الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد شهد العقد الأخير من القرن العشرين متغيرات عظيمة الأثر في مستقبل العالم، منها ما كان بمثابة الأطر الجديدة التي بات من المحتم أن يدخل فيها العالم، ويتشكل على غرارها، وفق الفكرة المطروحة لنظام عالمي جديد يتسم بالعمومية والشمولية. من تلك المتغيرات التي أشرنا إليها نذكر: انهيار الاتحاد السوفيتي فالعولمة تتألف من عمليات وبرامج تتفاعل بطرق معقدة هذه البرامج مرتبطة بحاجات الرأسمالية, تطلق هذه البرامج العنان لعمليات وتدفقات تعيد تكوين البرامج, التي تستمر في إحداث دورة أخرى من العمليات,والرأي الأرجح أن العولمة تزيد الاختلاف حدة والمجتمع تشظياً, هناك قوى ضخمة مثل الامبريالية الثقافية, وسيطرة القوى العظمى والتنمية, والتحديث, ونزعة فورد لو انتشرت لأحدثت مجتمعاً كونياً مع ذلك تواجه هذه القوى تواريخ وجغرافيات خاصة محلياً, والتفاعل اللاحق يؤدي إلى نتائج مهجنة أوعالمية-محلية في الثقافة والاقتصاد والسياسة. وفيما يخص التدويل والعولمة فالتدويل هو جزء مكون من عملية العولمة الواسعة, وأن العولمة المعاصرة هي مختلفة نوعياً عن عولمة الماضي, كل العمليات المعولمة يجب أن تقع في محليات داخل الدولة القومية,وتربط الشبكات هذه العمليات بمحليات أخرى فى دول قومية أخرى,ولكن الشبكات التي تنتج عن ذلك تتخطى الحدود القومية, لأنها توجد خارج مجال الدولة وأحياناً خارج تأثيره. إن التشابك العالمي الذي خلقته التكنولوجيا وفرضته الرأسمالية على الدول النامية من خلال العديد من مؤسساتها العالمية (برامج التثبيت الاقتصادي) التي يصيغها صندوق النقد الدولي, وبرامج التكيف الهيكلي التي يتبناها البنك الدولي, واتفاقيات تحرير التجارة السلعية وتحرير مختلف الخدمات من مالية ومصرفية.... وغيرها وحماية الحقوق الفكرية التي تتولى منظمة التجارة العالمية متابعة تنفيذها يؤدى إلى الكساد الاقتصادي والانكماش والبطالة وأيضاً إلى نقص الإيرادات العامة للدولة فتقل قدرتها على الإنفاق على الخدمات الصحية والتعليمية ومختلف أوجه الرعاية الاجتماعية ومن ثم فإن هذا الوضع المتضارب من شأنه أن يعرقل التوجيه نحو عالم تسوده المبادئ الإنسانية الرفيعة، ويجعل الأفراد في تردد بين القيم المرجعية و العادات الانتمائية،وترمى بهم في متاهات الضياع، وآفاق التمزق، وهنا يجدر التنويه بأن العولمة بهذا الوصف تتبني النظرة الدولية للثقافات والحضارات الأخرى الخارجة عن مجالها وأسسها المبنية عليها. |