![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعتبر قضية رعاية كبار السن من القضايا التي يوليها العالم المعاصر اهتماماً خاصاً نظرا للتزايد العددي لشريحة المسنين في معظم دول العالم بفعل ظاهرة التعمر السكاني لا يقف عند مجرد توفير الغذاء والكساء والمسكن وتدبير ضروريات الحياة وإنما الغاية الكبرى هي تحسين نوعية الحياة لهم وفي ظل سلسلة التحولات العالمية الجديدة للعمليات التي تؤثر علي الخبرات اليومية للأفراد كما أثرت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها المجتمعات حالياً في تغيير العلاقات الاجتماعية وخاصة في محيط الأسرة التي أدت إلي تحلل الروابط الأسرية وظهور الأسرة النووية بكل ما يعنيه ذلك من تحول عن الأسرة التقليدية الممتدة وما لهذه التحولات من تأثير في سيادة النزعة الفردية وسيطرة مشاعر الأنانية وضعف مشاعر الإيثار والانتماء والتماسك الاجتماعي وانقلاب الطموحات الفردية التي لا تعرف حدوداً عند الكثيرين ، فبالرغم من أن مواثيق حقوق الإنسان العالمية التي أقرتها الأمم المتحدة وتبنيها المبادئ الخاصة بكبار السن والتي تناولت جوانب الاستقلالية والرعاية ، المشاركة تحقيق كرامة الإنسان ، الاكتفاء الذاتي للفرد في ظل ذلك كله نجد أن الحقوق الأساسية والمعروفة للمسنين مازالت محل استنكار وتجاهل من المجتمع بصفة عامة . وبالرغم من أن كبار السن في عصرانا الحاضر أكثر إدراكاً وأكثر فاعلية وأكثر استقلالية عما كانوا عليه قبل ذلك فهم يعيشون أمداً زمنياً مديداً ‘ إلا أنه كلما نما تعداد كبار السن علي المستوي العالمي والمحلي أصبح إمكانية ظلمهم واستغلالهم وإهمالهم والإساءة إليهم أمر قائماً . فالغالبية العظمي من كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو مع أقاربهم أو من يلتحقون بدور الرعاية تتعدد صور إيذائهم ما بين إساءة معنوية أو اجتماعية أو بدنية ، مالية أو النبذ والإهمال , إلا أن الإساءة بشكل عام مشكلة معقدة ترتبط بالعديد من العوامل المتغيرات القيمية والأخلاقية والتي زادت في المجتمع المصري بازدياد وتيرة التغيرات وتوانى المسئولين عن القيام بدورهم . |