الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن مشكلة التلوث البيئى ليست مشكلة جديدة أوطارئة بالنسبة لكوكب الارض وإنما الجديد فيها هو زيادة شدة التلوث كما وكيفا فى عصرنا الحاضر ،فالله تبارك وتعالى يقول فى كتابه الكريم ”إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”*اى بتقدير وحكمة ،وأيضا قوله تعالى ”وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا”* .فالله خلق الارض بتوازن شديد الدقة يجعلها صالحة للحياة للانسان ولكل الكائنات الحية الأخرى . فالبيئة بمكوناتها هى نعمة الله للإنسان وعليه أن يحصل على رزقه ويمارس علاقاته دون إتلاف وإفساد مصداقا لقوله تعالى ”كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ”*، و موازين البيئة الطبيعية تتمثل فى قوله تعالى ”أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ”* فهذا التوازن الدقيق تحدث عنه القران فى عصر لم يكن هناك أى علم عن توازن البيئة . ففى واقع الأمر إن بيئة الإنسان من الناحية الجغرافية والطبيعية تكون وحدة واحدة لا تتجزأ والعناصر التى تتكون منها كالهواء والماء والبحار والحياة النباتية والحيوانية يرتبط بعضها بالبعض الاخر وتتفاعل فيما بينها ، وبالمثل فالأجزاء التى تصيب البيئة لا تنحصر فى مكان حدوثها بل تتحرك وتصيب أماكن تبعد الاف الكيلومترات عن مصدر حدوثها . وعندما تطورت وسائل الاستقرار البشرى وتزايدت فرص استغلال الموارد الطبيعية ،خلال اجتياز الإنسان عقبة التأقلم مع البيئة والانخراط فيها ،بدأت تظهر ببطء شديد انعكاسات تلك التدخلات غير المحدودة للإنسان فى مختلف البيئات الجغرافية واستغلاله الجائر لمواردها ،بالإضافة إلى حضوره البشرى الطاغى الذى لم يكن يستوعب بعد مسالة البيئة ،وذلك حتى ظهر التلوث بكافة أشكاله وأبعاده بعناصر المحيط الحيوى (الماء والهواء والتربة والنبات والحيوان والإنسان )،ومن ثم تراكمت اثار التلوث وأضراره بمختلف منظومات البيئة نتيجة تدخل غير مسئول للإنسان من أجل تعظيم احتياجاته. |