Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المكان الروائي في إبداع بهاء طاهر:
المؤلف
رضوان، شيماء محمد على محمد.
هيئة الاعداد
باحث / شيماء محمد على محمد رضوان
مشرف / سَيد محمد السيد قطب
مشرف / عبد المعطي صالح عبد المعطي
مناقش / عبد الله عبد الحليم
مناقش / أميمة عبد الرحمن محمد
الموضوع
الأدب- تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
321 ص.؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 321

from 321

المستخلص

ينحو هذا البحث إلى معالجة موضوع المكان في روايات الأديب المصري المعاصر ”بهاء طاهر” بوصف المكان أحد أهم المكونات البنائية للعمل الروائي إذ يضم الشخصيات ويقدم لها مساحة تتفاعل فيها فيما بينها من ناحية،ومع بقية المكونات الفنية بما لها من دور في تشكيل الهوية من ناحية أخرى مما يؤدي إلى إنتاج مجموعة من الأنساق الثقافية التي تعلن عن الرؤية الجمعية للسياق الاجتماعي الذي يخاطبه النص، تلك المرآة العاكسة للمناخ السائد بما يعتمل فيه من فكر وما يصدره من سلوك.
إن الدراسة تسعى لرصد أشكال المكان عند ”بهاء طاهر” في إبداعه المتطور وتحاول أن تصل بين طرفي الثنائية (المكون الجمالي والمكون الفكري) من خلال تعاملها مع أحد العناصر الروائية التي تعد تمثيلا للمرجعية الاجتماعية.
وتتخذ الدراسة من روايات بهاء طاهر الست مادة لها وهي؛ شرق النخيل، قالت ضحى، خالتي صفية والدير، الحب في المنفى، نقطة نور، واحة الغروب.
وتفيد الدراسة في معالجة المكان من البحث السردي الذي يساعد على رصد عناصر التشكيل وجمالياتها ووظائفها، بالإضافة إلى الإفادة من المنهج السيميولوجي الذي يفيد في تحليل القرائن التي تحمل إيماءات وتؤشر على دلالات معينة تساعدنا على فهم طبيعة الشخصيات، والمنهج الثقافي الذي يعنى بتحليل المكون الفكري للأشكال التعبيرية، وكشف أبجديتها الفنية الدالة على الأنساق المتحكمة في السلوك الجمعي.
تقوم الدراسة على تمهيد وأربعة فصول تسبقها مقدمة تعرض لموضوع الدراسة وأهدافها، وتلحقها خاتمة تتضمن النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
• أما التمهيد فيقوم على ثلاثة محاور:
-المادة والتصور والإجراء.
-ترجمة لبهاء طاهر.
-مراحل الإبداع الروائي لبهاء طاهر وعلاقة ذلك بالمكان.
• الفصل الأول: ”أنواع المكان في إبداع بهاء طاهر”:
يدرس هذا الفصل أماكن بهاء طاهر من خلال ثلاث ثنائيات هي:
ثنائية ”المكان المغلق والمكان المفتوح”
ثنائية ”المكان المحلي والمكان العالمي”
ثنائية ”المكان الواقعي والمكان الغرائبي”
تلك الثنائيات تتكامل وتتضافر معا في تقديم صورة كلية للمكان في روايات بهاء طاهر.
-تعددت الأماكن في روايات بهاء طاهر، وقد أسهمت تلك الثنائيات في استقصائها، وإلقاء الضوء عليها؛ إذ برز المكان المغلق الذي يمتاز بنوع من الحميمية والخصوصية مثل البيت، والمكان المفتوح الذي لايخضع-غالبا- لملكية خاصة ونمثل لها بالحدائق العامة والصحراء.
وهناك أيضا أماكن بينية تصل بين طرفي الثنائية وهي الأماكن التي تعد نصف مفتوحة أو نصف مغلقة ونمثل لها بالمقهى.
كما حرص الكاتب على إظهار العمق المصري والآفاق الأوروبية في رواياته من خلال المكان الذي انعكست عليه المعطيات الثقافية والاجتماعية والنفسية.
وقد عمد بهاء طاهر إلى إكساب أماكنه سمة الواقعية من خلال الأسماء التي يطلقها عليها ويستمدها من خارطة الواقع، كما إنه لم يغفل المكان الغرائبي الذي استدعاه دائما عن طريق تقنية الحلم.
وتدلنا الوقفات الوصفية التي تناول فيها بهاء طاهر الأماكن على أن وصفه جاء انتقائيا ولم يكن استقصائيا؛ إذ ركز على الأوصاف التي جاءت محملة بدلالات وقرائن خاصة تسهم في فهم طبيعة الشخصيات والأحداث، وبذلك يكون الوصف قد خرج من الدائرة التزيينية، فصار المكان عنصرا فاعلا ومؤثرا له دلالته النصية.
