Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النزعة الحسية فى مسرح صلاح عبد الصبور :
المؤلف
الجندي، هبة عاصم.
هيئة الاعداد
باحث / هبة عاصم الجندي
مشرف / محمد فكرى الجزار
مشرف / صباح عبد الرحمن هيكل
مشرف / محمد فكرى الجزار
الموضوع
المسرح. الفن.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
171 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
11/12/2014
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية الآداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 171

from 171

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ، معلم الحكمة ، وهادي الأمة ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد يمثل صلاح عبد الصبور اتجاها رائدا فى المسرح الشعرى بكل ما أحدثه من تحديث في مسيرة المسرح الشعري العربي ، فقد استطاع أن يفتح نصه على مذاهب أدبية متنوعة مثل استفادته من مذهب (اللامعقول) في مسرحيته ”مسافر ليل” ، كما أنه اعتمد بشكل أساسي على الترميز السياسي ، فالسمة الغالبة على مسرحه هى كونه مسرحا سياسيا ، وحتى هذه الرمزية انحصرت غالبا فى رمز ”المرأة”، والمرأة باعتبارها موضوعا حسيا على وجه التحديد، وقد تواتر استخدام رمزيتها باتجاه نزعة حسية وصلت من هيمنتها إلى حد أن شحبت معها الرمزية السياسية فى تفاصيل أغلب مسرحياته . وكان من أسباب اختيارى لهذا الموضوع ما يلي: أولا : غیاب الدراسات التى تناولت صلاح عبد الصبور من منظور النزعة الحسیة. ثانیا : اختبار الجمع بین منھج التحلیل اللغوى والتحلیل الثقافى. ثالثا : اختبار وضع المرأة فى مسرح أحد رواد الشعر الحر(التفعیلة) أو المسرح الشعرى. رابعا : كشف أقنعة المسرح السیاسى عند واحد من أهم شعرائه. إن الهدف من دراسة النزعة الحسية هو امتلاك مفاتيح الأنساق الباطنة داخل مسرحيات صلاح عبد الصبور، فلكل نص أنساقه الثقافية المضمرة ، والنص الأدبى يضمر هذه الأنساق فى أبعد نقطة عنها، وهى جمالياته، ، وتتلخص رؤية الدراسة في أن مقاربة تلك الأنساق لابد قبلها من مقاربة أخرى موضوعها الظاهرات الجمالية نفسها، فتحتها تختبئ هذه الأنساق، ووحده التحليل النقد أدبى هو الذى يمكنه أن يكشف مضمرات ما يتمتع به النص من جماليات والتي اهتم الفصل الأول والثانى برصدها، ففي الفصل الأول وهو بعنوان :المعجم الحسى في مسرح صلاح عبد الصبور”معجم أشياء العالم” قمنا بفحص محور الاختيار لدى ”صلاح عبد الصبور” على ضوء فرضية الدراسة من سيادة النزعة الحسية فى مسرحه فوجدنا تمركزا حسيا حول المرأة/الجسد (سواء فى خطاب الرجل أو خطاب المرأة) وقد تطور هذا الحقل (الإنساني) إلى حقول ذات علاقة به (اتضحت أكثر فى المستوى التصويري) وهي: ”الطبيعي” و”الصناعي” وهذه الحقول الثلاثة تشترك جميعا فى كون مفرداتها خالصة الحسية ، ثم جاء الفصل الثاني وهو بعنوان ”الصور الحسية فى مسرح صلاح عبد الصبور”؛ لينقل مفردات الحقول الثلاثة إلى مستوى بنائي/تصويرى مركزه المرأة أيضا، وجسدها على وجه التحديد، وقد توسع شاعرنا فى المصطلح البلاغى القديم ”تشبيه الحسى بالحسي” ليقيم علاقة كونية بين أشياء الوجود. علاقة مركزها جسد المرأة باعتباره محض أداة للمتعة وحسب، والغريب أن هذه الصورة الواحدة