Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القبائل العربية في المغرب الأدنى منذ الفتح الإسلامي حتى انتقال الخلافة الفاطمية إلى مصر:
الناشر
جامعة عين شمس.
المؤلف
عبد المولى ،عصام منصور صالح .
هيئة الاعداد
مشرف / محمود إسماعيل عبد الرازق
مشرف / صالح مصطفى مفتاح المزيني
مشرف / محمود إسماعيل عبد الرازق
باحث / عصام منصور صالح عبد المولى
الموضوع
القبائل العربية. الفتح الإسلامي. الخلافة الفاطمية.
تاريخ النشر
2012.
عدد الصفحات
P479.:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 479

from 479

المستخلص

أهمية الموضوع والبحث فيه ، فبنظرة متأنية إلى تاريخ المغرب يمكن الحكم بكل موضوعية أن تاريخه كان تاريخ القبائل التي استقرت فيه، فالقبائل، والنظام القبلي، وما يتصل به من العناية بالنسب، والعصبية القبلية، والولاء للقبيلة ركيزة أساسية في التركيبة الاجتماعية العربية، حتى أصبحت القبائل العربية في ظل الإسلام وحدات مقاتلة في قوة جيوش الفتح، تسير براياتها تحت إمرة زعمائها في إطار القيادة العامة للجيش، وظل الفهم الصحيح للقبيلة وفرسانها ومشاهير قادتها وأفرادها مهماً لمعرفة العسكرية العربية الإسلامية والإحاطة بشؤونها، بل إن ذلك مفيد في تفسير القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فالقبلية كانت تمثل عند العرب وحدة اجتماعية، سياسية، إدارية، عسكرية، ويشهد على وحدتها الإدارية أنه كان يمر عبرها توزيع العطاء، منذ صدر الإسلام، بل أصبحت القبيلة تدور في فلك التنظيم الإداري الحكومي، الذي يخضع القبيلة للتوطين في أماكن محددة عندما تمت عمليات توطين العرب في الأقاليم المفتوحة، وعليها عُرفت كل قبيلة أو مجموعة من القبائل بخطة معينة.
كان ذلك من أسباب اختيارنا للموضوع، وكان أقوي دافع لنا غياب دراسة شاملة حوله ـ في حدود معرفتنا ـ مما رغبنا في ركوب هذا المركب الصعب، سعياً لرسم مخطط عام يقترب من أن يكون قريباً وكاملاً حوله، خاصة بعد أن رأينا حلقة تاريخية مفقودة عن القبائل العربية ودورها في تاريخ المغرب، فحقيقة كانت هناك قبائل عربية يمنية وعدنانية دخلت المغرب، وتولت فتحه، وعانت الكثير إثر المقاومة البربرية التي واجهوها، طال بها الزمن لتزيد عن سبعة عقود، وصنعت تاريخه السياسي، وبذرت فيه بذور الحضارة العربية، فكان لها أثرها الإيجابي الذي لا يُنكر، فمن الإنصاف عدم تجاوزه وتركه مهملاً، فهي التي بدأت نشر الإسلام فيه، ووقع على عاتقها مسيرة تعريبه، التي أكملتها فيما بعد قبائل بني هلال وبني سليم في القرن الخامس الهجري.
وتأمل الدراسة في هذه المحاولة في البدء رصد حركة القبائل جغرافياً ودورها في صنع الأحداث، وثم الإجابة على عدد من تساؤلات تطرح نفسها، ولعل من أهمها كيف كانت التركيبة السكانية لبلاد المغرب الأدنى عشية الفتح العربي، وأصول القبائل العربية المشاركة في جيوش الفتح، وأماكن استقرارها فيه، وتوضيح مدى مساهمة ذلك في نشر الإسلام والتعريب، والوسائط التي تم اعتمادها في هذا الأمر وهل تم أسلمته وتعريبه بشكل عفوي نتيجة الاختلاط بسكانه الأصليين ؟، أم أنهم تعمدوا ذلك وسعوا إليه، وما هو حجم دور القبائل العربية في الحياة الاقتصادية بالمغرب من تجارة وزراعة وصناعة ؟، ولا سيما أن العربي جُبل على المعالي والتفاخر بالشجاعة والفروسية والإقدام، وعنده القائم بأمر الصناعة دون غيره في المكانة والشرف، وهل كان دورهم في الحياة السياسية سلبياً أم ايجابياً ؟، كعلاقتهم بالخلافة الأموية، ومن بعدها العباسية وأي الحزبين – اليمنية أم العدنانية – كان قابضاً علي زمام الأمور في المغرب؟، وأيهما كان أكثر نفعاً وأبلغ أثراً في نواحي الحياة العامة؟، خاصة في نشر الإسلام والدفاع عنه، ونشر علومه، الاجابة على كل ذلك سيلقي الضوء على التأثيرات التي تركتها القبائل العربية في مجمل تاريخ المغرب ونظمه الحضارية.
