Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الثقافة الاستهلاكية وأثرها على القيم الاجتماعية :
المؤلف
مصطفى، هبه الله مصطفى محمد،
هيئة الاعداد
باحث / هبه الله مصطفى محمد مصطفى
مشرف / أحمد أنور محمد
مشرف / فريال حسن خليفة
مناقش / فريال حسن خليفة
الموضوع
القيم الاجتماعية.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
295 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - الفلسفة وعلم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 120

from 120

المستخلص

شهد المجتمع المصري في الآونه الأخيرة العديد من التحولات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن العولمة, والتي كان من أبرزها الانتشار الواسع للعديد من مراكز التسوق التجارية الضخمة التي يُطلق عليها «المولات», وقد كان لمراكز التسوق دورا بارزا في نشر الثقافة الاستهلاكية وترسيخها في المجتمع المصري من خلال ما تقدمه من سلع وخدمات تعمل على جذب وإستقطاب المستهلكين من كل الفئات الطبقية والعمرية. وقد ترتب على ذلك ظهور قيم سلبية مثل قيم المظهرية والحظوظية والاقتناء والتملك. من هنا أصبح الحديث عن الثقافه الاستهلاكية أمرا ضروريا ذلك في ظل الانتشار السريع لمراكز التسوق والتي تتخذ آليات عديدة لنشر الثقافة الاستهلاكية.
وكان الهدف الرئيس من الدراسة هو الكشف عن أثر الثقافة الاستهلاكية على القيم الاجتماعية لمرتادي مراكز التسوق داخل المجتمع المصري, وذلك من خلال التعرف على دور العولمة في نشر الثقافة الاستهلاكية, والتعرف على تأثير مراكز التسوق على إبراز التمايزات الطبقية, والتعرف على الرموز المرتبطة بالاستهلاك داخل مراكز التسوق, والكشف عن الآليات التي تستخدمها مراكز التسوق في جذب المستهلكين, ورصد التغيرات التي تطرأ على أنساق القيم الاجتماعية السلبية مثل: قيم الاقتناء, والمظهرية, والحظوظية, والتبذير, والاسراف.
ولتحقيق الأهداف السابقة تسعى الدراسة إلى محاولة الإجابة عن مجموعة من التساؤلات, أهمها: كيف ساهمت العولمة في نشر الثقافة الاستهلاكية؟, وما أثر ثقافة الاستهلاك على تعميق التمايزات الطبقية؟ وإلى أى مدى يتخذ الاستهلاك طابعًا رمزيًا؟ وما هي الآليات التي تستخدمها مراكز التسوق (المولات) في جذب المستهلكين؟ وأخيرا ما أثر ثقافة الاستهلاك على القيم الاجتماعية؟
واعتمدت الدراسة على مجموعة من النظريات التى تقدم إطار تحليلي نظري فيما يتعلق بموضوع الاستهلاك والقيم وماينجم عنهم من اغتراب وتشيؤ الانسان, كما ارتكزت على فكرة ربط الاستهلاك بالتباينات الطبقية للفئات الاجتماعية المختلفة, وما ينتج عن ذلك من إبراز التمايزات الطبقية وتعميق الصراع الاجتماعي بين الفئات الاجتماعية المختلفة.
كما اعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة العشوائية, وكذلك استخدام الاستبيان كأداة لجمع البيانات. وتكونت عينة الدراسة من 220 فرد من مرتادي مراكز التسوق في مدينة القاهرة, وقد اختارت الباحثة خمسة مراكز تسوق لتطبيق الاستبيان بها وهم كايرو فيستيفال سيتي مول بالقاهرة الجديدة, وصن سيتي مول بمصر الجديدة, وسيتي ستارز, وجنينة مول, سيتي سنتر مول بمدينة نصر, نظرا لأنها من أكبر مراكز التسوق وأحدثها وهي مجتمع الدراسة.
ومن أبرز النتائج التى توصلت إليها الدراسة، ما يلى:
1- أكدت الدراسة على أن استهلاك الفرد لنوعية معينة من السلع تكسبه رموزا تميزه عن الآخرين. حيث يرغب الأفراد ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المرتفع وبعض الفئات المتوسطة في تميز أنفسهم عن الآخرين من خلال شراء السلع ذات الماركات العالمية واقتنائها. في حين أن الأفراد ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض والمتوسط من الذين لا يستطيعون شراء تلك السلع يلجأون إلى تعويض ذلك بشراء بدائل هذه السلع من السلع ذات الماركات العادية. ومن ثم تتحقق فكرة التمايز الاجتماعي.
2- كما أكدت الدراسة على أن الاستهلاك يعمل على تراكم رأس المال الاجتماعي لدى الفرد من خلال تدعيم العلاقات الاجتماعية القائمة على التعاون والألفة مع الأسرة والأصدقاء والأقارب. حيث بلغت نسبة من يفضلون الذهاب إلى مراكز التسوق مع الأسرة 63.2%, في حين بلغت نسبة من يفضلون الذهاب إلى مراكز التسوق مع الأصدقاء 22.3%, بينما بلغت نسبة من يفضلون الذهاب إلى مراكز التسوق بمفردهم 14.5%.
3- أظهرت الدراسة الدور الرمزي الذي يلعبه استهلاك السلع. حيث ارتبط استهلاك سلع معينة بتراكم رصيدا رمزيا يعبر عن المكانة الاجتماعية. حيث أكدت نتائج الدراسة الميدانية أن 48.6% من أفراد العينة يعتقدون أن اقتناء السلع الثمينة يجعل الفرد يحتل مكانة اجتماعية مرتفعة في نظر الناس وهي نسبة مرتفعة تقترب من نصف العينة. كما بلغت نسبة من استجابوا ب (نعم) على أن هناك سلعا تضفي الاحترام والتقدير على الشخص من خلال اقتنائه لها 72.3% وهي نسبة مرتفعة, في حين بلغت نسبة من استجابوا ب (لا) 25.9%, ومن استجابوا ب (لا أدري) 1.8%. مما يؤكد وجود سلع مادية تمنح المكانة الاجتماعية وتضفي الاحترام والتقدير الاجتماعي من الآخرين. فالسيارات والموبايلات مرتفعة الثمن والمجوهرات والملابس والساعات ذات الماركات العالمية وغيرها من السلع المظهرية تعد سلعا تكسب مالكيها رموزا اجتماعية يتلاعبون بها من خلال استخدامهم لهذه السلع في حواراتهم التفاعلية اليومية من أجل منح مكانة اجتماعية متميزة بين أفراد مجتمعهم.
4- وكذلك أكدت الدراسة عن وجود العديد من الآليات والعوامل التي تستخدمها مراكز التسوق كوسيله لجذب المستهلكين وترسيخ الثقافة الاستهلاكية لديهم. وأهمها التخفيضات بنسبة 68.2%, وأسلوب عرض السلع الجيد بنسبة 51.8%, ودخول المسابقات والسحب على الهدايا بنسبة 31.8%, والإعلانات من خلال الصحف والمجلات والتلفزيون والانترنت بنسبة 19.5%.
5- وقد ترتب على النتائج السابقة انتشار بعض القيم السلبية في المجتمع المصري كقيم المظهرية والحظوظية والاسراف والتبذير وحب الاقتناء والتملك.