Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحركة النقدية حول شعر أحمد رفيق المهدوى\
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
الصادق،شعيب إدريس.
هيئة الاعداد
مشرف / يوسف حسن نو
مشرف / يوسف حسن نو
مشرف / يوسف حسن نو
باحث / شعيب إدريس الصادق
الموضوع
الحركة النقدية. القضايا النقدية. احمد رفيق المهدوى.
تاريخ النشر
2012
عدد الصفحات
ص.: 253
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 253

from 253

المستخلص

الحمد لله الذي خلق الإنسان، ورزقه مزية الفصاحة والبيان، والصلاة والسلا م على أمهر الناطقين بالضاد، وعلى آله وصحبه التقاة الأجواد، وعلى المهتدين بهديه إلى يوم التناد.
وبعد ،،،
يتناول هذا البحث الحركة النقدية حول شعر أحمد رفيق المهدوي الذي حاولت فيه أن أسهم إسهامًا فعا ً لا في تطور النقد الأدبي في ليبيا ، في
الوقت الذي تأخر فيه عن الأقطار العربية الأخرى، فقد ظفر الشعر العربي في ليبيا بآراء نقدية متنوعة، غلب عليها التعميم في أغلب الأحيان، ولهذ ا
كان لزاما علينا متابعة تلك الآراء النقدية وتحليل ه ا وتقويمها، وبيان أهميتها في مسار الحركة النقدية في ليبيا عامة، وعند أحمد رفيق المهدوي خاصة.
يعد الشعر ذا أهمية عظيمة في حياة الأمم ، إذ يصور أوضاعها السياسية والاجتماعية والفكرية؛ لذلك اتجهت إليه أقلام الأدباء والنقاد لدراسته وتحليله ، فنتجت عنه آراء متفاوتة، منها ما هو ذو قيمة عظيمة يقتضي الإشادة بها، ومنها ما يحتاج إلى مناقشة وإعادة نظر.
ومن هنا اعتقدت أن دراسة أكاديمية متخصصة ، تتخذ من النقد المثار حول شعر أحمد رفيق المهدوي موضوعًا لها ، قد تجلو صدق الإحساس أو كذبه، خاصة وأن هذا الشاعر لم يدرس - كناقد - وإن كثرت الدراسات حول شخصه ، وموضوعات الشعرية ، وخاصة الوطنية.
وقد لاحظت من خلال قراءاتي إن الحركة النقدية حول شعر أحمد رفيق المهدوي تمثلت في ثلاث اتجاهات : اتجاه أول مؤيد ، وآخر معار ض
، وثالث محايد.
يمثل الاتجاه الأول الأستاذ عبد ربه الغناي في كتابه (رفيق في الميزان)، حاولت هذه الدراسة أن تقف عند كثير من القضايا النقدية، آخذة - في الاعتبار - طبيعة المذهب الشعري الذي يمثله الشاعر، وطبيعة
المرحلة التي ُقدر له أن يعيش فيها، غير أنها لم تكن خالصة للقضايا النقدية المثارة، فقد خصص الناقد جزءًا كبيرًا للوقوف عند حياة الشاعر، متخذًا منها
مصباح هداية وإرشاد، ومن هنا فإن هذه الدراسة أقرب ما تكون إلى التاريخ الأدبي عنها إلى النقد الأدبي.
أما الاتجاه المعارض، يمثله الأستاذ خليفة محمد التليسي في كتابه (رفيق شاعر الوطن)، وهي دراسة منهجية تتسم بالجدة ، وروح البحث العلمي القائم على الرصد والتحليل واستخلاص النتائج.
وقد كانت معارضته للمهدوي ناتجة عن رفضه لافتقاد الحس الشعوري عنده، وأصدر في حّقه أحكامًا نقدية، تحامل فيها كثيرًا على شعره،
وخاصة في غرض الغزل، وكذلك قصيدته في رثائه للشاعر الإيطالي دانزيونز.
ومع ذلك فقد أعلن أكثر من مرة بأنه يستحق بجدارة لقب شاعر الوطنية فقال: ” يعد أحمد رفيق المهدوي أقوى صوت عرفه الشعر الليبي في مجال التعبير عن النزعات والأحداث الوطنية”.
ومن ثَم فإن هذه الدراسة النقدية تعد الرائدة الجديرة بالتقدير والاحترام، خاصة وأنها اتخذت من شعر شاعر الوطن منطلقًا وهدفًا .
