Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مدى فاعلية برنامج إرشادي في تخفيف حدة بعض المشكلات السلوكية لدى عينة من أبناء المطلقين خلعاً
المؤلف
عبد الرحمن؛جيهان محمد بكري
هيئة الاعداد
باحث / جيهان محمد بكري عبد الرحمن
مشرف / منصور محمد السيد
مشرف / سلمى محمود حسن
مشرف / ناهد عوض على
مناقش / مشيرة عبد الحميد اليوسفي
تاريخ النشر
2011م.-1432ه.
عدد الصفحات
259ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس
الناشر
تاريخ الإجازة
9/7/2011
مكان الإجازة
جامعة أسوان - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 275

from 275

المستخلص

تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الفرد، فالاهتمام بمستقبـل الطفل هو في الواقع ضمان لمستقبل شعب بأكمله، فهم الثروة الحقيقية لأي مجتمع، ومرحــلة الطفــولة هي تلك المرحلة التي ما زالت مليئة بالأسرار، وما زالت البحوث النفسية تغوص فيها بكل طاقاتها من أجل الكشف عن أســرارها.
وإذا كان لكل مرحلة عمرية طبيعتها في التغيرات النمائية، ومطالبها وشروط الرعاية الواجب تحقيقها، فإن لكل مرحلة صعوباتها المحتملة التي قد يتعرض لها الفرد في مرحلة معينة نتيجة للتناقض، أو اختلال التوازن بين طبيعة التغيرات النمائية المتوقعة في تلك المرحلة، ومتطلباتها من الرعاية من ناحية، والضغوط الاجتماعية المفروضة على الطفل من ناحية أخرى.
(عماد محمد مخيمر، هبه محمد على2006: 3)(*)
وتنقسم المشكلات الشائعة في مرحلة الطفولة إلى المشكلات السلوكية، الوظيفية، الاجتماعية، ومشكلات الإعاقة عند الطفل، ويندرج تحت كل نوع عدد من المشكلات، وقد يجتمع لدى الأطفال أكثر من مشكله. (سناء محمد سليمان: 2005: 10)
والسلوك المشكل يشير إلى عدم انسجام تصرفات الطفل في جانب أو أكثر مع المألوف في بيئته الاجتماعية، كما أكد علماء النفس أن الطفل المشكل هو الذي يتصرف بشكل مختلف عن باقي الأطفال، وبطريقة مختلفة وغريبة. (زكريا الشربينى :1994 :9)
ومن أهم مظاهر السلوك المشكل (Problematic) انه يكون غير متناسب مع عمر الطفل ونموه، كما يظهر بصوره متكررة ومستديمة ،ويعرقل نمو الطفل، ومن مظاهر السلوك المشكل أيضا انه يجعل الطفل يعجز عن التوافق مع الآخرين، وعن تحصيل الإشباع والمتعة في حياته ويعوق استمرار نمو الطفل وتقدمه نحو النضج السليم. (الحفنى عبد المنعم: 1994 : 55)
ويلعب التفكك الأسرى عامة، والطلاق خاصة دورا ً هاما ً وجوهريا ً في ظهور المشكلات السلوكية لدى الأطفال، فالشد والتوتر وضغوط الحياة اليومية التي يعانى منها الآباء والأمهات تنعكس على الأطفال.فكثيرا ما يشهد الأبناء مظاهر صراع الأبوين وخلافاتهما ونزاعاتهما المؤلمة، وبعض الأزواج والزوجات برغم علمهما بالأثر السيئ لذلك ، لا يستطيعان التوقف عن إظهار كل ذلك أو بعضه أمام الأبناء، ومن ثم يتحول البيت إلى معسكرين متصارعين، مما يترك آثارا عميقة على البنية النفسية للأبناء. وفي هذا الصدد حدد (صلاح الدين عبد الغنى:1995) بعض المشاعر التي يحس بها الطفل نتيجة الطلاق منها:
1- الشعور بالخجل والارتباك: حيث يسعى الصغار، نتيجة خجلهم من الطلاق إلى إخفاء الموقف كله، نظرا لأن الطلاق ينعكس عليهم، ولا يدرك كثير من الصغار شعورهم بالخجل أن أصدقاءهم يعانون من مشاكل مثلهم.
2- الرفض: وهذا الإحساس يتعلق برفض فكرة حدوث الطلاق.
3- الخوف: حيث تتكون لدى كثير من الصغار مشاعر الضياع نتيجة الطلاق ومثل هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى تأكيد مستمر بأن حب والديهم لهم لن ينتهي بالطلاق.
4- الحزن أو الأسى: حيث يتسبب الطلاق في إحداث الحزن أو الأسى لبعض الصغار، والطلاق يشبه الموت في الأسرة. (صلاح الدين عبد الغنى: 1995 : 42 -43)
