الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ترجع اهمية هذه الدراسة الي انها محاولة جادة لمعرفة تركيا عن كثب الدولة التي ورثت الامبراطورية العثمانية التي كان العرب علي مدي اربع قرون من الزمن يخضعون لها ويتقاسمون معها الخبز والمعتقد والدم والمصير. وقد تناولت الدراسة الفترة من 1945-2005 باعتبارها فترة هامة في تاريخ تركيا الحديثة وهي الفترة شهدت انتهاء الحرب العالمية الثانية وصدور قرار منظمة الامم المتحدة بتقسيم فلسطين ورفض الدول العربية لقرار التقسيم واندلاع حرب 1948 بين العصابات الصهيونية وعدد من الدول العربية واعلان قيام دولة اسرائيل في 14 مايو 1948 ثم اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني في 28/3/1949 وبذلك كانت اول دولة اسلامية تعترف بالكيان الصهيوني وقامت ثورة يوليو عام 1952 في مصر بتوجهاتها التحررية ومحاولة جر مصر للانضمام لحلف بغداد وقد عارض الجانب المصري الذي كان يتزعمه الرئيس جمال عبدالناصر هذا الحلف بشدة وطالب الدول العربية بمنع التعاون مع تركيا باعتبارها دولة صديقة لاسرائيل وقد تقرر في الاتفاق الذي تم بين الطرفين التركي والعراقي في هذا الحلف العمل معا في تعاون وثيق لتطبيق قرارات الامم المتحدة بشأن فلسطين وقد نص هذا الحلف علي التعاون بين تركيا والعراق من اجل الامن والدفاع وقد تعرضت تركيا لضغوط من جانب العراق وذلك بسبب كونه عضوا في حلف واحد مع بريطانيا في وقت قيام العدوان الثلاثي علي مصر. كما ان تركيا عضو حلف الناتو وقد رأت تركيا ان تحالفها مع اسرائيل يعضد من موقفها داخل الحلف رغم تعارض ذلك مع الداخل التركي الذي يري ان هناك حق مسلوب من الشعب الفلسطيني كما يري ان اسرائيل تسعي لان تكون الدولة المهيمنة في المنطقة. وقد جاء الاعلان عن قيام تحالف عسكري تركي اسرائيلي في عام 1996 ليصب جام الغضب في المنطقة العربية علي الرغم من اعلان تركيا بان هذا التعاون انما يصب في المجالات التقنية فقط وليس تعاون عسكري بالمعني المتعارف عليه رغم كذب هذا الادعاء فقد تضمنت الاتفاقات تدريبات ومناورات عسكرية بين الطرفين وبمشاركة الولايات المتحدة الامريكية. ايضا فان تركيا تحاول الاستفادة من تقاربها مع دولة اسرائيل في الحصول علي بعض المكاسب مثل الاستفادة من الاسرائيليين المنحدرين من اصل تركي لصالح تركيا ويدعمهم في ذلك يهود الدونمة الموجودين في تركيا حتي الان. كذلك تاتي اهمية الدراسة ايضا في انها كاشفة لاستمرار التعاون التركي الاسرائيلي في المجالات الامنية والعسكرية كما تحاول تركيا استغلال علاقتها مع اسرائيل في الانضمام الي الاتحاد الاوروبي الذي لم تنجح حتي الان في الحصول علي عضويته ايضا كشف ابعاد التحالف التركي الاسرائيلي وما تستطيع اسرائيل ان تحققه من مكاسب مباشرة وغيرمباشرة سواء في مواقفها مع الملف النووي الايراني والملف السوري ومشكلة فلسطين ومشكلة الاكراد وغير ذلك. |