الفهرس 
العنوانيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 282 |  |  |
| | | from | 282 | | |
المستخلص
أصبحت تكنولوجيا الاتصال في الوقت الراهن تشكل ضلعًا أساسيًا من أضلاع العملية الإعلامية والتربوية في العصر الحديث، ولا يمكن أن نتحدث عن ثورة الاتصال وتأثيرها علي الشباب دون الحديث عن تكنولوجيا الإعلام الجديد المتمثل في شبكة الأنترنت وأجهزة الهاتف الجوال والقنوات الفضائية. وفي ظل الواقع الجديد الذي يرسم ملامحه تنامي قوة الإعلام الفضائي وزيادة المنافسة بين القنوات الفضائية على استقطاب الشباب أمام الأجهزة المرئية من خلال ما تبثه من أفلام اجتماعية وثقافية وترفيهية وسياسية وأفلام الحركة ”الأكشن” إلتي تركت أثراً كبيراً على الشباب نتيجة لاستعدادهم السيكولوجي والاجتماعي والتغيرات البيولوجية المرافقة لهذه المرحلة السنية.
وتستقي الدراسة أهميتها من اعتمادها علي النتائج إلتي توصلت إليها الدراسات السابقة إلتي أقتربت من موضوع الدراسة الراهنة, بالإضافة إلي محاولة المزج بين النظريات الاجتماعية كنظرية التعلُم الاجتماعي لتفسير وإيضاح أسباب اهتمام ميدان الدراسات الاجتماعية بدراسة ما يتعلمه ويكتسبه الشباب من اتجاهات وقيم ومعايير ثقافية من وسائل الإعلام, بالإضافة إلي النظريات الإعلامية كنظرية الغرس الثقافي التي تهدف تحديد التأثير التراكمي طويل المدى علي إدراكات ومعتقدات وتقاليد الشباب نتيجة لتعرضهم لوسائل الإعلام.
أولًا: مشكلة الدراسة وأهدافها:
تسعى الدراسة إلى محاولة التعرف علي التداعيات الاجتماعية لتكنولوجيا الاتصال المتمثلة في: شبكة الأنترنت وأجهزة الهاتف الجوال ”الموبيل” والقنوات الفضائية علي الشباب وينبثق عن هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية هي:
1- تحديد أسباب إقبال الشباب علي استخدام تكنولوجيا الاتصال مع بيان أنماط وعادات هذا الاستخدام.
2- التعرف علي ما تحدثه كثافة مشاهدة الشباب للقنوات الفضائية علي علاقاتهم الأسرية ومستوي تحصيلهم الدراسي وثقافاتهم الاستهلاكية.
3- رصد تأثير مشاهده الشباب للقنوات الفضائية في الشرائح الاجتماعية داخل المجتمع المحلي مجال الدراسة.
وتتمثل الأهداف الخاصة في:
1- التعرف علي أهم الأفلام وأنواعها الدرامية المفضلة لدى الشباب.
2- التعرف علي كيفية تناول الأفلام لقضايا ومشكلات الشباب ومدي معالجتها لهذه المشكلات, وإذا ما قدمت حلولّا لهذه المشكلات أم أنها أضافت مشكلات أخري جديدة لهم وذلك من خلال تحليل مضمون 25 فيلمًا عرضوا علي القنوات الفضائية خلال السنوات الستة الأخيرة وإلتي أقبل علي مشاهدتها الشباب المصري للكشف عن تأثيرها اجتماعيّا وثقافيّا وأسريّا.
ثانيًا: تساؤلات الدراسة:
1- ما أسباب وأنماط وعادات وحجم استخدام الشباب لتكنولوجيا الاتصال؟.
2- إلي أي مدي تؤثر عدد ساعات مشاهدة الشباب للقنوات الفضائية علي تحصيلهم الدراسي وعلي علاقاتهم الأسرية وثقافتهم الاستهلاكية؟.
3- كيفية تناول الأفلام لمشكلات الشباب المصري؟. وما المضامين والأفكار الاجتماعية والثقافية التي تحملها هذه الأفلام؟. وإلى أي مدى تتوافق أو تتباين مضامين الأفلام مع آراء الشباب؟.
4- هل تؤثر الأفكار والمضامين إلتي تحملها الأفلام علي عادات وتقاليد وقيم وثقافة الشباب المصري؟.
ثالثًا: الإجراءات المنهجية للدراسة:
نوع الدراسة: تندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الوصفية التحليلية, وقد تم الإستعانة بمنهج المسح الاجتماعي بشقية الوصفيdescriptive Survey للإجابة علي تساؤلات الدراسة, والمنهج التحليليAnalytical Survey لاختبار عينة الدراسة واستخلاص النتائج وتفسير العلاقة بين متغيرات الدراسة.