وبالرغم من الآثار الخطيرة لطلاق الوالدين، والتي تلقى بظلالها على الأبناء ، يشهد المجتمع العربي عامه، والمصري خاصة، ارتفاعا ملحوظا في نسب حدوث الطلاق ،وذلك بفعل ما نشهده اليوم من تحولات في المعايير الاجتماعية والثقافية ،فنجد سهولة وقوع الطلاق لأسباب مستعصية أو غير مستعصية وخاصة في ظل التشريع القانوني المتعلق بحق المرأة في الخلع.
وبعد الخلع غالبا ما تثار مشكلات حول حضانة الطفل ومشكلات النفقة ومستحقات الطرفين والتي لا يستطيع الكبار حجبها عن الصغار، تمثل السبب الرئيس في ظهور المشكلات السلوكية لدى الأطفال، وإذا كان الزوجين شديدي البغضاء لبعضهم، يلجأ كل طرف إلى بث الكره في نفوس الصغار جهة الطرف الآخر، مما يدمر نفوسهم البريئة، مما يشعر الطفل أنه ليس كغيره من أنداده الذين ينعمون بحياة مستقرة.
حيث لوحظ ارتفاع معدل الانحرافات السلوكية والأمراض النفسية لدى أطفال الأسر المطلقة عنه لدى أطفال الأسر المستقرة، وذلك لما يتعرضون له من ظروف بيئية مشبعة بعوامل الحرمان العاطفي والقسوة والإهمال. (عبد المطلب أمين القريطى: 1998 : 455) وأن أكثر هذه المشكلات شيوعا هي الكذب (حسن مصطفي عبد المعطى: 1993)، وأن هؤلاء الأطفال المطلق والديهم في الغالب يكونوا عدوانيين (Betty,:1997)، كما أن الطفل الذي يحرم من أحد الوالدين تتأثر علاقاته الاجتماعية بالمحيطين، وقد يلجأ للعناد. (سناء محمد سليمان:2005 :52-53). ومن خلال الدراسة الاستطلاعية التي قامت بها الباحثة، وجدت أن مشكلة: العناد والعدوان والكذب أكثر المشكلات السلوكية شيوعا لدى أبناء المطلقين خلعاً.
ويمثل الطفل المشكل عبئا على جميع الأفراد المحيطين به، فقد تعوق هذه المشكلات السلوكية تقدم الطفل في الدراسة وتحقيق أهدافه في الحياة، كما أنها تمثل مصدر إحباط للمدرسين وأولياء الأمور، وإذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم ستتطور إلى اضطرابات سلوكية أكثر حدة في المراحل التالية.
(Gardner,1994 : 936)
وهناك العديد من النظريات المفسرة للمشكلات السلوكية عند الأطفال، وما الذي ينبغي فعله لتعديل هذا السلوك ومنها النظرية السلوكية ونظرية التعلم الاجتماعي، حيث ترى النظرية السلوكية أن السلوك السوي وغير السوي هو نتيجة لأنماط التعلم، كما ترى نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا أن السلوك المشكل عند الطفل يرجع إلى عملية الملاحظة والتقليد والنمذجة، حيث يقوم الطفل باختزال السلوك ثم استرجاعه في المواقف المتشابهة، وبالتالي فإن التوحد بنماذج عدوانية من الأرجح أن يؤثر على سلوك الطفل بشكل سلبى. (Thtough; Herbert,1987:27)
ويعد الإرشاد السلوكي من أنسب الأساليب الإرشادية، والذي يتم فيه توظيف قوانين التعلم لتعديل سلوك الطفل إلى سلوكا مرغوبا فيه، وإحلاله محل سلوك خاطئ، حيث أثبتت العديد من الدراسات فاعلية الإرشاد السلوكي في الخفض من حدة المشكلات السلوكية كدراسة: أماني إبراهيم الدسوقي (2004)، ودراسة (Omizo,et al, (2004) من خلال فنيات: التعزيز، النمذجة، العقاب، لعب الدور، والمناقشة والحوار.
مما سبق يتضح أن الطلاق يؤثر على نفسية الأبناء ويزيد من الانحرافات السلوكية لديهم، وبالرغم من تعرض أطفال المطلقين وخاصة المطلقين خلعا للكثير من المشكلات السلوكية، والمسببة لمعاناة الأطفال وأولياء الأمور وهيئة التدريس، وما لها من آثار سيئة على تكوين وبناء شخصية هؤلاء الأطفال، فإن هذه الفئة لم تنل القدر الكافي من الرعاية النفسية من الباحثين لذا قامت الباحثة بهذه الدراسة بغرض خفض حدة المشكلات السلوكية لديهم0