Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مدينة مجـدو بفلسطين حتى القرن الرابع قبل الميلاد :
المؤلف
حافظ, عماد عبدالعظيم عاشور.
هيئة الاعداد
باحث / عماد عبد العظيم عاشور حافظ
مشرف / صـدقة موسى علي
مناقش / عادل السيد عبدالعزيز
مناقش / حنان عباس
الموضوع
التاريخ القديم - فلسطين.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
274 ص. ;
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
25/3/2014
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 274

from 274

المستخلص

توصل الباحث إلى عدة نتائج مهمة في دراسته عن مدينة مجدو؛ ولعل أهمها إثبات الأصل العربي والكنعاني لها، الذي تتم محاولة محوه عن طريق بعثات الحفائر الدؤوبة في مجدو، ووصل الباحث إلى عدة أدلة تشير إلى الأصل العربي الكنعاني لمجدو، وهذا ما وضح في النقاط الآتية:
1- يعكس الإصحاح الثالث عشر من سفر يشوع كيف أن يوشع خليفة موسى عليه السلام قد استولى على العديد من المدن العربية والكنعانية التي كانت منها مجدو، وشهدت بذلك التوراة في سفر يشوع حيث يقول: 7 )) وَهَؤُلاَءِ هُمْ مُلُوكُ الأَرْضِ الَّذِينَ ضَرَبَهُمْ يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ غَرْباً, مِنْ بَعْلِ جَادَ فِي بُقْعَةِ لُبْنَانَ إِلَى الْجَبَلِ الأَقْرَعِ الصَّاعِدِ إِلَى سَعِيرَ. وَأَعْطَاهَا يَشُوعُ لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ مِيرَاثاً حَسَبَ فِرَقِهِمْ. 8فِي الْجَبَلِ وَالسَّهْلِ وَالْعَرَبَةِ وَالسُّفُوحِ وَالْبَرِّيَّةِ وَالْجَنُوبِ: الْحِثِّيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفَرِزِّيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ. 9مَلِكُ أَرِيحَا وَاحِدٌ. مَلِكُ عَايَ الَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ. 10مَلِكُ أُورُشَلِيمَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَبْرُونَ وَاحِدٌ. 11مَلِكُ يَرْمُوتَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَخِيشَ وَاحِدٌ. 12مَلِكُ عَجْلُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَازَرَ وَاحِدٌ. 13مَلِكُ دَبِيرَ وَاحِدٌ. مَلِكُ جَادَرَ وَاحِدٌ. 14مَلِكُ حُرْمَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عِرَادَ وَاحِدٌ. 15مَلِكُ لِبْنَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ عَدُلاَّمَ وَاحِدٌ. 16مَلِكُ مَقِّيدَةَ وَاحِدٌ. مَلِكُ بَيْتِ إِيلَ وَاحِدٌ. 17مَلِكُ تَفُّوحَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَافَرَ وَاحِدٌ. 18مَلِكُ أَفِيقَ وَاحِدٌ. مَلِكُ لَشَّارُونَ وَاحِدٌ. 19مَلِكُ مَادُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ حَاصُورَ وَاحِدٌ. 20مَلِكُ شِمْرُونَ مَرَأُونَ وَاحِدٌ. مَلِكُ أَكْشَافَ وَاحِدٌ. 21مَلِكُ تَعْنَكَ وَاحِدٌ. مَلِكُ مَجِدُّو وَاحِدٌ. 22مَلِكُ قَادِشَ وَاحِدٌ. مَلِكُ يَقْنَعَامَ فِي كَرْمَلَ وَاحِدٌ. 23مَلِكُ دُوَرٍ فِي مُرْتَفَعَاتِ دُوَرٍ وَاحِدٌ. مَلِكُ جُويِيمَ فِي الْجِلْجَالِ وَاحِدٌ. 24مَلِكُ تِرْصَةَ وَاحِدٌ. جَمِيعُ الْمُلُوكِ وَاحِدٌ وَثَلاَثُونَ ))( ).
2- وفي سفر القضاة تشير التوراة إلى أن اليبوسيين هم سكان مدينة أورشليم؛ حيث يقول سفر القضاة: (21وَبَنُو بِنْيَامِينَ لَمْ يَطْرُدُوا الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ, فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي بِنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ) ( ) . في إشارة واضحة إلى وجود اليبوسيين العرب في القدس ومختلف المناطق الفلسطينية قبل قدوم العبرانيين.