أما الاتجاه الثالث الذي يتسم بالموضوعية والحيادية ، يتمثل في كل من تناول شعر أحمد رفيق المهدوي بصفة عامة في تاريخ الأدب الليبي مثل كتاب الدكتور محمد الصادق عفيفي (الاتجاهات الوطنية في الشعر الليبي الحديث )، وكتاب الدكتور طه الحاجري (قصة الأدب في ليبيا العربية منذ الفتح إلى اليوم ) وغيرهما وهذه الدراسات تأخذ موقف الحياد والموضوعية، بعيدًا عن الهجوم والطعن في شاعرية المهدوي والتعاطف والتمجيد المبالغ فيه له، لكن أغلب دراساتهم لم تقف عند المرحلة المتأخرة التي تطور فيها العمل النقدي، لذلك بقيت هذه الدراسات دراسات تحليلية وصفية محدودة الأثر النقدي، ولما كان موضوع البحث يختص بالحركة النقدية حول شعر أحمد رفيق المهدوي، كان لابد أن تتضح شخصية المهدوي ، ومنزلته الشعرية بين شعراء عصره ،والمدرسة الشعرية التي ينتمي إليها ، لذلك اختص الفصل الأول بهذه العناوين، وفي ضوء ذلك اتضحت أهمية العلاقة بين الشاعر وبيئته الشعرية
ومدرسته التي تتلمذ فيها، والإنتاج الأدبي الذي خّلفه .
أما الفصل الثاني تناول الأدب في ليبيا بدأ من العصر التركي مرورًا بالعصر الإيطالي وأخيرًا عصر الاستقلال.
واختص المبحث الثاني بالنقد في ليبيا، معتمدًا بداية الثلاثينيات هي أولى المراحل التي بدأت فيها تباشير النقد الأدبي بمفهومه الواضح في ليبيا،مبينًا بعض الدراسات التي أنجزت حول شعر أحمد رفيق المهدوي أما الفصل الثالث تناول فيه الباحث الموضوعات الشعرية، مبتدئًا بالشعر الوطني لغلبة هذا النوع على شعره، الذي أصبح السمة التي امتاز بها أحمد رفيق المهدوي على شعراء ليبيا في القرن العشرين، متخذًا منه وسيلة فنية يعبر- من خلالها - عن همومه وهموم وطنه، طامحًا إلى إيقاظ الوع ي
وحفز الهمم، لإحداث التغيير المأمول، يليه الرثاء، ثم الغزل و الهجاء ،فالمدح وأخيرًا الوصف.
ثم كانت دراسة بناء القصيدة في الفصل الرابع تحدث فيها الباحث عن اللغة الشعرية والآراء التي دارت حول استعمال أحمد رفيق للهجة العامية والألفاظ الأعجمية، ثم الصورة الشعرية ، مبينًا نظرة بعض النقاد إلى توفق المهدوي في ميدان التصوير الشعري، في حين أن بعضهم يرى ندرة الصورة الشعرية ، بل انعدامها انعدامًا يكاد يكون كام ً لا، فقد غلبت على صوره طبيعته الفنية كشاعر كلاسيكي ، فجاءت في معظمها محققة لهذه الطبيعة التي ترتد إلى التراث، وتحترم التقاليد باستخدام الصور البيانية
بأنواعها المختلفة من تشبيه واستعارة وكناية، وجاءت معظم تشبيهاته معتمدا فيها على ثقافته متأثرًا بالبيئة الأدبية التي حوله ومع ذلك لم يخل شعره من بعض الصور الفنية القيمة .
أما وحدة القصيدة فمن المعروف أنها شغلت أذهان النقاد طوي ً لا، وقد اتخذها العقاد أحد المقاييس الرئيسية التي يقاس بها الشعر الجيد، وانض م
التليسي إلى هذا المقياس ، فرأى أن الوحدة لا تتحقق في شعر المهدوي ، لذا توقف هذا المبحث عند بيان الوحدة في شعر المهدوي ، فالوحدة قوام أي فن من الفنون، وإذا كان التليسي قد ارتضى وارتضينا نحن كذلك واتفقنا على أنه شاعر، فيعني ذلك تحقق الوحدة في شعره ، هذه النتيجة النظرية يدعمه االباحث بجانب تطبيقي ، يتمثل في بعض نماذج من شعره.
