Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تكوين المجتمع الاسلامي في مصر خلال عصر الولاة(20-254ه/641-868 م /
المؤلف
مصطفي، اماني مجدي محي الدين.
هيئة الاعداد
مشرف / اماني مجدي محي الدين مصطفي
مشرف / سعيد مغاوري محمد
مشرف / علي سليمان محمد.
مناقش / سعيد مغاوري محمد
الموضوع
التاريخ الاسلامي.
تاريخ النشر
2012 .
عدد الصفحات
700 mg :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التنمية
تاريخ الإجازة
1/10/2012
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - كلية السياحة والفنادق بالسادات - قسم الارشاد السياحي.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 440

from 440

المستخلص

١
الملخص العربي
تكوین المجتمع الإسلامي في مصر خلال عصر الولاة
٨٦٨ م) - ٢٥٤ ه/ ٦٤١ - ٢٠ )
د ا رسة تاریخیة حضاریة
كان الفتح الإسلامي لمصر بدایة حقبة حضاریة جدیدة في تاریخ المجتمع المصري. فلقد أعزت مصر بالإسلام
٢٥٤ ه/ - منذ الفتح وصلح شأنها. وشهد المجتمع المصري خلال الفترة المسماة بعصر الولاة وهي الفترة ما بین ( ٢٠
٨٦٨ م)، والتي تمثل بدایة الحكم الإسلامي لمصر صورة جدیدة اتسمت بتغی ا رت واسعة وعمیقة أثرت في تطور -٦٤١
المجتمع. فقد تشكلت وتكونت خلال هذه الفترة حیاة مصر العربیة الإسلامیة، ونشأت على أرضها حضارة عربیة
إسلامیة مصریة كانت من أعظم الظواهر الإنسانیة التقدمیة في العصور الوسطى، وترجع أهمیة هذه الد ا رسة إلى أن
تكوین المجتمع الإسلامي المصري من الإنجا ا زت الحضاریة الكبرى التي تمثل نقطة فاصلة في تاریخ مصر السیاسي
والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحضاري، والذي انعكس على ما تمتعت به الأمة المصریة من ازدهار وتقدم ورقي.
وبالنسبة لمنهج الد ا رسة فقد اتبعت ”المنهج التاریخي” لأرصد تطور نمو المجتمع الإسلامي الذي نشأ بمصر عقب
الفتح، وأخذ ینتشر كلما تقدم الحكم الإسلامي بمصر، كما استعنت ”بالمنهج الوصفي” و ”المنهج التحلیلي”. وكان من
الصعوبات التي واجهت الباحثة ندرة المصادر التي عالجت موضوع تدرج انتشار الإسلام في مصر على وجه الخصوص،
لأن المؤرخین عامة في كتبهم لم یعتنوا بالتاریخ الاجتماعي للأحداث الإسلامیة، بل كانوا یجملون القول عند تعرضهم
للحیاة الاجتماعیة أثناء كتابة كتبهم. وكان من الصعوبات أن فترة الد ا رسة تعلقت بعدة موضوعات ما ا زلت مسا ا ر للجدل
والمناقشة بین علماء التاریخ، منها موقف المصریین من الفتح الإسلامي، وكیف كان انتشار الإسلام في مصر؟ وقد
تطلب ذلك التفحص لتأیید بعض الآ ا رء، أو الوصول إلى أ ا رء جدیدة في هذه الموضوعات.
وقد تم تقسیم الد ا رسة إلى خمسة فصول مسبوقة بمقدمة وتمهید ومشفوعة بالنتائج وعدد من الملاحق وقائمة المصادر
والم ا رجع.
وقد تضمنت المقدمة سبب اختیار موضوع الد ا رسة وأهم الصعوبات التي واجهت الباحث ومنهج البحث
ومصادره. أما بالنسبة للتمهید فقد تعرضت فیه الباحثة للحدیث عن المجتمع المصري قبیل الفتح الإسلامي فتناولت
سكان مصر قبیل الفتح الإسلامي، ونظام الحكم في العصر البیزنطي والأحوال الاقتصادیة والدینیة والاجتماعیة
للمصریین، وتناولت علاقة مصر بالإسلام، ثم موقف المصریین من الفتح الإسلامي. وذلك للوقوف على الأسباب التي
ساهمت وأثرت في المصریین وطباعهم وحیاتهم مما دفع إلى اكتسابهم اللغة العربیة والدین الإسلامي.
وفیما یتعلق بالفصل الأول، فقد تناول الحدیث عن الفسطاط كنواة لتكوین مجتمع إسلامي على أرض مصر.
فتحدثت عن نشأت الفسطاط وتطورها العم ا رني ومن نزل بها من القبائل العربیة. وتناولت أهم المنشآت بها من دور
وأسواق وحمامات ومساجد. وأهمها جامع عمرو بن العاص، وما لحق به من توسیعات وتحسینات لتواكب زیادة أعداد
المسلمین، ودوره الحضاري داخل المجتمع المصري. والوظائف الحیویة التي كانت تمارس داخله. كما تناولت النظام
الإداري في مصر في ظل الحكم الإسلامي.