مجتمع الدراسة: قامت الطالبة بتقسيم حي عين شمس إلي ثلاثة مجتمعات محلية عليا ووسطي وشعبية حسب الدخل الشهري والمهنة والمستوي التعليمي.
عينة الدراسة:
أ- عينة الدراسة الميدانية: تم اختيار عينة من الشباب بالطريقة العمدية من الذكور والإناث قوامها 270 مفردة تتراوح أعمارهم من 15 : 35 عام ولديهم هاتف جوال ويستخدمون شبكة الإنترنت ويشاهدون الأفلام عبر القنوات الفضائية.
ب- عينة الدراسة التحليلية: تم اختيار 25 فيلمًا أقبل علي مشاهدتهما الشباب أثناء إجراء الدراسة الإستطلاعية خلال السنوات الستة الأخيرة.
رابعًا: أدوات جمع البيانات:
أ- صحيفة الإستبانة لعينة من الشباب المصري يسكنون حي عين شمس ويمتلكون هاتف جوال ويستخدمون شبكة الإنترنت ويشاهدون الأفلام عبر القنوات الفضائية.
ب- استمارة تحليل المضمون لعينة من الأفلام قوامها 25 فيلمًا أقبل علي مشاهدتها الشباب عينة الدراسة الميدانية خلال السنوات الستة الأخيرة.
خامسًا: منهج الدراسة:
تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية. وتم استخدام صحيفة الإستبانة والمقابلة فضلًا عن إستمارة تحليل المضمون.
نتائج الدراسة:
وبعد تحليل نتائج الإستبانة وإجراء المقارنات اللازمة توصلت الطالبة إلي مجموعة من الاستنتاجات منها:
1- استخدم الشباب شبكة الإنترنت للالتقاء بأصدقاء جدد عبر مواقع الشات, بالإضافة إلي كتابة مقترحاتهم عن أوضاع وأحوال المجتمع المصري خاصة بعد ثورة 25 يناير.
2- من أهم أسباب مشاهدة الشباب للقنوات الفضائية هي التسلية وتمضية وقت الفراغ ومتابعة الأخبار والأحداث لحظة وقوعها بالفعل مما ساعدهم علي تكوين وبلورة شخصيتهم والتعرف علي ثقافات ولغات وعادات الشعوب الأخرى.
3- شاهد نسبة كبير من الشباب القنوات الفضائية بصورة فردية في فترة السهرة, مما عاق من تحصيلهم الدراسي ومن المناقشات والممارسات العائلية التي ساهمت بدورها في ضعف الروابط الأسرية, كما منعتهم من ممارسة العديد من النشاطات الشبابية والثقافية والاجتماعية الأخرى.
4- شاهد معظم الشباب القنوات الفضائية من ساعتين إلي ثلاثة ساعات يوميًا في أيام الدراسة, بينما ارتفعت من أربع ساعات إلي خمسة يوميًا في أيام العطلات ونهاية الأسبوع.
توصيات الدراسة:
واستنادًا إلي هذه الاستنتاجات وضعت الطالبة مجموعة من الاقتراحات ترتكز علي:
1- توجيه الشباب إلي عدم الإطالة في مشاهدة القنوات الفضائية ألا القنوات المفيدة ثقافيًا واجتماعيًا وتوعيتهم بانعكاساتها السلبية عليهم.
2- توعية الشباب بالآثار السلبية التي تتركها مشاهدة أفلام العنف والجريمة أو التي تحوي بعض اللقطات المثيرة للغرائز التي تؤثر علي سلوكياتهم وأساليب تعاملهم الأخلاقي والاجتماعي ومخالفتها بالتالي لقيمنا الاجتماعية.
3- توعية الشباب بمخاطر الأخذ بقشور الثقافة الغربية التي تتبناها الأفلام, ولا سيما في طريقة الملبس والمأكل والمشرب والسلوك الفردي, وحثهم علي الأخذ بجوهر هذه الحضارة وإنجازاتها العلمية والتكنولوجية والاستفادة منها في تطوير حياتهم.
4- قيام وسائل الإعلام والفضائيات بعقد ندوات وأفلام توعية للأسر والشباب لتعرفهم بالجوانب الإيجابية والسلبية للقنوات الفضائية وسبل الاستفادة منها وكيفية اختيار الأفلام الجيدة والمفيدة لهم.
5- أنتاج أفلام تربوية وتثقيفية وترفيهية واجتماعية تهتم بمناقشة قضايا ومشكلات الشباب ودراسة واقعهم لكي تلبي حاجاتهم واهتماماتهم.
6- تنشيط وسائل التثقيف والترفية الأخرى للشباب كمراكز المطالعة والفنون والأندية الرياضية ودورات الحاسوب وتعليمهم بعض المهن بما يشغل أوقات فراغهم في العطلات القصيرة والطويلة.