3- وقد أثبتت الدراسات الإثنية أن الكنعانيين استوطنوا في تلال مجدو قبل وفود الإسرائيليين إليها بقيادة يشوع واستيطانها ( ).
4- وأشارت الحفائر التي قام بها معهد الدراسات الشرقية بشيكاغو، التي قام بها لامون وشيبتون في الفترة من 1925-35 أنه في الطبقة السادسة الأرضية في مجدو تم العثور على العديد من الآثار الكنعانية التي تشير إلى استيطان الكنعانيين مجدو قبل العبرانيين وداؤود وسليمان عليهما السلام بمئات السنيين ( ).
5- وأشار الكاتب المؤلف للفصل الثالث والعشرين من مجلد ”مجدو الجزء الثالث” بروش هالبيرن” Halpern , B لى المنطقة التي شملت مجدو وما حولها، وكانت تسمى ”كنعان” وكذلك سميت ”أرض الجسر” كناية عن ربطها بين آسيا وأفريقيا، وبوصفها حلقة وصل بين هذه المناطق، في إشارة واضحة إلى أن كل المناطق الجنوبية من فلسطين كانت تسمى بكنعان وهذا غير المدن الكنعانية المعروفة في الشمال( ).
6- ويشير الأثري وليم فوكسويل ألبرايت إلى القصور التي وجدت في مجدو باسم القصور الكنعانية في تصريح واضح بأن الكنعانيين كان لهم تأثير واضح منذ زمن بعيد في مجدو ( ).
7- ويقول روبرت إنجبيرج مدير حفائر المدرسة الأمريكية في القدس - التي أسسها وليم فوكوسيل أولبرايت بهدف الكشف عن الآثار التي ذكرت في الكتاب المقدس والتوارة في خطوة لإثبات حقيقة التوارة - يقول روبرت إنجبيرج: ”إن العبرانيين واليهود عندما أتوا وجدوا أن الثقافة الموجودة بمجدو وفلسطين ذات جذور كنعانية أصيلة، ويستطرد إنجبيرج قائلا ً: ”وأيًّا كانت أصول الكنعانيين، فإنه من المُسلَّم به أن ظهورهم كان قبل ظهور العبرانيين بفترات طويلة، وهذا ما تشير إليه الأدلة اللغوية والأثرية بوضوح، بل يضيف أيضًا أن الكنعانية كانت مصدر إلهام للمصادر الحوارنية وما قبل الإيرانية والسامية ( )، وبعد الغزو العبري لمجدو على يد يشوع لم تتحول مجدو إلى منطقة عبرية ولكن استمرت بطابعها الكنعاني حتى عام 1050 ق.م، وعند العثور على العاجيات التي وجدت في أحد قصور مجدو، نرى أن الطابع الكنعاني يغلب على كثير منها، وعندما حارب رمسيس الثالث شعوب البحر والفلسطينيين أبقى على عدد كبير منهم في فلسطين ومجدو ( )، ويؤكد إنجبيرج أن الثقافة والحضارة الكنعانية استمرت حتى الطبقة السادسة ”من الأسفل” وحتى جاءت الطبقة الخامسة التى تليها تاريخيًّا وتم العثور على آثار ثقافة مختلفة تشير إلى الإسرائيليين التي تبدأ بعام 1050 ق.م، التي تمثل بداية العصر الحديدي المبكر ( )، كما يشير إنجبيرج إلى أن الفلسطينين وآثارهم كانت موجودة بالطبقة الخامسة قبل أن يأتي الإسرائليون( ).
وحاول كل من يهونان أهاروني ووليم فوكوسيل ألبرايت أن يُنسب الطبقة السادسة إلى الإسرائليين، ولكن تلاشت هذه الفرضية أمام حفائر إنجبيبرج الذي أثبت أن الطبقة السادسة الأرضية كنعانية مستندًا على نوع الفخار المستخدم، كما استعان أيضًا بالتأريخ الإثني ( ).
8- ويضيف دوجلاز إيسي Esse, D., أن سكان مجدو في القرن الحادي عشر قبل الميلاد (الطبقة السادسة- أواخر العصر البرونزي وبدايات العصر الحديدي) لم يكونوا من الإسرائليين، بل كانوا من الكنعانيين، مستندًا على نوعية وسمات الفخار الذي عثر عليه، الذي يعود للكنعانيين، وعندما ظهر الإسرائيليون على الساحة بدأوا تعاملاتهم مع الكنعانيين تجاريًّا ثم تطور الأمر للمصاهرة ( ).
