Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تجارة الرقيق عبر صحراء إيالة طرابلس الغرب
خلال القرن التاسع عشر\
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
بوفراج،وليد شعيب أدم.
هيئة الاعداد
مشرف / حمدنا الله مصطفى حسن
مشرف / عزالدين أسامه محمود
مشرف / حمدنا الله مصطفى حسن
باحث / وليد شعيب أدم بوفراج
الموضوع
تجارة الرقيق. القرن التاسع عشر. طرابلس الغرب.
تاريخ النشر
2012
عدد الصفحات
ص.:379
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 379

from 379

المستخلص

تناولنا في هذه الدراسة النظرية موضوع ” تجارة الرقيق عبر صحراء إيالة طرابلس الغرب خلال القرن التاسع عشر ”، وكان الجدل الأساس الذي قامت عليه الدراسة يركزعلى محاولة التعرف على أهمية وحجم ومكانة تجارة الرقيق عبر صحراء الإيالة، وتلمس آثارها الاقتصادية والاجتماعية، ومن يتحمل وزرها ومعرتها، وبيان تأثرها بضعف وتصدع السلطة، فضلاً عن محاولة استغلالها من بعض الدول الأوروبية كذريعة تخفي خلفها إطماعها الاستعمارية، وكذلك أظهار الأسباب التي ساعدت على انتعاشها، والملابسات التي ساهمت في انكماشها واضمحلالها في نهاية المطاف.
وبطبيعة الحال قسمت الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، حاولنا من خلال التمهيد أعطاء لمحة تاريخية موجزة عن نظرة الإسلام للرق، و مناقشة بعض الإدعاءات الأجنبية التي حاولت أن تظهر ظاهرة الرق ملتصقة بالإسلام ومرتبطة بتشريعه، ثم حرصنا على توضيح أثر الطبيعة الجغرافية والاقتصادية بطرابلس في توجيه اغلب السكان نحو ممارسة التجارة.
وسخرنا الفصل الأول لإبراز أماكن جلبهم ووسائل الحصول عليهم وأساليب نقلهم ومعاناتهم عبر الطرق الصحراوية المرتبطة بطرابلس الغرب، وتعرضنا لأهم أسواقهم وأسعارهم والجهات النى يصدرون إليها. وتبين بأنهم كانوا من أهم أنماط السلع في تجارة القوافل الصحراوية التي كانت تعبر من أقاليم جنوب الصحراء إلى مدن الشمال عبر رحلات طويلة ومضنية وبائسة على شبكة من الطرق الصحراوية، يتعرض خلالها جل الارقاء للضرب والتجويع والتعرية والإنهاك والإرهاق، بل وحتى للموت. واتضح بأن الأهمية التي مثلتها تجارة الرقيق بالنسبة للإيالة، تجاوزت نطاقها الداخلي، لترتكز على عمليات التصدير التي قامت مع بعض بلدان البحر المتوسط وخاصة شقها الإسلامي، وقد اختلفت وتنوعت الآليات المستخدمة في ذلك، حسب طبيعة ونوعية التجار أنفسهم.
في حين توقفنا في الفصل الثاني عند مختلف العاملين في هذه التجارة، وركزنا على مشاركة التجار المحليين، وحرصنا على أظهار دور التجار الأوروبيين واليهود، ثم انتقلنا لتورط بعض ممثلو ورجالات السلطة ومتنفذوها، وعملنا على بيان أهميتها بالنسبة لكل منهم. وتبين بأن معظم الأعراق البشرية التي سكنت أو ارتبطت مصالحها الاقتصادية بالمنطقة شاركت فيها دون استثناء، فقد شارك فيها السكان المحليون بحكم مرورها عبر أراضيهم، كما شارك فيها التجار اليهود والأوروبيون، وبالإضافة إلى هؤلاء وهؤلاء شارك فيها ممثلو السلطة الحاكمة وأصحاب النفوذ.