ولا نخفي سراً ما اعترى محاولتنا هذه من عراقيل؛ إذ عز الحصول على مصادر أولية تمس البحث مباشرة ، وتفيض معلوماتها بكل ما يتعلق بالقبائل العربية التي استقرت بالمغرب، وأماكن سكناها وتوزعها، والأدوار التي لعبتها بدءاً من المشاركة في عمليات الفتح، التي زادت عن سبعة عقود من الزمن، فأغلب المصادر التي توافرت بين أيدينا، تاريخية كانت أو أدبية أو فقهية أو جغرافية، وخاصة المتعلقة بتاريخ المغرب سواء المطبوعة منها أو المخطوطة اتسمت بقلة المعلومات، وتناثرها وتداخلها وعدم انتظامها، وتفاقمت المشكلة بتضارب الروايات عن أصول بعض القبائل، وأماكن استقرارها، وحتى إن وردت بها مادة علمية عن التاريخ الحضاري فإنها لم تكتب بنية التأريخ، وبشكل صريح، لذلك اقتضت طبيعة البحث استخدام المنهج التحليلي.
لا ندعي بذلك الوفاء بإعطاء البحث حقه بالدراسة والتنقيب والتمحيص، فالكمال لله وحده ، فقد خلق الإنسان ناقصاً، فأصبح كل عمل له لابد أن يشوبه نقص، ورحم الله العماد الأصفهاني بقوله: ” لا يكتب إنساناً كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غير هذا كان أحسن، ولو زُيد كذا لكان يستحسن ، ولو قدم هذا لكان أفضل ، ولو ترك هذا لكان أجمل ”، وكقول سلفنا الصالح : ” أبى الله أن يكون كتاباً صحيحاً غير كتابه ” .
للوصول إلى نتائج محددة وواضحة وتسهيلاً للدراسة وتغطية لكافة جوانبها، سنقسمها على ستة فصول على النحو الآتي :
الفصل الأول : أنساب القبائل العربية ومراحل تحركها إلي بلاد المغرب :
لا مناص من الحياد عن التعريف بأنساب القبائل العربية وتتبع أصولها والكشف عن أسمائها، ومناقشة اختلافات الروايات حول انساب بعضها؛ إذ لا يتم دراسة دورها في تاريخ المغرب إلا بذلك، حتى لا نذهب بالبحث بعيداً عن الحقيقة المطلوبة، الأمر الذي سيساعدنا في الحديث عن دورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي من دون تخبط وارتجال بتنسيب كل حدث وعمل إلى صانعه.
وسنحاول رصد مناطق انتشارها الجديدة، خاصة في الشام – الامتداد الطبيعي لمصر – قبل الإسلام وبعده، وتمركزها في الأخيرة حيث الفسطاط والإسكندرية أبواب المغرب لرصد تحركاتها إليه، ذلك التحرك الذي لم يتم في عشية وضحاها، وإنما تم على مراحل زمنية ومحطات مكانية، فكانت الشام أولاً ثم مصر ثانياً، سنتحدث عنها بالتفصيل في حينها .
سنعقب على ذلك بالتعريف بالمغرب الأدنى، من حيث حدوده وأقسامه الجغرافية وأصول سكانه الأصليين، كخطوة أخرى تساعد في رصد حركة القبائل إليه، باعتباره مسرحاً جديداً عسكرياً وسياسياً، لم تطأه أقدامها من قبل، مما سيزيل الإبهام عند حديثنا على أماكن استقرارها فيه، حتى يتمكن القارئ من متابعتنا في التنقل من منطقة إلى أخرى .