9- وفي الطبقات الأرضية التي تعاصر فترة الإسرائليين تشير الآثار إلى أن كثيرًا من المباني التي كانت موجودة في عصر سليمان عليه السلام، كانت مبنية فوق المباني التي كانت موجودة في الطبقة السابقة التي أنشأها الكنعانيون، ولم يكن ذلك خاصًّا بالمباني فقط، بل كانت أيضًا المعابد التي كانت تهدم في طبقة ما، ثم يعاد بناؤها في طبقات أخرى متتالية مثل المعبد 4040 .
10- ويشير بعض الباحثين إلى ازدهار التجارة بين مصر وبين الكنعانيين فيبين أن مجدو كانت من أهم روافد ومناطق التجارة الكنعانية في العصر البرونزي المبكر، أي الطبقة الـ 18 الأرضية في مجدو ( )، الأمر الذي يشير إلى توطن الكنعانيين والقبائل الكنعانية في مجدو منذ الطبقة الثامنة عشر (3000 ق.م) أي قبل وجود الإسرائيليين في الطبقة الرابعة (عام 1000 ق. م) أي سابقة لهم بألفي سنة تقريبًا، ورغم ذلك هناك من ينادي وينكر أن المادة الأثرية أو البقايا المادية لا تشير إلى فئة أو مجموعة ما ( ).
11- ورغم أنه هناك شبه اتفاق على أن الطبقة السادسة هي طبقة الكنعانيين في مجدو، إلا أن هناك من الباحثين من يرجع استيطان الكنعانين في مجدو لأقدم من هذا؛ حيث إنه يرجعهم إلى الطبقة السابعة الأرضية، أي أقدم من السادسة، مستندًا على ما تم العثور عليه في الطبقة السابعة من آثار موكينية وآثار مصرية تشير إلى تبادل بين هذه المناطق وكنعان، كما وجدت أجزاء من خزف فلسطيني في مجدو في هذه الطبقة، ويشير إلى أن المدينة الكنعانية في مجدو ظلت موجودة وحاضرة حتى عام 1135 ق.م، والدليل على ذلك ظهور نوع مختلف من الفخار في الطبقة التالية لها، كما أن نموذج المعمار الإسرائيلي في التصميم الذي كان عبارة عن أن المنزل له أربع حجرات مفقود بدرجة كبيرة في الطبقة السادسة والخامسة أيضًا، ولم يظهر إلا في الطبقة الرابعة (طبقة العبرانيين)، وأن الوجود الإسرائيلي لم يظهر إلا في منتصف القرن العاشر قبل الميلاد في مجدو (الطبقة الرابعة – العصر الحديدي الوسيط)، وأن الكنعانيين استمروا في مجدو حتى عصر المملكة الموحدة (عصر داوود وسليمان)( )
12- ويشير البعض إلى أن وجود الكنعانيين كان بمثابة استيطان بالمعني الحقيقي وليس الاحتلال، مما يعطي إشارة كبيرة إلى وجودهم منذ فترة كبيرة في مجدو، مستندًا في ذلك على الحضارة والثقافة الكنعانية الكبيرة التي ورثتها إسرائيل، فتلك الحضارة من المؤكد ليست من فترة قليلة بل ربما كانت موغلة في القدم ( ).
12- وأشار باحثون إلى أن حفائر شوماخر في مجدو أثبتت أن الحضارة السابقة على بني إسرائيل في مجدو هي حضارة الكنعانيين والأموريين، واستنتج ذلك من خلال معابدهم والتي تتميز بأنها مفتوحة من الأماكن العالية، وبها العديد من الأعمدة، كما عبدوا بعض الآلهة السامية، وقاموا بأعمال التضحية وتقديم القرابين.