والمتكررة بأشكال مختلفة لا تكاد تختلف على لسان شخصية مسرحية، سواء كانت هذه الشخصية رجلا أم كانت امرأة، وهو ما يشير بقوة إلى أن رؤية المبدع الثقافية فى نظرته للمرأة باعتبارها جسدا للمتعة وحسب هى الحاكمة وليست رؤيته الدرامية. ثم فى الفصل الثالث وهو بعنوان ”الشخصیة بین الرمزیة والحسیة” انتقلت الدراسة إلى نقطة قریبة من الثقافة وهى رمزیة الشخصیات المسرحیة ، لنصل إلى أقصى درجات حجب الجمالیات المسرحیة للأنساق الثقافیة، فصلاح عبد الصبور یشتغل على رفع المرأة (الجسد) رمزیا إلى مستوى الوطن، ولكن النسق الذكورى المضمر وقف عائقا فى أغلب الأحیان دون تحقیق هذا الترمیز، فاستغراقه فى التصویر الموغل فى الحسیة سابقا في الفصل الثاني جعل رمزیة الوطن تفلت من بین یدي نصه ، حتى لیكاد قارئ النص یستلبه الخطاب الجنسى الفاضح عن رمزیته، ثم جاء الفصل الرابع وهو بعنوان ” النزعة الحسیة باعتبارها نسقا ثقافیا” لیكون دخولا فیما هو ثقافى خالص وبحثا عن النسق المضمر وھو هیمنة النزعة الذكوریة عند صلاح عبد الصبور ، فما سبق یفتح الدراسة على منهجیة النقد الثقافى بقوة ، والفرضیة الأساسیة التى تنطلق منها الدراسة أن النقد الثقافى لیس غایة فى ذاته، ولا یمكن مطلقا أن یستقل بقراءة النص الأدبى فما هو إلا خطوة أخیرة لابد منها لقراءة جمالیات النص فى فضاء مختلف لاكتشاف ما تستبطنه الظاهرات الجمالیة للنص الأدبى من أنساق مضمرة تنتمى إلى ما هو ثقافى أكثر من انتمائها إلى ما هو أدبى. أما الخاتمة : فقد توصلت بتوفيق الله – فى هذا البحث إلى بيان مركزية النزعة الحسية عند صلاح عبد الصبور سواء فى بناء النص أو فى توجيه دلالته، وهو إضافة أرجو أن تسد ثغرة فى الدراسات الأدبية، فبعد هذه القراءة المستوعبة فى مسرح صلاح عبد الصبور ، ودراسته دراسةً تحليلية نقدية ، يمكنني أن أرصد أهم النتائج التي توصلتُ إليها ، وهي : أولا : حفل المعجم الشعرى لصلاح عبد الصبور بنسبة ملحوظة من المفردات الحسية التى تومئ إلى الجنس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والتى اتضحت من خلال الحقول الدلالية والتى تبين من خلالها الآتي: أ- استخدام صلاح عبد الصبور لمفردات أعضاء الجسد للرجل والمرأة التى هى منبع الشهوة والرغبة وأساس العلاقة الجنسية بين الطرفين. ب- تعامل صلاح عبد الصبور مع مظاهر الطبيعة وعناصرها فلم يقف عند المشاهدات الخارجية والمرئيات الحسية، وإنما اندمج فيها اندماجا تاما واتخذ من عناصرها رموزاً تعبر عن رؤيته الإنسانية وتجربته الشعورية. وأنه تمكن من توظيف مشاهد الطبيعة وكائناتها في تصويره لمشاعره ورؤيته الداخلية. ج- توظيفه لمفردات الحقل الصناعي بأبعاده الثقافية توظيفا حسيا حيث حرص صلاح عبد الصبور على أن تكتسب هذه المفردات علاقات تفاعلية بينها وبين الواقع المعاش عبر صور محسوسة تعبر عن هذا الواقع. ثانيا : حرص صلاح عبد الصبور على أن تكتسب مسرحياته طابعا حسيا، حيث عبر عن واقعه من خلال صور محسوسة مؤثرة أسهمت فى إيضاح ذلك الواقع، وأدت وظائف إبلاغية وفنية فى آن واحد. ثالثا : استغرق نص صلاح عبد الصبور فى الترميز الحسى الذى تجلى أكثر ما تجلى فى إسقاطه السياسى على شخصيات مسرحه و كانت سيادة النزعة الحسية عند صلاح عبد الصبور خطوة أساسية فى الطريق