الفصل الثاني : حركة القبائل العربية إلى بلاد المغرب :
سنحاول في هذا الفصل رصد حركة وامتداد القبائل العربية إلى المغرب في أثناء الفتوح الإسلامية، وذلك بفحص التركيبة القبلية للجيوش الفاتحة، حسب ما تمدنا به مصادرنا الأولية، وذلك طيلة سبعة عقود من الزمن، ابتداء من أول حملة عربية طرقت أبوابه، حتى آخر حملة هي حملة موسى بن نصير، مع العلم يدخل في حساب ذلك الجيوش العربية الهادفة إلى الحفاظ على استقراره سواء الأموية أو العباسية؛ إذ أنها لا تقل أهمية عن حملات الفتح، فقد عززت الحفاظ على المغرب ضمن حظيرة الدولة الإسلامية، بل الأهم من ذلك وهو ما يهمنا تعزيز الاستقرار العربي به، من حيث زيادة حجمه، عندما حملت إليه مستقرين عرباً منتمين إلى كافة القبائل العربية، وعليه سنرصد أماكن استقرار العرب ابتداءً من برقة شرقاً حتى إقليم بلاد الزاب غرباً، وهو أخر حدود بلاد المغرب الأدنى، بل سيكون لزاماً علينا توضيح أنسابها أي أنساب القبائل العربية سواء أكانت يمنية أو عدنانية، لما سيترتب عليه من توضيح تأثيرها في تاريخ المغرب السياسي والحضاري .
الفصل الثالث : الدور السياسي للقبائل العربية في المغرب الأدنى :
سنوضح في هذا الفصل الأدوار السياسية التي لعبتها القبائل العربية المستقرة بالمغرب، ممثلة بأسر بعينها، كان لها الأثر الواضح في صنع تاريخه، والتحكم في مجريات أحداثه، حتى يصدق القول بأن تاريخ المغرب الإسلامي هو تاريخ القبائل العربية التي استقرت فيه .
سيكون إيضاح ذلك عبر محاور رئيسة أولها محاولة العدنانيين بقيادة الفهريين الاستقلال به عن حظيرة الدولة العربية ـ الأموية ـ بعدما أصابها الضعف، وأمام ضربات البربر الخارجين عن سلطانها في المغرب، بعدما سئموا من حكمها، ورفضوه بسبب جورها وسوء معاملتها، ومن بعدهم جاء دور اليمنيين المهالبة، تدفع بهم الدولة العباسية بالاعتماد الكلي عليهم في حفظ أمن المغرب، وهيبتها فيه، ومن بعدهم الأغالبة العدنانيين.
وسنتناول نشاط القبائل العربية في البحر المتوسط وهو حدث من الأحداث البارزة الواضحة، التي لعب فيها أبناء القبائل دوراً كبيراً في غزو جزر البحر المتوسط، وتضييق الخناق على الروم، تجلى ذلك في التناوب على غزوه بين اليمنيين والعدنانيين .
كذلك سنبين موقف القبائل العربية المقيمة في المغرب من قيام الدولة الفاطمية به إذ جرى العرف بين معظم المؤرخين القدماء والمعاصرين على حد سواء الاعتقاد بأن الدولة الفاطمية في المغرب قامت على يد قبيلة كتامة البربرية وحدها، من بين كل القبائل سواء العربية أم البربرية، في ذلك يُلتمس شيئاً من العذر لتبعثر الأخبار والشذرات عن دور القبائل العربية في ثنايا المصادر وبطونها، وهو ما سنجمع شتاته ونضعه في سياقه التاريخي، بعد النقد والتحليل.
الفصل الرابع : الدور الاقتصادي للقبائل العربية :
سنسلط الضوء في هذا الفصل على مساهمة القبائل العربية بأفرادها وجماعتها في عمليات تمدين المغرب، والدفع به في مسيرة الحضارة العربية الإسلامية، لإيضاح أثر استقرارهم به ونتائجه؛ إذ لم يكن في مجال السياسة فقط، لذلك سنبدأ بالزراعة كونها تمثل عماد الحياة الاقتصادية في أي إقليم من أقاليم العالم الإسلامي ولا يتأتى لنا ذلك إلا بعد تسليط الضوء على وضعية الحياة الزراعية قبيل دخول العرب إليه ، لتتبع تأثيرهم فيها، وللتفصيل أكثر سنقارن بين جهود أبناء القبائل اليمنية منهم والعدنانية، وأي المحاصيل الزراعية كانت محور نشاطهم واهتمامهم.
وطبيعي ونحن نتناول دورهم في الزارعة أن يتبعه الحديث عن الرعي، وهو نشاط لصيق دائماً بالزراعة ومكمل لها، حتى أن العرب أنفسهم كانوا رعاة في موطنهم الأول، وما كان دخولهم إلى المغرب إلا على ظهور الإبل؛ إذ كانت أكثر دوابهم.