• الفصل الثاني: ””المكان والمنظور في إبداع بهاء طاهر”:
أولا: المشهد السردي.
ثانيا: علاقة المكان بالراوي والموقع.
ثالثا: تعدد وجهات النظر.
-يعد المشهد إحدى الحركات السردية الأربع التي تناولها ”جيرار جنيت” في كتابه ”خطاب الحكاية”، وفيه يتكافأ زمن الحكاية مع الزمن الفعلي في الواقع ، وعن ذلك يتولد الحوار الذي يعد قمة التصوير، وبالتالي يتوارى الراوي في حين تسند مهمة رواية الأحداث إلى الشخصيات وهو ما يساعد بدوره على استدراج القارئ إلى قلب المشهد، وإكسابه الإحساس بالتفاعل مع الأحداث.
-يختلف إدراك الشخصية للمكان تبعا لاختلاف المنظور الذي تتبناه، وتبعا للوجهة والموقع الذي يرصد منه المكان، وقد تناوب الراوي في روايات بهاء طاهر بين الرؤية الداخلية ، والرؤية الخارجية، والرؤية المصاحبة.
وإن كانت الرؤية من الداخل هي المسيطرة بشكل كبير على إدراكية الأماكن بدءا من ”شرق النخيل”، وانتهاء ب”واحة الغروب”، وتؤكد سيطرة المنظور الداخلي – خصوصيتها التي يتلاءم معها استخدام ضمير المتكلم.
-قد يقوم العمل الروائي على تعدد وجهات النظر التي يرصد منها المكان في الرواية نفسها، وقد التزم بهاء طاهر بهذا النمط التعددي في روايته ”واحة الغروب” التي قدم من خلالها الأماكن نفسها من خلال عيني ”كاثرين ومحمود”.
• الفصل الثالث:”تحولات المكان في إبداع بهاء طاهر”:
أولا:المكان بين الثبات والتحول.
ثانيا:المكان والمسار الدرامي للشخصيات.
-إن التحولات التي أصابت أماكن بهاء طاهر جاءت في معظمها تحولات تطورية بفعل العامل الزمني، ولكن هذا لا ينفي وجود عوامل أخرى بشرية أسهمت في إدخال التغييرات على المكان.
-هناك علاقة وثيقة تربط بين المكان والشخصية التي تضفي عليه سماتها، كما يؤثر المكان على مسار شخصياته من خلال العلاقات التي تربط بين الشخصيات بداخله.
• الفصل الرابع :”المكان والأنساق الثقافية”:
يدرس من خلاله أربعة أنساق رئيسة:
نسق التحسر:الماضي الجميل.
نسق التطلع:الغد والحلم.
نسق التسلط:امتلاك المكان.
نسق التوحد:الأنا في المكان.
-تهدف الدراسة إلى الكشف عن الأنساق الثقافية المتعلقة بالمكان عند بهاء طاهر وتنعكس من خلالها الخلفية الأيديولوجية والاجتماعية والسلوكية للمجتمعات.
-يرتبط نسق التطلع ”الغد والحلم” بالإعلان عن رؤى مستقبلية ، ورغبات استشرافية من ثم يعبر هذا النسق عن محاولات طموحة ، وما يدعو للانتباه مشروعية أحلام شخصيات بهاء طاهر.
-وإذا كان نسق التطلع نسقا استشرافيا استباقيا يعمد الكاتب من خلاله إلى ربط الحاضر بالمستقبل، فإن نسق ”التحسر” يربط الحاضر بالماضي عن طريق تقنية الاسترجاع ، وتعبر كلمة ”التحسر”عن الشعور بالندم.
-يرتبط نسق امتلاك المكان بقيمة المكان في تلبية احتياجات الذات التي تجد فيه ملجأ وملاذا وهكذا تشعر بامتلاكها الضمني له ، وهو ما ينطبق على الأماكن العامة مثل المقهى بما يقدمه من قيمة تواصلية مع الآخرين، والحدائق بوصفها منبعا للجمال.
-يتحقق ”نسق التوحد: الأنا في المكان” من خلال ارتباط الذات في كثير من الأحيان بالمكان وتعلقها به إلى حد التماهي التام بينهما، هذا بالإضافة إلى أن هناك أماكن تعلقت بالتعبير عن أنساق ثقافية أخرى تشكل فكرا جمعيا؛ فالبيت في روايات بهاء طاهر يتعلق بنسق ”الانسياق” حيث يكشف من خلاله موقفا اجتماعيا خاصا بالمرأة الشرقية وهو نسق الانسياق وراء الزوج ، ويتعلق البيت أيضا بنسق”الخطيئة/ الفقر” حيث يربط الكاتب بين ”الخطيئة والفقر” عاكسًا موقف المفكر الاشتراكي التقدمي الذي عاصر فترة تاريخية مهمة استهوته فيها الشعارات الاشتراكية وطالما حلم بالتغيير ، فيدين بهاء طاهر المجتمع ويحمله مسئولية انحراف أفراده.
في حين يتعلق المقهى بنسق ”المكان/ الصفقة” حيث يتحول المقهى عن وظيفته الأساسية من حيث هو مكان لتصريف فترات الفراغ إلى وظيفة أخرى فيصبح سوقًا لأنشطة مادية وفكرية ووجدانية.