![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مما لا شك فيه أن للثورة التكنولوجية أثارًا بالغة على الحياة الإنسانية بأبعادها المختلفة, ولم تقتصر هذه الآثار على كم الإنتاج ونوعه فحسب، بل أخذت تتحكم أيضا في أهم ما يميز الإنسان ويسمو به عن غيره من الموجودات، ألا وهو بعده الإبداعي وتبدو هذه الآثار ظاهرة بوضوح على علاقته بمجتمعه الذي يعيش فيه وعلاقته بالطبيعة التي يحاول السيطرة عليها. ولم يقف هذا التأثير على الحياة الفردية فحسب, وإنما تجلت نتائجها فيما أحدثه واقع الثورة التكنولوجية من ثورة في حياة هذه المجتمعات انبثقت عن الأداة التكنولوجية بسيطرتها وكفاءتها ووحشيتها، وفى تغييرها للظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وبناءً على هذا جاء تقسيم الدراسة إلى أربعة فصول إضافة إلى المقدمة ، والخاتمة ، ونتائج الدراسة وهى على النحو التالى : - الفصل الأول : بعنوان (( فلسفة التكنولوجيا حقل معرفى جديد )): وقد تعرض الباحث فى هذا الفصل إلىتحديد المصطلحات الواردة فى ثنايا البحث مثل : التكنولوجيا ، العلم النظرى ،والعلم التطبيقى .وتحديد ماهية التكنولوجيا من حيث علاقتها بالعلم النظرى والعلم التطبيقى ، وعلاقة الفلسفة بالتكنولوجيا, وتوضيح الأسس المعرفية والمنطقية للتكنولوجيا . الفصل الثاني : بعنوان (( فلسفة التكنولوجيا «رؤية فلسفية تاريخية» )): وقد نقب الباحث فى هذا الفصل عن البواكير الأولى لفلسفة التكنولوجيا فى المرحلة القديمة ، وكيفية احتقار اليونان للعمل اليدوى والتطبيقى ، وصولاً لفكرة التكنولوجيا ، ونضجها على يد” أرسطو” ، وكيفية تجاهل الغرب لمفهوم التكنولوجيا في الحضارة الإسلامية العربية ، وإرجاعها إلى الحقبة اليونانية والحديثة والمعاصرة مما ترتب عليه إجحاف للحضارة الإسلامية وتعصب نحوها في إرساء فلسفة تكنولوجية كما أوضحت فى هذا الفصل أيضًا فضل العلماء المسلمين في إرساء فلسفة تكنولوجية ، تلك التى تجمع بين العلم النظرى والعلم التطبيقى معتمدًا على بعض النماذج مثل” إسماعيل الجزرى” ، و”تقى الدين الدمشقى ” . كما تناول الفصل البدايات الأولى لفلسفة التكنولوجيا في العصور الوسطى المسيحية تدرجاً بعصر النهضة ووصولاً بالعصر الحديث للفلسفة ، وكيفية تطور فلسفة التكنولوجيا على يد الفيلسوف الإنجليزي” فرانسيس بيكون” ، و”جاليلو” ، و” نيوتن” . والفصل الثالث بعنوان ((موقف فلاسفة القرن العشرين من التكنولوجيا )): كما كشف الباحث فى هذا الفصل عن مواقف فلاسفة القرن العشرين تجاه التكنولوجيا منها موقف فلاسفة المدرسة الوجودية تجاه التكنولوجيا,وموقف فلاسفة المدرسة البرجماتية تجاه التكنولوجيا ,و موقف فلاسفة المدرسة النقدية تجاه التكنولوجيا. والفصل الرابع بعنوان ((المشكلات الأخلاقية الناجمة عن للتكنولوجيا)): ناقش الباحث فى هذا الفصل أهم المشكلات الأخلاقية الناجمة عن التطور التكنولوجى مثل : المشكلات الأخلاقية الناجمة عن تكنولوجيا زراعة الأعضاء ، واستغلال الفقراء بإستئصال أعضاء من أجسامهم وبيعها للآخرين الأغنياء ، وبذلك باتت الأعضاء البشرية بمثابة قطع غيار ، فأصبحت تباع وتشترى للقادرين على دفع ثمنها . كما أوضحت المشكلات الاخلاقية الناجمة عن تكنولوجيا الحاسوب والانترنت مثل: إنتهاك الخصوصية ، والقرصنة الفكرية ..إلخ. أما الخاتمةفذكرالباحث فيها أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة من خلال الإجابة على التساؤلات التى سبق وأن طرحتها فى المقدمة . ذلك هو موضوع دراستنا ، وتلك هى أهميته واشكاليته ، وهذا هو منهجنا فى المعالجة ،وهذا جهد متواضع بذلته أرجو أن أكون قد وفقت فيه. |