وخصصنا الفصل الثالث لتوضيح آثارها الاقتصادية والاجتماعية، وتوقفنا في البداية عند الضرائب والجمارك المترتبة عليهم وانعكاساتها على خزينة الإيالة، ثم تعرضنا لتأثير الاضطرابات والنزاعات التي شهدتها الإيالة على ركود أو تنامي تجارتهم، وحددنا استخداماتهم في مجتمع طرابلس، ثم عمدنا إلى إبراز أنماط عتقهم وأثر ذلك في التركيبة السكانية والاجتماعية، واجتهدنا في تلمس بعض تأثيراتهم في الأوضاع الصحية. بيد أننا لم نستطع معرفة تأثيرها في اقتصاديات الإيالة بسبب تغير قيمة العملة من فترة إلى أخرى وعدم وجود معلومات إحصائية مفصلة ودقيقة حول إعداد الرقيق الوافد إلى الإيالة والمصدر منها. عليه ، فكل ما حاولنا طرحه في هذا الإطار هو تحديد خطوط عريضة وأرقام عامة تقع هي الأخرى بين التقدير والحصر على أفضل الوجوه. في المقابل تمكننا من معرفة تأثيرها في التركيبة الاجتماعية والأوضاع الصحية، حيث تبين بأن الرقيق الذين اعتقوا واستوطنوا في الإيالة وتمازجوا مع بقية المواطنين وكونوا جزءاً من التركيبة السكانية للبلاد، والتزاوج من الإماء الأفريقيات أدى إلى تغير الطبيعة الاثنية للسكان بارتفاع نسبة السود فيها مقارنة بمصر وتونس والجزائر، وبالتالي دخل التركيبة السكانية والاجتماعية عنصر جديد زنجي الأصول أصبح جزءاً لا يتجزأ من تركيبة المجتمع الليبي، ساهم في عمليات التجارة والبناء، وشارك في مقاومة الاستعمار الايطالي عام 1911. كما ظهر لنا أن بعض الأوبئة والأمراض التي انتشرت في الإيالة كانت عن طريق الرقيق وبعض التجار الذين صاحبوا القوافل التجارية القادمة من المناطق الجنوبية.
أما الفصل الرابع والختامي فقد خصص لإيضاح تغلغل بعض الدول الأوروبية في الإيالة تحت ستار مكافحة تجارة الرقيق، فتعرضنا للتغلغل السياسي والاقتصادي البريطاني، وحرصنا في إطار ذلك على إبراز أثر الجمعية اللندنية للقضاء على تجارة الرقيق في بلورة التدخل البريطاني في الإيالة، ثم عملنا على توضيح الاهتمام المتزايد من قبل ايطاليا بقضايا التجارة، ولاسيما تجارة الرقيق التي حاولت جعلها ستاراً تخفي خلفه مراميها ومآربها الاستعمارية، من خلال سياسات ومخاتلات وزارة الخارجية الايطالية، ونشاط القنصلية الايطالية بطرابلس، وملاسنات ومعاكسات عدد كبير من عرابي الاستعمار الايطالي. واتضح أن متابعة هذه القوى الأوروبية لتجارة الرقيق عبر صحراء الإيالة، لم تكن إلا ذريعة مناسبة للتغلغل والهيمنة على الإيالة، ولاسيما للكثير من ساسة ايطاليا الذين كانوا يريدون غزوها حتى ولو كانت صحراء مجدبة جرداء، خصوصاً بعد أن أصبحت خيارهم الوحيد في الشمال الأفريقي، أثر خيبة أملهم في تونس التي احتلتها فرنسا، لذلك كثفوا جهودهم ودخلوا من أجلها العديد من المساومات والمناورات والمخاتلات مع بعض الدول الاستعمارية الكبرى، الأمر الذي أفضى بطبيعة الحال في نهاية المطاف إلى غزو البلاد عام 1911.