الفهرس 
نظرية المعرفة عند ابن سينايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 193 |  |  |
| | | from | 193 | | |
المستخلص
الفلسفة هى خلاصة الفكر الإنسانى الساعى وراء الكمال ؛ وزبدة العقول الثاقبة المتشوقة إلى إدراك الحقيقة ‘حيث نشأت منذ نشأ الإنسان ‘ ولقد أدت الفلسفة دوراً أخصبت من خلاله الفكر الإسلامى بقضاياها الشائكة ‘ حيث قدمت حلولاً قوية فى شتى مناحى الحياة ‘ وساعدت الناس على فهم وإستيعاب أهم القضايا الشائكة وكانت لهم عوناً وكذلك قدمت فى المجال الكونى حلولاً لمسائل عديدة ومن أهمها كيفية نشأة الكون ‘ وطرق وجودة ‘ وهل هو قديم ام حادث ؟ .. إلخ ‘ وقدمت أدلة على وجود الله وأثبتت له الكمال والتنزيه المطلق وكذلك اهتمت وناقشت وفسرت جميع القضايا والموضوعات التى تهم الناس وقدمت حلولاً لها.ونجد إن الشيخ الرئيس ابن سينا كرس سنتين من سنوات دراسته الأولى لتفهم مشاكل الفلسفة فيكمل دراستة للعلوم الطبيعية والمنطقية والرياضية مواصلاً العمل فى النهار والدراسه فى الليل وكان يرى حلولاً للمشاكل المستعصية فى أحلامه أثناء النوم .كما أن دراسة فكر ابن سينا لم يكن يوما من الأيام من الأمور السهلة على الباحثين فى تاريخنا العربى . كما يمكننا القول بأن لايوجد فى تاريخ الفلسفة الإسلامية شخصية اختلف عليها الباحثون قديما وحديثا ًحول مذهبها وفكرها ودورها فى الحياه الفكرية كإختلافهم حول حقيقة ابن سينا .ويعد فكر ابن سينا لبنة أساسية فى بناء الفكر الفلسفى الإسلامى الذى يمثل شريحة هامة من شرائح الفكر الفلسفى بوجه عام .صنف ” ابن سينا ” ما يزيد عن مائتين وخمسين مصنفاً منها ما هو ضخم مثل كتاب الشفاء الذى يقع فى عدة مجلدات كبيرة ويعد موسوعة فلسفية شاملة ‘ وكتاب القا نون الذى يعد من اهم المراجع الطبية العالمية ‘ومن مصنفاتة ما هو مختصر مثل كتاب النجاه الذى يعد إختصارا ً لكتاب الشفاء ‘ كما وضع الكثير من الرسائل الصغيرة مثل رسالتة فى اقسام العلوم العقلية وله مؤلفاته فى التصوف مثل كتاب الإشارات والتنبيهات.ولم يكن من السهل على رجل من غير طراز ”ابن سينا ” أن يعكف على التأليف والكتابة فى عصر تتنازعة الخلافات السياسية والمذهبية فضلاًً عن أنه هو نفسه قد شارك فى هذه الأحداث وكان ذيوع صيته كطبيب كفيلاً بأن يقضى على ما يمكن أن يدخره من وقت للكتابة ولكنه استطاع وسط هذا الجوالمتأزم أن يختزل ساعات طويلة لتحرير ما انتج من آثار فى عصرفتن وإضطرابات هو العصر العباسى الثانى.