الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة اتجاه ما بعد الحداثة في الرواية العبرية المعاصرة دراسة في روايتي نيران صديقة وامرأة هاربة من نبأ (لأفراهام ب. يهوشواع وداڤيد جروسمان)”. تعد الحداثة وما بعد الحداثة تيارات واتجاهات غربية، تأتي تناقضاتها ونسبيتها، وتحول مفاهيمها، نظ را لاختلاف المجالات التي تتناولها، ويبدو هذا واض حا في انتقال أفكارهما بين بيئات مختلفة، وثقافات متباينة، وهو ما حدث مع المجتمع الإسرائيلي، حيث تعرف هذا المجتمع على هذه الأفكار في مظاهرها المادية والتقنية والعلمية، في غياب البنى الفكرية والسياسية والفلسفية التي أدت إلى نشوئها في الغرب، ومن هنا جاءت علاقة المجتمع الإسرائيلي بالحداثة وما بعدها علاقة نقل وتأثر. يعتبر الأديبين أ.ب يهوشواع ودافيد جروسمان من أشهر أدباء الرواية العبرية المعاصرة الذين قد عبروا بوضوح عن اتجاه ما بعد الحداثة؛ فكلاهما يمثل جيل الدولة، وفي الوقت ذاته يعتبران بمثابة عنصر مجدد للصيغ النثرية التي اتبعها جيل الثمانينيات حيث تأثروا فيها بتجربة ما بعد الحداثة في مضمون الأعمال الأدبية وشكلها البنيوي. لقد أحدثت الروايتان موضوع الدراسة سجاًلا واس عا داخل الأوساط الأدبية في إسرائيل، حيث عكستا بوضوح وموضوعية اتجاه ما بعد الحداثة في الرواية العبرية المعاصرة شكًلا ومضموًنا، ووصفتا الواقع المأسوي للمجتمع الإسرائيلي، وإلى أي مدى سيحل الخراب بإسرائيل من جراء دوامة الحروب، فها هو أفراهام ب. يهوشواع في روايته ”نيران صديقة” يعكس لنا قضية اغتراب الدولة داخل المنطقة العربية في ظل إيمانه الراسخ بأن استقرار علاقات إسرائيل مع جيرانها العرب وتحولها إلى علاقات طبيعية صار دربا من دروب الخيال. وتأتي رواية ”امرأة هاربة من نبأ” لداڤيد جروسمان مناسب ً ة للأزمة الشخصية التي مر بها، حيث فقد ابنه (أوري) في الساعات الأخيرة من حرب لبنان الثانية ٢٠٠٦ م، الأمر الذي انعكس في مشاعر الثكل والحزن في أحداث الرواية التي بدأ في كتابتها عام ٢٠٠٣ م. لقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لدراسة ظواهر وسمات ما بعد الحداثة؛ ولكشف العوامل المؤثرة في هذه الظواهر ومعرفة خصائصها وطبيعة العلاقات القائمة بينها، وأسباب الاختلافات ودلالاتها، لجعل الظواهر واضحة ومدركة من جانب العقل. |