سار المهدوي على نهج المدرسة التقليدية الحديثة، فتخلص من المقدمات الخمرية والغزلية، وتمثلت الوحدة الموضوعية في أغلب نتاجه الشعري، وإن ظه رت أكثر وضوحًا في قصائده التي غلب عليها الأسلوب القصصي كقصيدة غيث الصغير، وبعض قصائده الغزلية أما المبحث الثالث فقد بين الباحث تأثر أحمد رفيق المهدوي في شعره بالتراث العربي ، ومعجمه الديني والشعري ، وتأثره بالثقافتين التركية
والإيطالية .
وأخيرًا وليس آخرأً تناوا الباحث موقف أحمد رفيق المهدوي من البنية الإيقاعية في شعره بين التقليد والتجديد، فالمهدوي من أكثر الشعراء الليبيين الذي تناولته أقلام الأدباء والنقاد بشكل لم يألفه الشعراء
الليبيين في العصر الحديث، ولعل سبب ذلك يعود إلى أن المهدوي ، كان متحررًا في أفكاره، وآرائه ودعواته التجديدية، ثم تأتي الخاتمة مشيرة إلى
أبرز النتائج التي انتهى إليها البحث .
صححت هذه الدراسة كثيرًا من الآراء النقدية غير الدقيقة، حول شاعرية المهدوي، وموضوعات شعره، وصوره وموسيقاه، وبينت مكانته بين
شعراء العربية عامة، وشعراء ليبيا خاصة، كما كشفت عن القيمة الفنية لشعره.
وقد كان منهجي في البحث متكاملا يستفيد من المناهج النقدية عند الحاجة إليها ، فالمنهج التاريخي مثلا كان هو الغالب في الفصل الأول ،
والتحليلي في الفصل الثاني ، والوصفي في الفصل الثالث ، والنقدي في الفصل الرابع ومع ذلك لم يخل من بروزه في بعض الأحيان بقية الفصول.
واقتصرت في إيراد الأمثلة على ذكر موطن الشاهد مباشرة ، مع إدراكي أن ذلك قد يخيب ظن القارئ الذي يطمح - أحيانًا - لسماع القصيدة كاملة ، لأني رأيت أن البحث ليس عبارة عن موضوع شعري ، وأحيانا تكون النماذج المس تشهد بها أقل من المتوقع، فلا تكون لها تلك القوة الجمالي ة
والإبداعية، وسبب ذلك ما قاله ابن قتيبة في مقدمة عيون الأخبار : ” قلة ماجاء في ذلك من المعنى مع الحاجة إليه، والسبب الآخر أن الحسن إذا ما وصل بمثله نقص نورهما، ولم يتبين فاضل بمفضول، وإذا ما وصل بما هو دونه أراك نقصان أحدهما من الآخر الرجحان”.
وقد واجهتني العديد من الصعوبات في إنجاز هذا البحث، تمثلت في صعوبة جمع المادة العلمية المنثورة بين صفحات الكتب والمجلات، وتظل
المشكلة الأكبر عدم وجود دراسات كافية لهذا الموضوع للاستفادة منها، وقد يكون السبب هو النظام السياسي السائد آنذاك ، حيث سحبت جميع دواوين الشاعر من المكتبات العامة والخاصة ، والدراسات التي حوله ، لأنه في نظرهم من الشعراء الذين وقفوا إلى جانب المملكة الليبية ومجدوها.
وآخرا ... تظل هذه الدراسة مدينة بالفضل لأستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور يوسف حسن نوفل الذي بفضل توجيهاته وإرشاداته وتشجيعه لي أو ً لا
وأخيرًا، تمكنت من إخراج هذه الدراسة على الصورة التي بين أيدينا الآن ... فجزاه الله عني خير الجزاء. ...وبعد شكر الله على توفيقه في استكمال هذا البحث التي آمل أن يكون خطوة تتلوها خطوات للاهتمام بالحركة النقدية حول الشعراء في ليبيا ،
فإن أصبت فلله الحمد والمّنة ، وإن كان غير ذلك فحسبي شرف المحاولة،ولقد صدق العماد الأصفهاني في قوله : ”إنه ما كتب أحدهم في يومه كتابًا إلا قال في غده ، لو ُ غير هذا لكان أحسن، ولو زيد ذاك لكان يستحسن، ولو ُقدم هذا لكان أفضل ، ولو ترك ذاك لكان أجمل، وهذا من أعظم العب، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر”
والله ولي التوفيق.