوم المعاني والبيان ، والأدب والشعر والعلوم الاجتماعية ، مع الانفتاح على الأوضاع الحاضرة والمتطلبات المعاصرة ، ومن هنا تميز خطابه الديني بالتطور والانفتاح على العصر ، وذلك كى يتجاوز الخطابات الدينية الركودية والمتزمتة التي أساءت إلى الإسلام والمسلمين . وتظهر ملامح تجديد الفكر الإسلامي عند الشيخ الشعراوى فى حسه اللغوى ، والقدرة الممتعة والجذابة والمؤثرة والتى تميز فيها بمخاطبة العقل والوجدان ، وتحريك العاطفة، علاوة على خلو أسلوبه من الغموض والالتواء والتكلف والتصنع، فكان خبيراً فى تبسيط المعلومة وتفكيكها وجمع الأدلة والبراهين عليها حتى تتجلى جلاء لا غموض فيه ، فكان يستعمل الألفاظ البسيطة القريبة للفهم والتى تخلو من التكلف ومن التصنع ، فالوضوح التام كان مفتاح شخصيته . وقد قاد الشيخ الشعراوى أول مبادرة للتجديد والإصلاح داخل التعليم الأزهري فى الأول من يوليو عام 1959م |