الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عاش الشيخ الشنقيطى فترتين من الزمن، الأولى فى بلاده التى كانت محتلة من قِبَل الفرنسيين، وقد اشتغل هذه الفترة فى مجال التدريس والقضاء، وبعد الانتقال إلى المملكة العربية السعودية عاش الشيخ الشنقيطى أحداثها السياسية وشارك فيها الرأى والمشورة، وهناك لَقِىَ الشيخ الشنقيطى حظوة وعناية يليقان به. وقد عاش الإمام القرطبى قبل الانتقال إلى مصر حياة سياسية مضطربة، مليئة بالصراعات، وعند انتقاله إلى مصر لم يكن الحال يختلف عما كان عليه فى موطنه الأصلى الأندلس، فقد كان الصليبيون يشنون الحروب الصليبية على مصر والشام، وعاشت البلاد فى فوضى عارمة وغزوات متتالية. تأثر الشيخ الشنقيطى تأثراً واضحاً بالأمام القرطبى ورجع إليه فى معظم القضايا التفسيرين، من تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، ولكننا نرى أن تفسير الشيخ الشنقيطى ركز كثيراً على التفسير بالقرآن وأبدع فيه حتى صار تفسيره علماً عليه وأساساً كذلك، ومرجعاً فيه. تفسير الشيخ الشنقيطى أقرب إلى مناهج المفسرين المتقدمين، خاصة فى العرض والتحليل والنقاش والتوسع والتبحر فى شتى العلوم والمعارف. لقد كان الإمام القرطبى متميزاً فيما عرض من مادة علمية تتعلق بمسائل علوم القرآن، ولذا فإن الشيخ الشنقيطى عول عليه ونقل منه كثيراً فيما يتعلق بأسباب النزول، والقراءات القرآنية، وتعامله مع الإسرائيليات وموقفه منها، وموقفه من الحروف المقطعة فى أوائل السورة وكذلك موقفه من النسخ. |