![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن حرية التفكير والإبداع حق طبيعي لكل مفكر وكل مبدع، ولكن هذه الحرية على مر العصور لم تكن مطلقة بل كانت دائمًا مشروطة بشروط تسنها القوى الحاكمة (السلطة)، حتى وإن كان هدف هذا التفكير، أو ذاك الإبداع كشف أو تعديل مجموعة القيم التي تستخدم على أنها مبدأ منظم لحياة جماعة حضارية معينة، وقد تغفل تلك القوى أننا لكي ننجو من الابتذال علينا أن نظل منطقيين وصادقين مع أنفسنا، وإذا أدى ذلك بنا إلى اللامعقول فعلينا أن نبدأ من الصفر من جديد. في هذا السياق الدلالي ارتبطت كل الممارسات الفنية والأدبية الرسمية (الشعر- النثر- الكتابات النقدية– التراجم- الخطاب الديني) بالقوى السياسية الحاكمة في مقابل الممارسات الفنية والأدبية المهمشة التي نشأت في ساحات المعارضة , وقد تأسست تلك الممارسات– سواء أكان السائد منها أم المهمش- بوصفها أداة من أدوات استمالة العوام ، والتأثير على اختياراتهم الفكرية والاجتماعية فإذا كنا نؤمن بأن كل ظاهرة لابد لها من خلق نقيضها؛ فعلينا أن نسلم بوجود أكثر من اتجاه نقدي واحد في التراث العربي. وقد يشغل هذه الدراسة مبدئيًّا بعض التساؤلات الأولية التي تتعلق بطبيعة الاختيارات مثل : لماذا الكتابات النقدية ؟ ولماذا المهمش دون غيره ؟ لماذا التراث ؟ لماذا أبو حيان التوحيدي من بين المهمشين جميعهم؟. |