أما الفصل الثاني، فقد تناول هجرة القبائل العربیة إلى مصر واستقرارهم بالمدن والقرى المختلفة، فتناولت
أسباب ودوافع هذه الهجرة والمدن التي استوطنتها القبائل العربیة في مصر السفلى ومصر العلیا. والنظم الاجتماعیة
لهذه القبائل داخل المجتمع المصري كنظام الإرتباع والضیافة، ثم تناولت الهجرة الداخلیة للمسلمین بین المدن والقرى
٢
المصریة، وأثر ذلك على الحیاة الاجتماعیة لهذه القبائل داخل المجتمع المصري. وقد تتبعت أعداد هذه القبائل المتزایدة
التي سجلت في الدواوین في مصر، ولماذا تكرر تدوینهم خلال فترة الد ا رسة، وكیف أصبح المسلمون بمرور الوقت هم
أهل مصر وأصحاب البلاد.
وبالنسبة للفصل الثالث، فقد تضمن الحدیث عن السیاسة الإسلامیة العامة في معاملة أهل الذمة خلال عصر
الولاة، فتناولت دور أهل الذمة في إدارة مصر الإسلامیة بما نالوه من حقوق سیاسیة مكنتهم من إدارة بلدهم مصر.
وتناولت الح ریة الدینیة لأهل الذمة خلال عصر الولاة، والعلاقة بین أهل مصر والدولة الإسلامیة متمثلة فیما هو
مفروض علیهم من الالت ا زمات المالیة، وسیاسة الولاة في جبایة الجزیة من أهل الذمة وأثر الجزیة على الدخول في
الإسلام. والتنظیم المالي لنظام الخ ا رج والسیاسة العامة للدولة في جبایته من المسلمین وأهل الذمة.
أما الفصل ال ا ربع، فقد أوضحت فیه مظاهر الحیاة الاجتماعیة بین المسلمین وأهل الذمة خلال عصر الولاة،
فتناولت كیفیة التعایش بین المسلمین وأهل الذمة داخل المجتمع الإسلامي. وتبع ذلك تناول تعریب المجتمع المصري
باعتبار اللغة أهم مظهر من مظاهر التواصل الاجتماعي بین أف ا رد المجتمع. ثم تناولت الد ا رسة أثر التعریب في شتى
جوانب الحیاة الدینیة والاجتماعیة والثقافیة بالمجتمع المصري بانتشار استخدام اللغة العربیة في هذه المجالات. وما
ظهر من التعایش خلال القرنین الثاني والثالث الهجري بین كافة طوائف الشعب المصري. كما تناولت دور أهل الذمة في
الحیاة الاجتماعیة كعنصر فعال داخل المجتمع الإسلامي. وتلا ذلك تناول التأثیر الاجتماعي والحضاري المتبادل بین
المسلمین وأھل الذمة، في الطعام والش ا رب، وفي الملبس والمظھر الخارجي، والحیاة الثقافیة والدینیة، والعمارة والفنون.
أما الفصل الخامس، فقد تناولت فیه دور المسلمین في نشأة المجتمع الإسلامي المصري. فتناولت الأسباب
التي أثرت في حركة انتشار الإسلام بین المصریین. ثم ظهور طبقة الموالي المصریین ومكانتهم داخل المجتمع
الإسلامي، وتناولت اهتمام الخلفاء والولاة بنشر الإسلام بین المصریین وكیف تطور انتشار الإسلام وتحول أهل مصر
بالتدریج إلى اعتناق الإسلام، حتى صارت مصر قبلة للعلماء والفقهاء والمحدثین الذین ساهموا في تكوین المجتمع
الإسلامي المصري خلال عصر الولاة. ونشأة مجالس الق ا رء في الجامع، وكذلك نشأة علم الفقه وأشهر رواة الأحادیث
في الجامع. وتناولت نبوغ المصریین في علم الق ا رءات والحدیث والفقه، ودور الم أ رة المسلمة في الحیاة الدعویة داخل
المجتمع الإسلامي، ثم أشرت إلى تأثیر العلماء المصریین على أهل الأندلس والمغرب، والذي یعتبر من الظواهر الهامة
التي تؤكد ازدهار المجتمع الإسلامي المصري خلال عصر الولاة، بل وتأثیره على ما حوله من مجتمعات.
وفیما یتعلق بالخاتمة، فقد شملت أهم النتائج التي اسفرت عنها الد ا رسة وهي:
لقد أثبتت الد ا رسة أن هدف الفتح الإسلامي لمصر هو نشر الإسلام بین المصریین من أجل تكوین مجتمع
إسلامي مصري، ولم یهدف المسلمون من فتح مصر تحقیق أهداف اقتصادیة كما سبقه من غ ا زة.
لقد توصلت الد ا رسة إلى حقیقة محوریة تتلخص في حدوث تغیر في التكوین الاجتماعي والبناء البشري لأهل مصر
خلال عصر الولاة. فكانت هجرة القبائل العربیة إلى مصر عامل أساسي من عوامل بناء المجتمع الإسلامي في مصر
بزیادة عدد المسلمین المواطنین المقیمین على أرضها بین سكانها الأصلیین.