وسنبحث دورهم في الصناعة ومدى إقبالهم على الحرف الصناعية، كالغزل والنسيج والحياكة والدباغة، والحدادة والبناء، وغيرها من الحرف التي تعاطوها، وسنعالج القضية التي عالجناها في حرفة الزراعة بأيهما كان أكثر إقبالاً عليها اليمنية أم العدنانية.
سيكون خاتمة حديثنا لما سبق توضيح دورهم في التجارة، ورغم أنها حرفة كانت العرب أشد إقبالا عليها، وعندهم من الحرف النبيلة، ومردودها المادي وفير، فقد أخرنا الحديث عنها، لأنها نشطت أكثر مع الحرف الزراعية والصناعية، التي زاولها أبناء القبائل العربية، فكان إنتاجهم الزراعي والصناعي قوام الحركة التجارية.
الفصل الخامس : الحياة الاجتماعية :
سنبحث في هذا الفصل كيف كانت علاقتهم بغيرهم من سكان المغرب الأوائل من بربر، وروم، وأفارقة، وسودان، وعليه سيكون تناول دورهم في عملية تعريبهم جنسياً، وهو ما نتج عن احتكاكهم بهم، ومن ثمة بحث علاقتهم فيما بينهم، تلك العلاقة التي تمثلت في خصوماتهم القبلية، النابعة من الصراع التقليدي القديم بين اليمنيين والعدنانيين في موطنهم الأول، ورافقهم إلى كافة الأمصار، وسنبحث مظاهر حياتهم الاجتماعية، وهل سارت من حيث العادات والتقاليد كحياة أقرانهم في الأمصار الأخرى، أم أنها تبدلت ؟، وذلك من خلال الأسرة وحياتها اليومية، بداية من الزواج وما يتبعه من تقاليد كمراسم عقد النكاح والأعراس والمهور، وطبيعة العلاقة بين الزوجين، ثم عرض مظاهر لهوهم وترفيههم، وهي أبرز ما كان يميز حياتهم حتى في موطنهم الأول شبه الجزيرة العربية، كما سنحاول التعرف على طبيعة حياتهم أكثر من خلال أهم مظاهرها المادية من حيث الملبس والمأكل والمشرب.
الفصل السادس : الدور الديني والثقافي :
بديهي في عرضنا للدور الديني للقبائل العربية في المغرب أن نستهل الحديث عن دورهم في نشر الإسلام، ووسائلهم في ذلك، ومن ثم جهودهم في عملية التعريب اللغوي، وتقييمها وقياس أثرهم فيها، وبحث دورهم في الحياة الثقافية بدءً من القرآن الكريم وتعليمه، وما يتبعه من الفقه وعلم الحديث وروايته.
وسنتناول دورهم في اللغة العربية وعلومها، برصد من أشتهر من أبنائهم في هذا الميدان، كنحويين وأدباء وشعراء، كذلك عرض مساهمتهم في علم التاريخ وكتابته، وعلم الجغرافيا أيضاً.
كذلك سنبحث دورهم في العلوم التطبيقية كالطب والرياضيات والفلك، وختاماً لذلك سنعرض البيوتات التي اشتهرت منهم بالعلم، اليمنية منها والعدنانية، بعد استخلاصها من المصادر، وهو في اعتقادنا ليس بالعمل الهين ، لعدم تعرض المصادر لها صراحة، لذا سيستلزم الأمر الاطلاع على كم كبير من كتب الطبقات المغربية، لتتبع دور كل ابن من أبناءها ورصده، محاولة لإظهار صورة تكاد تكون كاملة، وتقترب من الحقيقة.
أهم مصادر الدراسة :
أما عن المصادر التي اعتمدنا عليها في الدراسة فيمكن القول بأن مصادرنا التاريخية لم تفرد المعلومات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتفصلها، وإن وجدت هذه المعلومات عند مؤرخ أو آخر، فإنها مبعثرة فاقدة الانسجام، وأن وجودها بين مصدر وآخر يختلف من حيث الأهمية والغزارة والندرة، لذلك سنذكرها في مجموعات كل حسب موضوعها، مع ذكر الجانب الذي أفادت الدراسة فيه، فكان لزاماً علينا أن نعتمد النقد والتحليل في تعاملنا مع النصوص، وأن نضع المعلومات بعد استخلاصها منها في سياق تاريخي موحد