إلى اكتشاف الأنساق المضمرة (النسق الذكوري) فى مسرحه بل وفى شعره. رابعا : على الرغم من توظيف عبد الصبور للمرأة فى مسرحه باعتبارها رمزا للوطن إلا أن النزعة الذكورية احتلت جزءا واضحا من شخصيته تجلت فى فكره وثقافته وتجسدت ليس فى مسرحه وحسب بل فى شعره أيضا، بشكل مضمر لا واعي تحت رؤيته السياسية. خامسا : لم تغير ثقافة صلاح عبد الصبور الغربية وكذلك انفتاحه على ثقافات أخرى مختلفة من نظرته الدونية للمرأة التى أنشأتها المركزية الذكورية الشرقية وحافظت عليها طوال التاريخ،غير أنه لم يبال بالوقوف ضد هذه الأنساق الثقافية (الذكورية) القارة فيه، واهتم أكثر بالقضية السياسية الأمر الذى يسقط رمزية المرأة فى جب الرؤية الذكورية. وفى الختام فإني أحمد الله ( عز وجل ) وأشكر عظيم فضله أن وفقني لإتمام هذه الدراسة، كما أتقدم بأسمى معاني الشكر والعرفان بالجميل للأستاذ الدكتور / محمد فكري الجزار أستاذ النقد الأدبى الحديث بكلية الآداب جامعة المنوفية ، تشرفت بقبوله الإشراف على بحثي هذا رغم مشاغله الكثيرة ، فجزاه الله عنى خير الجزاء . كما يطيب لي ويشرفني بأن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى العالمين الجليلين إلى الأستاذ الدكتور عبد المجيد الإسداوي - أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب - جامعة المنيا ، فقد نالني عظيم الشرف لقبوله مناقشتي وتحمله مشقة السفر ، فجزاه الله عني خير الجزاء ، وإلي الأستاذ الدكتور/ محمد أبو الفتوح العفيفي أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية الآداب جامعة المنوفية الذي سعدت بالتلمذة علي يديه أثناء دراستي الجامعية ، واليوم أتشرف بموافقته بقبول مناقشتي ، فجزاه الله عني خير الجزاء ، فلكم مني أستاذتي الكرام كل الشكر والتقدير ، داعية المولى (عز وجل) أن يعلمني من فيض علمكم ، وأن يقوم ما اعوج من عملي علي يديكم كما أتقدم بالشكر أيضاً لجميع أساتذتي الأفاضل بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة المنوفية ، إلى من تتلمذت على أيديهم أثناء دراستي الجامعية ، وأثناء دراستي التمهيدية ، فلهما مني جميعاً كل الشكر والتقدير ، وجزاهم الله عني خيراً . وأكرر شكري لله (عز وجل ) ، على ما أكرمني به من أسرة تحب العلم وتشجع عليه، بحيث كانوا الصدر الواسع أثناء فترة دراستي ، فبارك الله فيهم جميعاً ، وأخص منهم بالذكر من كان سبباً في وجودي ( أمي ) منبع الحب والحنان التي باركت خطواتي بدعائها ، فأنارت لي طريق العلم والحياة ، فأدامها الله تاجاً على رأسي ، ومتعها بالصحة والعافية ، و(أبى) الذي علمني أن أطلب العلم ما حييت دائماً ، فأدعو الله له أن يبارك في عمره ، وأن يجزيه عنى خيراً ، وإخوتي نبض قلبي وأمل مستقبلي ، داعية لهم المولى (عز وجل) أن يبارك فيهما وأن يوفقهما دائماً إلى طريق الهدى والرشاد ، وإلى زوجي فله منى كل الشكر والتقدير على ما قدم لي من إرشاد وتوجيه لأن أسير دائماً فى طلب العلم ، فأدعو الله (عز وجل) ، أن يبارك لي فيه . فإن أكن قد وفقت في هذا البحث ، فما توفيقي إلا بالله، وإن أكن قد قصرت ، فشفيعي في ذلك أن الإنسان محل الخطأ والنسيان ، وأن الوصول إلى الكمال أمر محال وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.