الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد قضية وحدة الوجود من أهم القضايا الفلسفية وهي مشكلة ذات أهمية كبيرة في دراسة الفلسفة اليونانية بصفة عامة وفلسفة سبينوزا بصفة خاصة. فقد تأثرسبينوزا في بداية تكوينه الفلسفي باليونانيين وفلسفاتهم في وحدة الوجود. لذلك يعتبر البحث في هذه القضية له من الأهمية ما يجعل الباحث يحاول التنقيب عنها في الفلسفة اليونانية وعن كيفية تأثيرها في الفكر الغربي خاصة عند سبينوزا. خاصة وأن الحضارة اليونانية قبل أفلاطون كانت تتسم بعدم وجود صور واضحة عن الألوهية حيث أنكر فلاسفة اليونان القول بحدوث العالم والخلق من العدم، فالعالم لديهم قديم أزلي، وقد أرجعوا هذا العالم إلى أصل واحدا أو أصول تكون منها على اختلاف في تحديد طبيعة هذا الأصل أو هذه الأصول. وفي العصر الحديث تأثر سبينوزا بفلاسفة اليونان القائلين بوحدة الوجود خاصة اكسينوفان الذي وحد بين الإله والطبيعة، كذلك الرواقيين القائلين إن الإله والعالم شئ واحد كذلك تأثر بأفلوطين القائل بأن الله هو المبدأ الواحد المطلق الذي فاضت عنه جميع الأشياء. فقد صرح سبينوزا بأن الله هو الجوهر الواحد وأنه علة للأشياء وقد وحد بينه وبين الطبيعة بوصفهما نوعاً واحداً. ولذا استخدم الباحث منهجاً تاريخياً تحليلياً نقدياً حاول فيه تتبع الأصول التاريخية في فكرة وحدة الوجود وتحليلها من خلال عملية النقد البناء الذي يعلن عن الرؤية البحثية عن طريق عملية المقارنة الفلسفية بين مختلف المحاولات الخاصة بوحدة الوجود والتي تعلن عن استمرار حالات التأثير والتأثر عبر تاريخ الفكر الفلسفي. |