13- وأشار أولبرايت إلى وجود الحضارة والآثار الكنعانية بفلسطين منذ العصر النحاسي بالإضافة لوجود الحضارة الغسولية ( )، كما وجد العديد من الأدوات الكنعانية من الصوان وخلافه في مقابر مجدو تعود لبدايات العصر البرونزي المبكر( )، ويعترف روسين Rosen, S., بأن الآثار الكنعانية موجودة بفلسطين منذ العصر البرونزي المبكر( )، ويشير الكثير من الباحثين -(حوالي 17 باحثًا) في مقالة واحدة- إلى وجود الكنعانيين في فلسطين منذ بداية العصر البرونزي المبكر أي منذ عام 3000 ق.م تقريبًا، وأدلتهم في ذلك الآثار التي تم العثور عليها حديثًا في منطقة شمال النقب بفلسطين المحتلة، التي وجدت بها آثار مصرية أهمها ”سرخ” للملك نعرمر حاكم الأسرة الأولى، أما بقايا الفخار فقد أشارت إلى وجود تجارة رائجة بين مصر وكنعان في تلك الفترة( )، كما أشار آخرون إلى أن العصر البرونزي بكل عصوره يمثل الوجود الكنعاني في فلسطين؛ حيث يمثل العصر البرونزي المبكر العصر الكنعاني المبكر، والبرونزي الوسيط يعاصر الكنعاني الوسيط، والبرونزي المتأخر هو الكنعاني المتأخر، أما العصر الحديدي فيمثل المبكر منه الوجود الفلسطيني والوسيط منه الوجود العبري والإسرائيلي والمتأخر منه الوجود الروماني( )، أى أن الوجود الإسرائيلي بمجدو لم يعدُ كونه جزءًا من فترة زمنية واحدة، وهو العصر الحديدي الذي كان حوالي 150 عامًا فقط.
14- ويشير أرنست رايت Wright, E., إلى أن الإسرائيليين مَدِينون بكثير من الثقافة والحضارة والديانة للكنعانيين السابقين عليهم في الوجود في فلسطين( )، وقد أخذ الإسرائيليون من الكنعانيين العديد من أشكال الآلهة، مثل الإله بعل وآلهة الخصوبة التي وجدت بكميات كبيرة في المنازل الإسرائيلية ( )، كما كانت هناك الإلهة أشيرا الكنعانية التي اقتبس الكنعانيون عبادتها من أوجاريت وهي زوجة الإله ”إيل” ، فقد عبدت هذه الإلهة عند الإسرائيليين والعبرانيين في إشارة للتأثير الكنعاني الواضح على الفكر الإسرائيلي – رغم أن لديهم شريعة موسى عليه السلام– ( )، ويؤكد فيليب حِتِّي ذلك من أن وجود الكنعانيين في سوريا -وسماهم اليونان فينيقيين- منذ 2500 ق.م، ولو كانت لهم مآثر أو فضل فيكفيهم في هذا ابتكار الأبجدية( ).
15- ويشير ديفيد يوسيشنكن الذي يتولى الحفائر في السنوات الحالية في مجدو من جامعة تل الربيع أن مجدو أصبحت مدينة كنعانية منذ الطبقة الثالثة عشرة ودلت على ذلك الآثار التي تم العثور عليها، واستمرت المدينة بكامل قوتها حتى تم تدميرها في الطبقة السابعة، وتأثرت بالنفوذ المصري الذي أخذ يتوسع في آسيا على حساب أراضي فلسطين ومنها مجدو ( ).
• كما كانت من أهم نتائج الدراسة إبراز الموقع الجغرافي المتميز لمنطقة مجدو، وهو موقع محوري ليس فقط على مستوى فلسطين، بل على مستوى المنطقة بأكملها، فكما كان هذا الموقع سبباً في رخاء مجدو وتحكمها في التجارة العالمية في بعض الأوقات ، كان سببًا أيضًا في وقوعها تحت احتلال العديد من الدول؛ لاستغلال موقعها المتميز ليس فقط في التحكم في طرق التجارة العالمية، بل السيطرة الجيوسياسية، ولما لا وهي مفتاح السيطرة على وسط فلسطين والساحل السوري واللبناني، ومنها السيطرة على آسيا؛ ولذا فقد وقعت العديد من المعارك على أرض مجدو؛ لإدراك الجميع والكثير أهميتها وموقعها وتأثيرها السياسي.
• ومن الآثار التي تم العثور عليها في مجدو يتضح أنها كانت ملتقى مستودعًا ومستقرًّا للعديد من الشعوب بداية من الكنعانيين والمصريين والفلسطينين والعبرانيين والفرس والحيثيين، الأمر الذي يؤكد هذه الطرح، ولعل العثور على الآثار العاجية في مجدو دليل مهم على تطور كبير شهدته مجدو في الفن، كذلك أيضًا يشير نظام الري والمياه في مجدو إلى تقدم كبير على المستوى الاقتصادي.