لقد توصلت الد ا رسة إلى أن القبائل العربیة استوطنت بمعظم الكور المصریة وقد قامت الباحثة برسم أربع
خرائط توضح أماكن استیطانها، في أسفل الأرض أو نواحي الدلتا حتى الفسطاط عاصمة مصر الإسلامیة. وكذلك في
الكور الممتدة على طول صعید مصر بدایة من الصعید الأدنى مرو ا ر بالصعید الأوسط وحتى الصعید الأعلى والنوبة.
لقد أثبتت الد ا رسة أن معاملة المسلمین لأهل الذمة ب وجه عام كانت تتسم بالعدل والتسامح والإحسان على طول عصر
الولاة. أما ما لحق بأهل الذمة من مضایقات خلا ل فترة الد ا رسة فكان في معظم الأحوال من ج ا رء أسباب وظروف
اجتماعیة وسیاسیة لا علاقة لها بالاضطهاد الدیني أو التعصب من قبل المسلمین.
٣
لقد توصلت الد ا رسة إلى أن الجزیة لم تكن الدافع الأساسي لاعتناق القبط الإسلام كما ادعى بعض
المستشرقین، ولكنها تعد مقیاسا لنمو حركة انتشار الإسلام بتناقص حصیلتها بمرور الوقت خلال عصر الولاة.
لقد توصلت الد ا رسة إلى أن انتظام الحیاة الاجتماعیة بین المسلمین وأهل الذمة من أهم الممی ا زت التي تمیز بها النظام
الاجتماعي الإسلامي، والذي أدت إلى خلق انسجام بین سكان مصر مما أسهم في إرساء قواعد المجتمع الإسلامي
المصري.
أوضحت الد ا رسة أن الموروث الحضاري المصري ظل حیا وفعالا في ظل الحكم الإسلامي، لكن المسلمین
استطاعوا بذكائهم وثقافتهم تطویعه وضبطه لیلاءم النسیج الاجتماعي المصري الجدید. كما استطاع المسلمین أن
یرسخوا عاداتهم الإسلامیة ویجعلوا منها السمة الغالبة على الحیاة الاجتماعیة.
أثبتت الد ا رسة أن تعریب المجتمع المصري تم في غایة السهولة والیسر، كما أنه لم یستغرق زمنا طویلا. وأن
عملیة التعریب قد اتخذت عدة م ا رحل متتالیة منتظمة حتى سادت بصورة طبیعیة مألوفة بین أف ا رد المجتمع المصري.
لقد نفت الد ا رسة ما تردد على بعض الألسن بأن اعتناق المصریین الإسلام كان بهدف الحصول على بعض الامتیا ا زت
التي تمتع بها المسلمون خلال بعض الفت ا رت دون سواهم، أو تفادیا لبعض القیود الاجتماعیة التي فرضت على أهل
الذمة في حالات استثنائیة، ولمدة قصیرة.
وقد توصلت الد ا رسة إلى أن انتشار الإسلام بین المصریین تم بصورة طبیعیة هادئة، فقد مضى متدرجا یخطو
خطى بطیئة في بعض الفت ا رت، وفي أوقات أخرى یخطو خطى سریعة نتیجة عوامل مجتمعة كثیرة. كما تبین أن مصر
كانت من أشد البلاد تسامحا مع الدین الإسلامي فلم یمضي سوى قرنین من الزمان حتى انتشر الدین الإسلامي بین
أهلها، كما لم یخل سنة من السنوات من تحول أهلها إلى الإسلام مصداقا للأحادیث النبویة التي تنبأت بذلك.
توصلت الد ا رسة إلى أن انتشار الإسلام في المدن كان أسبق وأعم مما كان في القرى.
وقد خلصت الد ا رسة إلى أن القرن الأول شهد ظهور جیل من المصریین المسلمین یتكون من أبناء القبائل
العربیة الفاتحة والوافدة المستقرین بمصر و من أبناء أهل الذمة الذین اسلموا. وأن القرن الثاني الهجري شهد ظهور
بواكیر إنتاج مدرسة مصر الإسلامیة من العلماء المصریین في العلوم الدینیة المختلفة، فنبغ الكثیر من الق ا رء
والمحدثین والفقهاء وأصحاب المذاهب والآ ا رء الذین أضافوا الجدید إلى الت ا رث الإسلامي، بل وظهر تفوق الموالي
المصریین في العلوم الإسلامیة على إخوانهم العرب المصریین.
لقد أثبتت الد ا رسة أن أهم حدث تاریخي خلال عصر الولاة هو ظاهرة تمصر العرب وتعریب مصر ونشر الإسلام
فیها. فقد غیرت مصر لغتها لأول مرة في تاریخها الطویل وغیرت دینها للمرة الثانیة. كما أكدت الد ا رسة أن مصر خلال
هذه الفترة المبكرة من تاریخها الإسلامي كانت حلقة وصل بین العالم الإسلامي في المشرق وبین شمالي أفریقیا
والأندلس.